منتدى مقاطعة

منتدى مقاطعة (https://www.mqataa.org/vb/index.php)
-   مناقشات المستهلك (https://www.mqataa.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تركي الدخيل والرد من الكاتب الجوهري كالصاعقة (https://www.mqataa.org/vb/showthread.php?t=17192)

خالد 1 20-04-2009 04:17 PM

تركي الدخيل والرد من الكاتب الجوهري كالصاعقة
 
كتب تركي الدخيل مقال عن سفرته الى سويسرا وعن جمال مدنها ومطاعمها وثقافة شعبها

فجاءه الرد من الكاتب عبدالرحمن الجوهري كالصاعقة


نحن يا تركي، مشغولون بما يكفينا، مشغولون بمآسينا، بأوجاعنا، نحن لا صيفية لدينا أصلا، ...كل عامنا صيف، إن لم يكن في درجة حرارة الجو، ففي درجة حرارة قلوبنا، ..لأننا منهكون، لأننا منهمكون، في البؤس، لأننا فقراء، لأننا في بلد طبقيٍ عنيف، لأننا يا تركي نقرأ صحافة أنت كاتب فيها، ونشاهد إعلاما، أنت أحد من يدّعي "إضاءاته" .!
لا شيء يمكنه ثنيُ شخص ما عن أن ينحط، إنْ أراد هو أن يصل إلى ذلك!
نعم إنها إرادة الانحطاط ، إرادة ذاتية، انحرافية، طلبية، استجدائية أحيانا، دراسية أحيانا.. أبكي .. أتخيّلُ عينا أبي حسن، الستينيّ الوحيد، الذي يسكن "صامطة" ويجيد القراءة، . ضمن سياسات تعليم شامل وكامل بديع.. يقرأ أبو سعيد الوطن اليوم، مقالة الدخيل: "الأوربيون المتخلفون".. يااااااه ، ويفكّر بعدها، كيف يشتري كيس رز مناسب،

لأطفال جوعى ، لا يفكرون بمغادرة القرية يا تركي الدخيل!
نعم، القرية، "صامطة"، وليس جازان، وليس الجنوب، وليس السعودية، إنهم لا يحلمون بجدة، لأنها غير! .. تركي، لن أنزل لمستوى أن أحكي عن جسدك الثقافي، ولا تآلفات إيلافك، ولا أميركانيتك، ولا التزاماتك "السابقة"، وانفراطاتك اللاحقة، لا، أنت أقل من ذلك، وأنا، بالتأكيد أكبر، وأكثر، أيها المخذلّون من الأعراب.. تركي، في "قال غفر الله له"، أظنه يجيد أن يدعو الله بالمغفرة قولا، لكنّه يجيد أن يعصي الله بالحرف فعلا .. تركي، الذين منحوك هذه الزاوية، لصحيفة، تتّشح بكونها شعبية، صحيفة المهمّشين من الوطن، صحيفةٌ يقرؤها من لا يقرؤون حتى، .. يلمحون صور التزاحم على مكاتب الضمان الاجتماعي، وجمعيات التعاقد التعاوني، ومنحات طويل العمر يا تركي .. ويبحثون عن صورهم، في صفحات الحوادث والجرائم، وصفقات الأسهم المزيفة، واكتتابات الوهم يا تركي .. هؤلاء يا تركي، لا يهمّهم أين تقضي إجازاتك المباركة، ولا أسعار الفلل جنوب جنيف، ولا أشهر مطاعم زيورخ، ولا أجمل منتجعات الألب اللعين! هؤلاء الذين يبكون من أجل ارتفاعات أسعار الرز، وأسعار حديد بيوتهم الصدئة، هؤلاء لا يفكرون ببيروت، ولا القاهرة، ولا كازا، فما بالك بمدريد، وجنيف، وباريس، .. باريس التي تشمخ يا تركي، بأنّك تجوسها عشرات المرات، وأطفالك، الذين هم نفس أطفال أبي حسن، لولا "العبريّة"، و"ظلمات"، والحظ يا تركي، وهم نفس أطفال أي أب سعودي يزور باريس بعائلته، ولكنّ الله لم يصبه بنقمة التبجح، والتمشهر، والتمظهر السافل أمام العالمين!
تركي، إنّ "وطنك" الذي تكتب فيه، تكتب به، وتزعم أنك تكتب له أيضا، مشغول عن أمسياتك الأوربية، وعن ليالي صيفياتك ما بين مروج الأنهار، وأنهار المروج، مشغول بـ: نقل معلماته، بموارة جثامين خطوطه السريعة، بقضايا طلاقه، بمخالعاته، بمسياره، بسرقاته، بغلائه، بأسهمه الوهمية، بالفقر، بالطرق المعتورة، بالكهرباء المتهرئة، بالرز يا تركي، الرز، أكرر لك، بالرز، الذي أضحى سعره ضعفا كاملا عما كان عليه قبل عام!
إن آخر ما ينبغي أن يفكر فيه كاتب ذو ضمير، ذو إحساس وشعوريّ نبيل، أن يقول لمجموعة من الفقراء ليثقفهم قليلا: لدي مليون ريال، وهو بالمناسبة يكفي لشراء خبز كثير جدا، أن يريهم مليون ريال يملكها أبوه، بحجة أنه يريد أن يعلمهم معنى مليون، أن يريهم المال، وكيف يطغى الإنسان!
إنها مرحلة ما، تصيب المرء أخريات نزوح عقله الراشد، ولو كان صغيرا، مرحلة استعراضية إشكالية، تجعله ينصّب من المجتمع أعينا لا تحدق إلا به، وآذانا لا تسمع إلا نديّ صوته، وقلوبا مرهفة بالتفكير فيه، .. مرحلة التعرّي البجح، مرحلة باريس هليتون، ومرحلة مارلين مونرو، ومرحلة أنيس منصور، تجيء بالجسد أحيانا، بالقلم، بالوجاهة، وبالفكر أحيانا!
مرحلة انتكاسة، هي ليست من صميم الخلق الإنساني الرفيع، ولا القويم، .. أن يقول إنسان ما، أنا اشتري شيكولاتتي المفضلة من فرنسا، لأحافظ على صحتي، وصحة أبنائي، في وطن يشحذ خبزه من استراليا، كي يستقر سعر الدقيق، وينام فقراؤه من غير ما أنين!
تركي، أنا لا أشكّك في مصداقيتك، في حسن نيتك، في أخلاقك، لا أملك ذلك، ولو ملكته ما فعلته، لأنك لا تهم، ولأني مهموم بأمور أخرى.. إنك حين تريد بكل حب، ووطنية، وطيبة، وإيمان، وخلق بلدي رفيع، من رجال شرطتنا الذي أنهكتهم الشمس والديون والعوائل التي لا تصيّف بعيدا، ..أن يحتذوا بضباط سويسرا، وجنود باريس، ومجندات روما، في الابتسامة، والخلق، والأريحية، في البعد عن البيروقراطية، ..إنه جميل يا تركي، لكنه كمن يعوّد مريضا بالسرطان، على الطيران بالمظلة

