هل تسمعون..؟!
 

هل تسمعون..؟!
محمد العصيمي
http://www.alyaum.com/images/12/12854/610624_1.jpg
نفسي أجرب آذان وزارة التجارة وهيئة حماية المستهلك لأعرف إن كانت (صمخا) أو تسمع، فالناس يصرخون ويجأرون بالشكوى ورمضان على الأبواب والتصريحات تتوالى تقليدية سمجة، لا طعم ولا لون ولا رائحة: «الوزارة ستكثف الرقابة على المحلات التجارية» و «الوزارة ستكشف المتلاعبين..» والوزارة «معنية بالمستهلك وهي تراقب الأسعار.» الآن رمضان على الأبواب والناس زرافات ووحدانا يتسابقون إلى مراكز بيع المواد الغذائية وحِلق التمور والأغنام والدجاج والسمك. والصحف تحذرنا من زيادات تتجاوز ثلاثين في المائة في أغلب السلع الرمضانية الرئيسية، فماذا فعلتم وقد بقي أسبوع تقريبا؟ وماذا أنتم فاعلون في الأيام القليلة القادمة؟. هل ستوزعون ابتساماتكم عبر الصحف، بينما الناس يكتوون بجشع بعض التجار وقليلي الذمة؟ هل ستشترون غترا جديدة لزوم الكشخة للبرامج التلفزيونية التي ستستضيف إطلالتكم البهية لتتحدثوا عن غزواتكم الميمونة للسوق.؟ هل ستستدعون «لا صحة..» و «هذا الخبر مغاير للواقع..» وغيرها من النكت البليدة. نحن مستعدون لسماعكم فواصلوا التنكيت.
وفي مقابل سمة رمضان السعرية الكاوية نحن موعودون هذا العام بكم هائل وكثير الرخص فيما يبدو، من البرامج والمسلسلات الرمضانية. وكالعادة سيتنازع القوم الحلال والحرام في هذه المسلسلات والبرامج، ثم ينتهون إلى كمية مشاهدين تحسب بالملايين عبر المنطقة العربية، حيث يظهر أن مثل هذا النزاع هو مسلسل آخر يبث حلقاته يوميا ليتسلى الناس ويمضغون ألسنتهم مع الكنافة والفطائر ويمضون لحال سبيلهم و (ريموتاتهم). كنت متفائلا بالإنتاج العربي وتطوره في ظل منافساته الرمضانية من الشام لمصر إلى الخليج، الذي تتكثف فيه الكوميديا مثل «عنز البدو اللي طاحت في مريس»، والمريس هذا العام يتجاذبه القصبي والسدحان والحيان والمالكي والعسيري، فلأيهم ستكون الغلبة؟ من الذي سيضحك المشاهدين على مصائبهم وليس على غبائهم؟ التحدي قادم فانتظروه. أما الإنتاج العربي فقد ثبت، في رمضان وغيره، أنه اجترار ليس إلا، وإذا كنتم لا تصدقوني فإسألوا الأتراك الذين باعوا الماء في حارة السقايين العرب.!!
وأخيرا اطمئنوا فلدينا عشر سنوات قادمة على الأقل مع الرؤية المجردة للهلال، فلا تتنازعوا فتذهب ريحكم ويتهمكم الأغراب بالأخذ بأسباب العلم التي سخرها الله سبحانه لنفعنا وتقدمنا. أما أنا فسأشارك هذا العام في التطلع للهلال، لكني لا أعرف جبلا في الدمام يجعلني أفوز برؤيته قبل غيري، فمن يعرف فليدلني وله مثل أجري، المادي والمعنوي.


http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=610624&G=1

الله يستر عليه ويكثر من أمثاله...

واصلوا ياأبناء الجزيرة فلكل ليل آخر وبعد الظلمة نور غير نور الترك.