ثقافة المقاطعه .. الشعب شريك في القرار
عيش هذه الفتره في لحظه تحولات عظيمه .. أحس أني في مفترق طرق تاريخي يقف عليه المجتمع وأنا شاهد على هذا العصر لطالما بقي الشعب صامتاً .. ماشين نباري الساس فيما يتعلق بالسياسه الداخليه اللي احنا موضوعها .. فمابالك بالخارجيه ! ماشين .. يطلع في طريقنا قرار نوقف عشان نتلقى هالقرار ثم نمشي يطلع في طريقك تحويله تقعد سنين كامله .. توقف شوي من الزحمه عند التحويله .. ثم تمشي كل يوم يطلع في طريقك شبك جديد ! هنا انتبه توقف .. لازم تبلع و تمشي .. أولا حتى ماتتعرض للمساءله وثانيا : في الحقيقة مالك خيار إلا تمشي ..إذا وقفت "بتنصدم" لأن الطريق ماشي بل داعس .. ملايين المواطنين الصالحين كادحين معك هالأيام غير ... الناس صارت تتكلم .. بل صارت تفعل .. شعب كان ماله حق يتكلم في القرار ... مما يعني انه ما يحلم يكون شريك في اتخاذ القرار ... لكنه صار الآن قادر على انه يتخذ قرار بل وينفذ .. حتى لو كان الأثر غير ملموس أو غير معلن ... المهم المبادره هذا ماحصل في المقاطعه .. سواء مقاطعه المنتجات الأمريكيه أو فيما بعد الدنمركيه وأخيرا مقاطعه المنتجات الغاليه +اللي تستغفل المواطن أيا كانت حتى لو وطنيه : مثل حمله خلوها تخيس وخلوها تصدي وغيرها في البدايات كان هناك الكثير من المحبَطين والمحبِطين و اللي عاصروا الحملات الأولى لمقاطعه المنتجات الأمريكيه يذكرون كيف كانت الفكره تطرح كسالفه في المجالس لكن قليل اللي طبقها .. لكن مع مرور السنوات وتجدد الأحداث اللي تكشف وجه امريكا القبيح أكثر .. بدأت تتوسع هالظاهره وصار لها منشورات خاصه بالبدائل وغيره حتى جاءت حرب غزه لتكون دفعه قويه بهالاتجاه .. وأكثر شي يدعم هالتحرك الحين هو البيانات والأرقام والتصاريح اللي بدأت تصدر من رؤوساء ماك وستاربكس وكوكاكولا وببسي وغيرها والكلام عن وجود خسائر فاقت 40% في بعض البلدان حسب وكاله الأنباء الفرنسيه هذي البيانات تعطي دفعه معنويه كبيره للفكره نفسها وتتسبب في زياده الإصرار بل انضمام مقاطعين جدد الدنمركيه .. يتكلمون ناس عن أنها ضعفت .. ولكن فيه كلام عن شريحه كبيره مصرين إلى الآن على موقفهم وخاص ان بعضهم تعود على البدائل وماصارت تفرق معه طبعا اللي يقولون انها ضعفت يرددون هالكلام في تعليقهم على أي مقاطعه أخرى مثل حمله خلوها تخيس وخلوها تصدي اللي جت لاحقه للدنمركيه .. وربما يكون هؤلاء الأشخاص يتكلمون عن واقعهم الضيق فقط يعني ماعندهم احصائيات او دراسات .. تلقاه هو ما اهتم بالمقاطعه .. واهتمامات جلسائه لاتحتمل طرح نقاش متعمق في مسائل كالمقاطعه او القضايا الاقتصاديه بشكل عام .. بالعربي : ماهيب أكبر همّهم هالسوالف حمله خلوها تصدي تكلمت عنها كثير في موضوعي السابق " خصوصيتنا وجبروتنا .. حمله خلوها تصدي نموذجاً" وتعمقت أكثر في مساله الأشياء اللي خلت الناس يتحمسون للمقاطعه ويتمسكون فيها أكثر مع مرور الوقت وتصاعد الأحداث من ردود فعل للوكلاء والمؤسسات الحكوميه والصحفيه وغيره وكيف انهم بتكتلهم ضد المواطن صاروا سبب في تمسكه أكثر بموقفه بشكل فردي ومن ثم جماعي |
