إسراف ومقاطعة - مقال لعبد العزيز السويد
إسراف... ومقاطعة
الثلاثاء, 20 يوليو 2010 عبد العزيز السويد العين تأكل أيضاً... تجوع وتشبع، يمكن القول إن العين تأكل قبل الفم أحياناً، لذلك تحسّ بالتخمة عندما تقع عيناك على موائد طعام زائدة عن الحد المعقول، والأخير يقع في دائرة النسبية، لكل فرد درجة «المعقولية» الخاصة به. لا أنسى قصة يرددها صديقي «أبو محمد»، إذ تجمعه علاقة تجارية برجل أعمال يسكن مدينة أخرى سافر إليها أبو محمد مع قريب له، وعلم رجل الأعمال فدعاهما إلى الغداء، حضر الضيفان ليجدا الداعي وأبناءه الثلاثة في الانتظار، وبعد «القهاوي» قدمت السفرة صحن رز ودجاجة واحدة، الطريف أن رجل الأعمال يمتلك مشروعاً للدجاج اللاحم! قلت يظهر أنه «يقدر الدجاج». كسر الداعي العرف الاجتماعي مرتين، تقديم «رأس» واحد... ومن الدجاج أيضاً...! لجمع من الرجال. ولن يخفف من هذا «الشرط» الاجتماعي وجود صحون أخرى من السلطات والإدامات، فإذا أقبل الناس على وجبة يرونها قليلة في الكم يصاب الواحد منهم بانسداد النفس «الأكولة»، ويظهر لي أن الجوع - هنا - أقرب إلى جوع عيون منه إلى جوع بطون، مع مسألة فيها نظر، إذ يراها البعض من عدم التقدير الشخصي. الأخير ارتبط برؤوس الخرفان وأحياناً عند وجبة العشاء بالتيوس، والحمد لله أنه لم يرتبط بالبعارين وإلا لانقرضت المزاين. ومجتمعنا مفتون باللحم، خصوصاً الأحمر منه، أما الدجاج فيكون غالباً «وجبة غير رسمية»، في تقديمه شيء من «الميانة». هذا هو الواقع، وبين الشح والإسراف مسافات، كما بين الشح والترشيد مسافات، لكن الأول لا يظهر في إعلام الإنترنت مثلما تظهر صور موائد فيها مبالغات لا يمكن تبريرها، بل هي تدفع الى الخوف والحذر من سخط المنعم عز وجل. قارن متصفحو إنترنت بين «عزومة» عربية و «عزومة» أوباما مع ضيفه رئيس الوزراء الروسي في مطعم للوجبات السريعة، وفي المقارنة رأي واضح ضد الإسراف. ونحن مقبلون على شهر كريم، شهر رمضان المبارك، بدأت الأسواق في طرح المعروضات، مع ارتفاع أسعار وازدياد عدد الفقراء، كلما ارتفعت الأسعار مع ثبات الدخل يعني هذا زيادة في عدد المحتاجين، حتى لو قال وزير الشؤون الاجتماعية «لم نفشل في مواجهة الفقر»! فهو لم يحدد الزمن اللازم لإعلان - عدم الفشل - بالأرقام المحايدة، لكنه كلام مرسل، وليس على الكلام جمرك، وإلا أين النجاح في مواجهة الفقر؟ أرجو ألا يقال في برنامج الامتياز التجاري!؟ إذا تضافرت الجهود وتوحّدت الرؤية والسلوك الاستهلاكي يمكن أن نخفف على الفقراء، بعدم الإسراف. لندع الأكياس الكبيرة والكراتين في مخازنها ونأخذ قدر الحاجة، من هنا أشيد بدعوة منتدى «مقاطعة» https://www.mqataa.co/vb/showthread.php?t=26959 لحملة ضد الإسراف، للعام الثالث، وفيه نصائح مهمة للمستهلكين، والأمل أن يتطور الوعي الاستهلاكي إلى الأفضل فلا نقع ضحية لتسونامي الإعلانات و«أساطير» التخفيضات. www.asuwayed.com http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/164603 |
اقتباس:
فإنهم يواجهون الأمرين في توفير حاجاتهم الأساسية وفي الوقت نفسه نجد ان البعض لا يهمه سوى نفسه ويرفض الانضمام لأي حملة مقاطعة أو ترشيد يقوم بها المستهلكون ويدع التجار يقومون بالتحالف والتآمر ضد جيب المواطن وهو لا يهمه سوى نفسه وقول الاستاذ عبدالعزيز السويد : " يمكن ان نخفف على الفقراء " هذا يعني ان المستهلكين اذا توحدوا في الترشيد فان ذلك سوف ينعكس على الاسعار بحسب قاعدة العرض والطلب وسوف تنخفض الاسعار وبذلك نكون ساعدنا الفقراء وساعدنا أنفسنا وكسرنا تحكم التجار وحدهم في السوق ...................... ولا أنسى ان اشكر الكاتب عبد العزيز السويد على مقالاته " الواقعية " والتي تمس المواطن بشكل مباشر |
اللهم بلغنا رمضان واعنا علي صيامة و قيامة امين @
|
اقتباس:
http://www.youtube.com/watch?v=6_4ev989h8w |
مشكور على النقل اخي الكريم
وفعلا المقاطعه هي السبيل الوحيد لردع التجار الجشعين |
تم وضع التعليق التالي على المقال في موقع جريدة الحياة..