في جناح قسم الأورام، قبل عملية كيماويّ أخيرة، على أمل أن يشفى، ويخرج، ويطير!
نحن مشغولون، بما يكفي، فلا تحرق قلوبنا بمتعاتك الرفاهية الباذخة، ولا برجوازيتك الساحقة، ولا أطفالك المدلّلين، ولا أسرتك المترفة ... لأن أبوحسن، في صامطة، سيبكي بصمت، وسيوراي دمعة ما، يوم يقول لمريم، فتاته العشرينية الكبرى، وهي تطلب منه أن يزيرهم هذه المروج الجميلة يا تركي،سيقول لها، وعيناه تندّان دمعا: "هذي يا بنتي بعيدة، بعيدة جدا، هذي يا مريومي، يمكن في الجنة"!
نعم، هنا، حيث كل الطرق، كل الديون، كل الضجر، كل الاستهبال، يؤدي لصامطة، حيث صامطة، ستظل أبدا .. صامتة!

عبدالرحمن الجوهري / كاتب سعودي


أعجبني المقال ونقلته لكم ...
وانا أكره المذيع تركي الدخيل من زمان ... مدري ليه
يمكن لانه في قناة العبرية






alzuhary 20-04-2009 04:59 PM

مقال جميل جدا

مشكور أخي خالد على النقل

عضو مصدي 20-04-2009 07:18 PM

مقال قوي ومسكت من الكاتب الجوهري

شكرا على النقل اخوي

لاهنت

بنت المدينة 20-04-2009 07:23 PM

لا فض فوه

شكرا على النقل

بندوري 20-04-2009 08:44 PM

والله انه صادق
هذا الكاتب همه على امته
وتركي همه برى
الله ينفع به وبقلمه في افادة وطنه

فخري اني مقاطع 20-04-2009 10:13 PM

والله مـــــــــــــــــــــــاقصر بيض الله وجهه
مرسي يا خالد1

ابو عبدالله 2009 20-04-2009 10:28 PM

لما قرأت الموضوع مادري ليه جاء في بالي موضوع الاخ ابوخالد الزهيري ومقطع الحربلاء المتلونه

أبو فرح 20-04-2009 11:23 PM

كاتب رائع جدا جابها على الجرح.

هدد 21-04-2009 01:02 AM

صح لسانه وابدانه وشل اعدائه

جزاه الله خير

مقال بالصميم يحكي واقع الجميع ... وينكر على النكرات افعالهم


دمت بود

TdarkM 21-04-2009 01:35 AM

والله كلامه درر وفي محله .
لكن من يقرأ ومن يحس ..
حسبنا الله ونعم الوكيل


الساعة الآن 02:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by