بين السياسه والدين الدين هو عامل أساسي في كل قضايانا ... في مجتمعنا مايصلح نلغي الدين او ننقله إلى سله المحذوفات .. ولذلك تدخل سماحة المفتي في موضوع المقاطعة بحكم ان المفتي هو الممثل الرسمي للدين في المملكه أعدت قراءه فتوى سماحته أكثر من مره .. ووجدته باختصار : يدافع عن المصالح الغربيه في المملكه بشكل واضح ومباشر انطلاقا من زاويه الدفاع عن مصالح الوطن ، ويسبغ ذلك كله بوجه نظر شرعيه ( هذا تلخيص للفتوى من وجهة نظري ) وبالتأكيد أن سماحته عالم كبير لاتخرج منه الفتوى إلا بعد تفحص وتمعن في الكتاب والسنة فهو لن يتكلم عن الهوى .. ولكنه أيضا ليس بوحي يوحى ! ( حتى مايدخل فيها اتهام بالذمم وخرطي فاضي ) الفتوى ورد عليها ملاحظات من علماء آخرين إما بشكل مباشر أو غير مباشر منها قولهم بأن مقاطعه الأعداء لمحاربين فيه إضعاف لهم وهو داخل ضمن أدوات المعركه وما إلى ذلك والمسأله لها جوانب أخرى سياسيه واقتصاديه .. وفيه مفكرين كثيرين سواء سعوديين أو عرب طرحوا دراسات جاده وآراء عميقه حول أهميه التوجه نحو الشرق المتقدم صناعيا واقتصاديا وسياسيا أيضا ... أولاً لعدم الاستسلام للاحتكار الغربي اقتصاديا وثانيا لعمل توازن سياسي وخلطه بين الغرب والشرق بحيث مانكون مرهونين بالكامل للغرب أضرب لكم مثال بسيط السودان وكيف توجهت للصين .. قرأت قبل سنه تقريبا تقرير عن حركه البناء والصناعه المتسارعه في السودان على يد الشركات الصينيه وكيف انهم أنعشوا البلد بالمشاريع والمصانع وحتى معاهد التدريب والبعثات المنوحه للدراسه في الصين والتدريب هناك ( وربما هذا هو سبب اختلاق المشاكل في دارفور .. الغرب وسياسه لعبوني ولا بخرب ! ) معنى كلام المفتي أن العالم صار قريه صغيره واننا نحن والغرب اخوان في الانسانيه ويجب علينا اننا مانسعى في ضررهم ( لو قريت هالكلام في مقال لتركي الحمد ما استغربت أبداً ! ) والمشكله انه يكرس مفهوم الارتهان للغرب بقوله اننا محتاجين لمنتجاتهم زي ماهم محتاجين لنفطنا ... كلام سليم .. لكن الشرق أيضا مليان منتجات واحنا بعدم توجهنا للشرق نسهم في إضعافه ونتسبب في ضرره وبتوجهنا للغرب نسهم في تقويته وتضخيمه وفي كل الحالتين نسهم في بقاء الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القانون ! عندما قرأت الفتوى تذكرت نموذج عظيم لايغيب عن بالي : العز بن عبدالسلام خطيب الجامع الأموي في القرن السابع الهجري عندما ثار على حاكم دمشق لأنه سمح ببيع السلاح لحلفائه الصليبين .. وقام العز بن عبدالسلام يخطب في الناس وأفتاهم بتحريم بيع السلاح للصليبيين بعد ماثبت أنه يستخدم في قتل المسلمين .. وتكلم عن الخيانه وغياب المروءه . ليتم بعد ذلك سجنه سنه كالمه خرج بعدها ورفض الاعتذار للسلطان وغادر دمشق إلى القاهره في مصر أصبح العز بن عبدالسلام قاضي القضاه وله مواقف مشهوده منها أنه عند قدوم التتار بعد ما احرقوا بغداد ودمروا كل البلدان في طريقهم كانوا قوه مرعبه وسمعتهم تسبقهم ... ( أمر قطز بجمع الأموال للإعداد للحرب، ووقف العلماء وعلى رأسهم العز بن عبد السلام أمام الأمراء وقادة الجند، فقرروا ألا يؤخذ من الناس شيئا إلا إذا كان بيت المال فارغاً، وبعدما يخرج الأمراء والتجار وأغنياء الناس من أموالهم وذهبهم حتى يتساوى الجميع ،فنزل قطز على حكم العلماء ) أنا أشهد انه "العز" .. واحنا محتاجينه كثير لأننا شبعنا "ذل" ! |