كاتب التعليق : abuhisham التاريخ : الثلاثاء, 07/20/2010 - 19:08. أولا .. الشكر كل الشكر لكاتبنا العزيز و القدير الأستاذ/ عبدالعزيز السويد على ما خطته و تخطه أنامله من رصد ومتابعة و مشاركة لعامة الناس في ما يعانونه من أمور قضت مضاجعهم و كدرت صفو حياتهم. أمور كثيرة يعاني منها الناس و قد لايكون في أيديهم عمل الكثير بدون تدخل الجهات الرسمية .. لكن .. في مسألة الغلاء و إرتفاع الأسعار فأول و أقوى الحلول في أيدي المستهلكين أنفسهم. هذه النقطة بالذات هي النقطة التي لايستطيع أي كان إجبار المستهلك على ما لا يريده. نجاح هذا الأمر مرهون بأمر واحد .. أن يقرر المستهلك ممارسة حقه في الإختيار و رفض الإستغلال و مقاطعة ما غلا سعره و الإتجاه للبدائل التي قد تفوق المنتج الأصلي .. الذي إرتبطنا به "نفسيا" .. جودة و سعرا. تحية خالصة لكاتبنا و لصحيفة الحياة ولكل من حمل بين أضلاعه هم الضعفاء و الفقراء. تحية لكم من إخوانكم في منتدى مقاطعة. |
كاتب من طراز نادر وفريد من حيث الثبات على المبدأ والجرأة والصراحة والنزاهة و حمل هم المواطن ناهيكم عن اسلوبه الرائع بالطرح وسلاسته . أسلوبه يجبرك على قراءة مقاله لأكثر من مرة وهذا لخاصية فريدة تمتاز بها مقالاته الا وهي دمج بعض المصطلحات العامية اواسط الجمل العربية الفصحى وهذه ميزة اختص بها الكاتب السويد . منذ أول موضوع قرأته له منذ عقدين من الزمن تقريباً شدني هذا الأسلوب وقوة الطرح و مايحمله من فوائد, وحاول تقليده الكثير من الكتاب ولكن لم ينجحوا وهذا لأنها وبكل بساطة مَلَكَة ينفرد بها هو وحده ولا تكتسب .
لا أقول ذلك لأنه أثنى وأشاد على أحد حملات المقاطعة لا والله , مع العلم بأنه قام بعمل جريء تتحرج منه حتى الصحف الإلكترونية وهو وضع رابط موضوع الحملة في مقال صحفي ومن النادر أو قد لا يوجد كاتب أشار لموضوع وبرابطه واسمه في صحيفة الكترونية أو حتى منتدى خاص فما بالكم بكاتب وبصحيفة تقرأ في العالم العربي وانتشارها على المستوى العربي كما تم في هذا المقال . ولكن ذكرت رأيي الخاص به في أول الموضوع لمتابعتي لما يكتبه منذ زمن, جل مقالاته تتكلم بجرأة عن هموم المواطن وعن سلبيات جهاتنا الحكومية ومحاولاته الدائمة و الجادة بالتغيير والإصلاح لما يخدم المواطن وهذا الوطن . أقف احتراما لهذا الرجل وكلمة شكر لا تفيه حقه. |
كلمات رائعه من كاتب صادق مع نفسه اولاً ثم مع القراء والمجتمع ثانياً
وانا شخصياً احد اشد المعجبين والمتابعين بكتاباته شكراً اخ احمد على النقل المبارك |
السويد قدوه لكل كاتب يريد النجاح
|
آه كم أود لو توحد الشعب فقط ل3 أشهر ضدر جشع التجار
تحياتي |
الساعة الآن 02:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by