منتدى مقاطعة - وظائف مفتوحة لأبناء الجاليات

وظائف مفتوحة لأبناء الجاليات
علي سعد الموسى
2012-04-25 2:58 AM

يقول الخبر إن وزارة العمل تنفي بالقطع والنفي، وربما بالجزم والضم، أن لديها برنامجاً موازياً لتوظيف أبناء الجاليات التي تقيم في البلد بشكل غير نظامي ويصعب فيها تدويرهم إلى النظام لأسباب كثيرة. ودعونا من حكاية – الدخان والنار – فالبلد كتلة من الإشاعات المتحركة، وحتى بهذه الإشاعة المغرضة فقد وصلنا إلى حدود نهاية العقل. وعلى شاكلة التفكير (خارج الصندوق) فإن هذا الخبر من شاكلة التفكير (خارج الجمجمة).
سؤالي: ماذا لو طلبت من (ولدي) أن يذهب غداً، وفي ظل نظام الإشاعة بعاليه، إلى مكتب العمل ثم طلبت منه فوق ذلك أن يخفي بطاقة الهوية الوطنية تحت الطاقية ليقول إنه سليل جالية عبرت قبل نصف قرن هذه الحدود؟ أن يقول مثلاً إنه لا يعرف جنسية أبويه ولا مسقط رأس جده القديم، أن يقول لمكتب العمل إنه هكذا وجد نفسه صدفة عابرة نادرة على حدود هذه الأرض.. جئت لا أدري من أين ولكني أتيت.. على طريقة إيليا أبي ماضي في عدميته الساخرة.
ماذا لو طلب ولدي أن يتوظف بحسب هذا النظام الإشاعة؟ ماذا سيقولون له، ومن الذي سيتهافت عليه؟ صدقوني: أولاً، ستشاهدون الازدحام الهائل من السادة رجال الأعمال وتجار التأشيرة. وبدلاً من الذهاب إلى دكا وأديس أبابا والاصطفاف أمام أبواب السفارات، سيجدون المطلوب جاهزاً على المكاتب المكيفة في مكاتب العمل. تجار التأشيرة لديهم حواس عشر يستطيعون عبرها تمييز السعودي من غيره. بمجرد شم رائحة الجسد المقابل يستطيعون أن يحددوا ما إذا كان سعودياً مواطناً بمسقطي رأسين لأبويه، أم إنه مهاجر قادم من أرض الله الواسعة ثم تقطعت به السبل. والحيرة، ماذا سأختار لولدي من – جالية – أنسبها إليه أو أرده إليها من أجل الوظيفة الجاهزة: هل سنقول إنه من أهل الحظ والحظوة؟ هل نقول إنه قادم من بلاد ما وراء النهر الذين أصبحوا اليوم أكثر عدداً من سكان أرض (المدر) في عقر دارهم؟ ماذا لو ذهب ولدي إلى الوظيفة مع أي من هؤلاء ثم تحركت (الطاقية) من فوق رأسه فسقطت بطاقة الهوية الوطنية التي (دسها) من قبل فوق النخاع؟
لماذا تتحرك هذه البطاقة على الدوام (خارج الجسد)؟ ولماذا ندسها في الجيب السفلي أو نخبئها (خارج الجمجمة)؟
سؤالي الأخير: لماذا هذا الاهتمام بأبناء الجاليات حتى في النفي بالجزم وحتى في مجرد الإشاعة؟

=================================

جريدة الوطن