رسالة مُــطـَـعــْطـِــع...! شعر : حبيب محمود خذها كما شئتَ دعـَـهْ..! ودعْ لمثليْ الطعْـطعَــهْ..! فلستُ إلا واحداً من أمّــة ٍ مُجوّعـهْ..! تظنّ أن رزقها في حملة ٍ مندفعه..! وفي بريد ٍ عابر ٍ لمّا يُبارحْ موقعــهْ وصورة ٍ نــِتــّيـّة ٍ تائهة ٍ في معمعهْ..! ووهم شعب منهـَك ٍ أوجعهُ ما أوجعــه..! خذها كما شئتَ ولا تحسب حساب الإمـّعهْ..! أنـّى تشكـّى أو بكى فليشربنّ مدمعهْ..! وليُطعمنّ بالحصى أطفاله، ومن معه..! فكلّ ما يفعله طعطعة ٌ في طعطعهْ..! *** يا سيّد الفتيا أما آن له أن تسمعه..! وأن تزور جرحه وأن تداري وجعه..! فاض إناءُ الصبر في خنوعهِ، من أخنعه..؟! وجفّ في لسانه رملُ الظمىْ مذ جرّعــهْ..! وانكسرت في صمته عيونهُ المبرقعــهْ..! واحتربت في موته أوصالهُ المقطـّعــهْ يلهث في نهاره ِ إلى معاريض الضعه ويشتري لوجهه ماءً، وللضيق ِ سعه كل الضفاف أمحلتْ كل الحقول مدقعه..! وانخسف الصبحُ كأنّ الليلَ باعَ مطلعه..! ونسّبت آمالهُ آماله المرتفعه..! *** يا سيّد الفتيا أما آنَ له أن تُقنعه..! الآهِ صارت بدعة ً جاء بها المبتدعه..! وأنة ُ المحروم في شقائه مطــوّعـه..! وغضبة الشعب إذا ضج الأسى مقنـّعه..! ورعشة الشوق إلى الأحباب ليست ممتعهْ..! وبسمة العاشق في ليل الهوى ممتقعه..! وكلّ ما في الأرض من فتوى الورى لن يُشبعه..! يحمل في صداعه شهية ممتنعه..! تقيأ الطحينُ من أمعائه والجعجعه..! ولم تعدُ أمامه إلا دروبَ الطعطعه..! |
سلمت اناملك على ماسطرت أخي الكريم.
|
القادم أكثر بإذن الله
مشكور اخي الكريم |
العلماء هم ورثة الانبياء . العالم يتكلم من ناحية شرعية وليس من من ناحية حماسية . فاذا كان حماسنا مخالف للشرع طرحنا حماسنا عرض الحائط . هذا لايعني ان نترك المقاطعة فانا معكم قلبا و قالبا . ولكن الشيخ له مكانته و احترامه
|
نعم الشعب شرريك في القرار
خلوهم يرفعوووووو الاسعار الى مليااار فلوسنا في جيوبنا او بالاصح في حسابات البنوووك |
شكرا لكم شرفتوني بالمرور والإضافات
لي تعليق على كلام الأخ يزيد اقتباس:
أما بالنسبه لمخالفه الشرع فبرضو كلامك يوحي بأني مستهتر بالشرع أو أرفضه ... وهذا أيضاً ماحصل ! يا إما انك ماقريت زين ... او قريت بس مافهمت .. او فهمت بس تستهبل :) أشرت إلى الشيخ بكل احترام وتقدير وناديته بلقبه الرسمي "سماحة" ، واحترمت علمه وحقه في الاجتهاد ولم أشكك في أمانته أو ذمته المشكله ليست عندي بل عندك أنت لأنك جعلت سماحة المفتي = الشرع وأي مخالفة له هي بالضرورة مخالفة للشرع ! وما أعتقد ان فيه عاقل يقبل بهالكلام .. يعني مسألة غير قابلة للنقاش أصلاً لكن لعلي أجد العذر لك في اندفاعك وحماسك للدين والعلماء وإن كان هالشي مايغنيك عن قراءة الأمور بشكل أعمق والعقلانية عموما ... لقيت كلام يفيد في توسيع مجال الرؤية بهالخصوص : اقتباس:
|
الساعة الآن 06:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by