فقير ، وتاجر ، ومسترزق
 

قد يؤدي عدم الإلمام بثقافة الربح والخسارة لدى الإنسان إلى نتائج عكسية ، وما دام المستثمر في ميدان التجارة فعليه أن يقبل بتلك الثقافة مؤمناً بالقضاء والقدر ، فعندما تربح عليك أن تدرك أنّ غيرك يخسر .

الأزمة الاقتصادية العالمية أحدثت ضررًا بالغاً في سلع بعض الشركات العالمية ، ولعل كثيرًا منها لم تتجرع سُم الخسارة القاتل منذ بدايتها ، والعجيب في هذا الأمر أن تجد بعضاً من هؤلاء التجار في الشركات لا يرضى بالخسارة ، ويستجدي المواطنين بصورة مذلة ، ليدعوهم إلى إنقاذ سلعته من الصدأ ! ويتهم بذلك المواطن الذي كان قبل ذلك يشتكي من سعير الأسعار الملتهبة التي أذاقته أصنافاً من العذاب النفسي والبدني ، نماذج (تراجيدية) مؤلمة لا تكاد تجدها إلا في المسلسلات الدرامية ، أو ضروب القصص الخيالية ، فقراء أُرغمت أنوفهم تحت خط الفقر ، ومتوسطو دخلٍ تكالبت عليهم مطرقة التاجر وسندان الأسهم ، لا أستطيع أن أتخيلَ أبداً ذلك الموقف المؤلم والمخزي- لكل تاجر رضي أن يتربح بمئات الألوف من الريالات في سبيل احتراق المواطن- قبل نحو عام من الآن عندما رأيت أحد الطلاب يختبئ في وقت الفسحة لكي لا ينظر إليه أحد من زملائه بنظرة الشفقة والرحمة ، يقول : "ما عندنا فلوس"!

أغلب المواطنين (يا شيخ تاجر) لا يملكون مسكناً ، ولا يعرفون من التجارة وأبجدياتها إلا اسمَها ؛ لأنهم يعيشون على دخلٍ محدود نهايةَ كل شهر ، أصبح مهدوداً بعدما تم قصفه بصواريخ زملائكم في معركة (غدر الأسهم) ! وإن كنت لا تدري عن قلة ذات اليد عندهم فاستعر دقائق من وقتك الثمين لتتجه إلى مصرف التسليف ، وحاول أن تَـعُــدّ الأفواج التي تحلّـق حوله ، أو اذهب في آخر الشهر لترى عن قربٍ آلاف المواطنين في اصطفاف رهيب حول أجهزة الصِّـرافة الآلية يرمقون جزءًا من الحياة فيما تبقّى من رواتبهم المحتجَـزة في مصارف قروض الفوائد (غير الربوية !) .

هذا هو المواطن يا سعادة التجار الكرام ، يعيش على التسليف ، وعلى ما بقي من أنقاضٍ له في سوق الأسهم ، فإن كنتم تريدون عوناً منهم فاعلموا أنّ المثل السائر ينطبق على أحوالهم وأحوالكم : "جئتك يا عبدالمعين ...".

لا شك أن محللي الاقتصاد الآن قد خلعوا عباءة محللي الأسهم ، وذلك بعد أن تمت عملية الأسهم المدبرة بليل قبل سنتين ، لم نسمع واحدا منهم أعطانا إشارة تحذير من تلك العملية .

والآن يسمون حملة (خلوها تصدي) بأنها حملة مؤامرة ضد من يمد يد العون للمجتمع ، وحملة عاطفية كغيرها ، وينبغي أن تتوقف لأن التجار سيضربون بيد من حديد على المجتمع بأكمله إن لم يقدم لهم المساعدة !

من ساعد المجتمع –أخي المحلل الكريم-عندما تمت تصفيته من سوق الأسهم ؟ ومن ساعد المجتمع عندما تم قهرُه وقهر أبنائه بأسعار المواد الغذائية؟!


عــــطــــف بيـــان :

- مهما يكن من أمر فإنّ المواطن بنظرته العاطفية لا يتقـصَّـدُ أبدًا أن يَضُـرَّ أخاه التاجر ، وإنما هو (الحلقة الأضعف) في تلك الأزمة فخسارة المواطن في سوق الأسهم ثم الضربة القاصمة التي تلتها من انفجار هائل -غيرِ مسوَّغ- في الأسعار أدت إلى عجزه عن شراء بضاعة أخيه التاجر ، وعلى العكس من ذلك فإنّ التاجر بنظرته العقلانية يُصرُّ -بأنَــفةٍ وغرور- على عدم الخضوع لواقع خسارته طالبًا من المواطن تسديدَ فواتير بضاعته الكاسدة .

http://www.alweeam.com/news/articles...how-id-863.htm
الله ينصرنا على مثلث برمودا
1 - وزارة التجاره
2 - حماية المستهلك
3 - الغرف التجاريه الصناعيه

كلام بنكهة العسل يسلمووووووووووووووووووو

المواطن المسكين لم يبقى لديه شيء , والتفصيل يطول فيها

لكن لنا رب العباد ندعوه ونتوسل اليه ان ينقذنا من جشع وطمع التجار

شكرآ لك اخوي خالد على هذا المقال الرائع

شكرا لك خالد
مقال ممتاز ورد على التاجر وعلى الفوزان وبربرته علينا
وخلوها تصدي

كلام اكثر من رائع تشكر عليه اخي العزيز خالد
وصراحه مابقي من المواطن الا الجسد هذا اذا
سلم هو الاخر من منتجاتكم المسرطنه اما روحه
فقد سلبتوها منه بغلاء اسعاركم خافو الله في المواطن

شكرا لمن مر ورد