منتدى مقاطعة - بعد كاميرات المرور.. تطوير موقع الكتروني ب200 مليون.. شي لايصدق

200 مليون ريال كانت ستؤمن السكن لأكثر من 3000 منتسب للجامعة
صعقت كما صعق الكثير مثلي عندما قرأت خبر تحديث موقع بوابة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي كلف 200 مليون ريال لتحديث موقع إلكتروني على الإنترنت، وكأن هذا الموقع هو موقع وكالة الاستخبارات الأمريكية والذي يتطلب سرية عالية جدا.

أعتقد أن العديد من الشركات وخصوصا شركات الإنترنت تضخم مواضيع إنشاء المواقع الإلكترونية لدى العديد من المسئولين في القطاعات الحكومية وتُهول من الأمر لتجعل منه صرحا يصعب تشييده بدون المبالغ الضخمة، أذكر أنه في الشهر الماضي طلب مني أحد الزملاء إنشاء موقع شخصي له وأن الموضوع سيكلفه كثيرا فهو يسمع عن مبالغ كبيرة لإنشاء المواقع الشخصية بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف ريال من أجل أن يحصل على مدونة يكتب فيها إبداعاته الصحافية، قلت له من قال إن الموضوع مكلف؟.. فقال جامعة الإمام. كل ما في الموضوع لإنشاء موقع إلكتروني جديد هو 10 دولارات سنويا لحجز الاسم الخاص بالموقع وأيضا 100 دولار سنويا لاستضافة الموقع لدى أعرق شركات الاستضافة الأمريكية وأكثرها أمانا ومن ثم الحصول على محتوى معين أو مجلة إلكترونية لتحرير المحتوى المطلوب والتي لا تتجاوز قيمتها في بعض الأحيان 100 دولار إن لم تكن مفتوحة المصدر وتكون مجانية بشرط عدم شطب الحقوق الفكرية، إضافة إلى تصميم خاص يكلف ما بين 100 دولار و500 دولار حسب طلبات العميل.
إذا فما الداعي لموقع بتكلفة 200 مليون ريال؟.. لنقل إن السيرفرات داخل الجامعة فموقع بسيرفر داخل الجامعة بدلا من الاستضافة عن طريق الإنترنت فلنخصم قيمة 100 دولار لأن الاستضافة ستكون في سيرفر الجامعة إذا فالسيرفرات تكلف ما بين خمسة آلاف ريال إلى 15 ألف ريال لأجود أنواع السيرفرات. ولكن يبدو أن السيرفر الذي بالجامعة مصبوب من الذهب الخالص وبعيار 24 قيراطا.
فعلا سمعنا عن مواقع إلكترونية كلفت حتى 40 مليون ريال مثل بعض المواقع الحكومية الحساسة وهذا ضروري لأن نسبة الأمان يجب أن تكون عالية جدا وكلفتها تشمل الكلفة التشغيلية لعقود طويلة.

200 مليون ريال كانت سوف تؤمن السكن المريح لأساتذة الجامعة والمنتسبين لها؛ فمبلغ مثل هذا سيرتاح أساتذة الجامعة من عناء الإيجارات الملتهبة والتي تقضم رواتبهم البسيطة، أذكر أن أحد أساتذة الجامعة يستلم راتبا شهريا لا يتعدى 12 ألف ريال بينما أحد طلابه المتخرج على يديه حديثا يستلم راتبا يفوق راتب الأستاذ المسكين.

200 مليون ريال كانت ستؤمن السكن لأكثر من 3000 منتسب للجامعة من أكاديميين وأساتذة ومحاضرين ومعيدين وإداريين هم بحاجة إلى السكن بالقرب من الجامعة، أما موقع إلكتروني شبيه بمحتوى مجلة جملة الشهير الذي يتم تداولها بين مصممي مواقع الإنترنت مجانا من أجل تنصيبها ومن ثم تعريبها حتى تتوافق مع الكتابة العربية فهذا أمر غريب، مبلغ 200 مليون ريال أو بمعنى آخر خُمس مليار ريال لموقع إلكتروني لجامعة فهذا موضوع فيه نظر، فجامعة هارفارد في الولايات المتحدة والتي توفر التعليم عن بعد وبسرعة عالية والتي تعتبر أعرق جامعات أمريكا لم يكلف موقعها مليون دولار , حتى الطالب في جيبوتي يستطيع أن يناقش مع الأستاذ ما يريد في أمريكا.
كان من الأفضل للجامعة الاستثمار في الإنترنت وشراء موقع يوتيوب والدخول في المنافسة مع شركة قوقل عندما اشترته بمبلغ 300 مليون دولار.

بالمناسبة موقع الجامعة كلف أكثر من ميزانية ثلاثة جامعات سعودية لمدة سنة كاملة فميزانية جامعة جازان 151 مليون وجامعة حائل 135 مليون وجامعة الجوف 130 مليون أما موقع جامعة الإمام فهو جامعة الجامعات السعودية كلها ولا عزاء لأساتذة الجامعة القابعين على الإيجارات خارج أسوار الجامعة

عبد الله الذيب