منتدى مقاطعة - مسلسل الاسعار 0000

نافذة (مسلسلاً لا يأتي بخير)

سارة بنت محمد الخثلان الحياة - 23/09/07//

هل يعقل أن نتكلم عن سعر الرز والحليب ونحن نقرأ أن سعر برميل البترول وصل إلى 84 دولاراً؟!
الإجابة متروكة لوزير التجارة وزملائه المسؤولين عن توفير الغذاء والدواء وحقيبة المدرسة, إذ ليس لدي ولا من يسألون ألف مرة في اليوم عن أين تذهب تلك الدولارات، ولماذا لا تأتي بأكياس الأرز والأجبان والحليب؟!
لقد شعرت وكأنني أتابع مسلسلاً لا يأتي بخير من تلك المسلسلات التي كثيراً ما تطلقها القنوات الفضائية في شهر الخير، وكلك خير على الجيوب التي اعتادت الربح على حساب المنتظرين الذين ينتظرون الفرج في نهاية المسلسل!!
وفي العادة انتظار الناس للنهاية لا يستمر أكثر من شهر أو ستة أسابيع, ولكن في هذا الشهر والشهر الذي قبله نحن نتابع مسلسل الأرز والحليب ولقمة القاضي التي تكاد تطير من يد الفقير, فهذا المسلسل في الحقيقة أكثر إثارة والناس ينتظرون وزير التجارة الذي يطرح الحلول التي لا تسير على عجلات ولا حتى تزحف لتضع مؤشرات للنهاية أو لإماطة الأذى..
لقد تغلب مسلسل المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى على المسلسلات الغبية للمخرج انور عكاشة, فالمقارنة بين أسعار النفط والدولار الهابط مع ريالنا الذي اصبح لا يقوى على جلب الأرز ولا جلب مستلزمات الأسر التي تتابع بورصة الأسعار وكأنها في مسرح اللامعقول.
لقد أصبح الريال المسكين ضعيفاً لا يقوى على سحب الأشياء من أذنها وإحضارها إلى البيت، بل أصبحت تلك الأشياء تنظر إليه باستهزاء كأنها تقول له أيها المسكين أنك لا تقوى على حملي, على رغم وجود الزيت الذي يذهب ليدهن مفاصل الدولار المخادع!!
هل تتذكرون مباريات تلي ماتش الشهيرة التي كانت تنقل لنا على ما أظن من أحد المدن الألمانية, ويصرخ فيها المشاهدون بتوجيه المتسابق فيها حتى لا يصطدم بالجدار أو يقع في المستنقع, ولكن المتسابق غالباً لا يسمع، ولا يعي فيصطدم بغباء!
هنا وبكل مشاعر الصدق مع كل المشاهدين نصرخ:
لا تقع، لا يا ريالنا... لا.
يجب أن تتوقف عن الانزلاق, لا تجري خلف الدولار، وارفع رأسك، فالبترول بترولك والرز يأتي بجميع العملات.
يا ريالنا المحبوب ضع بيضك في أكثر من سلة, فقبعة الكاوبوي لا تتسع للبيض الذي تحمله تلك القبعة من حقولنا ثم تقذفنا بقشوره.
لقد أصبح أطفالنا يشتهون البيض بعد أن تعسر عليهم الأرز, فهلا تركت قليلاً من البيض في السلال؟
sara_alkhathlan@yahoo.com

http://www.alhayat.com/culture/09-2007/Item-20070922-2deff3d2-c0a8-10ed-00c3-e8c4c2070b9a/story.html