منتدى مقاطعة - سلوك المستهلك الشرائي يفتقد للتركيز أثناء صيامه

محمد طامي العويد

سلوك المستهلك الشرائي يفتقد للتركيز أثناء صيامه

٨٠% من الأغذية المرتبطة في شهر رمضان عقيمة صحياً

حذر خبراء في الاقتصاد الغذائي الصائمين من شراء الأغذية خلال وقت الصوم، مؤكدين أن العامل النفسي يؤثر بشكل كبير على ديناميكية تغيير الاتجاهات للمستهلكين المستهدفين، فيما تطال تأثيراته السالبة الكيفية التي يقوم بها المستهلك باتخاذ قراراته المتعلقة بتوزيع وإنفاق الموارد المتاحة لديه من مال وجهد ووقت خلال فترة الصوم أو الجوع، وقالوا إن هذا العامل المؤثر سلباً على سلوك المستهلك يبلغ أوجه خلال الفترة التي تسبق الإفطار بوقت قليل.
وأشاروا - بحسب دراسة أوروبية - أن سلوك المستهلك الشرائي خلال فترة جوعه الشديد يفتقد للتركيز ويتميز بالنهم، حيث بينت الدراسة أن سلوك المستهلك خلال الفترة التي تكون فيها معدته ملآ بالطعام تجعله يشتري فقط 35% مما يشتريه في حال الجوع الشديد والتي يكون فيه مهيأ لشراء كل ما لذ وطاب من الأطعمة.
وأكدوا ل« الرياض» أن عربة المستهلك والتي يدفعها أمامه في الأسواق المركزية قبيل أو مع دخول الشهر الكريم، يمكن ملاحظة أنها أغذية فارغة «صحياً» وعالية الطاقة بنسبة تتعدى 80% مما تحمله العربة، مشيرين إلى أنه يمكن تأكيد النتائج السيئة لذلك السلوك الغذائي من خلال عدد من الأمراض مثل السمنة وأعراضها وزيادة ضغط الدم والتي تظهرها الفحوصات المخبرية بصورة أكثر حدة وتزداد إحصائياتها عقب شهر الصوم الكريم.
واستغربوا أن يكون هذا النهج الغذائي الاستهلاكي السالب للمتسوقين هو سلوك عام يجتمع فيه المثقفون وغير المثقفين، غير أنهم أكدوا أن تأثير السلوك الغذائي للصائم يعمل بقوة على تغييب السلوك الاستهلاكي القويم حتى لمن يحملون وعياً استهلاكياً رصيناً.
ودعا الدكتور عبد الرحمن الخليفة أستاذ علوم الأغذية بجامعة الملك سعود، المستهلكين من التقليل قدر الإمكان من ارتياد الأسواق والمطاعم خلال فترة الصوم، وقال «يمكن وبوضوح ملاحظة الشحن النفسي المهزوز والانفعالات البادية على الكثير من الصائمين وهو يبلغ أشده قبيل فترات الإفطار».
وأضاف أن ذلك الضغط يؤثر بشكل كبير على قرارات المستهلك الشرائية مع ما يحمله التسوق الغذائي خلال هذه الفترة من مساوئ يزيدها ضغطاً وعدم قدرة على طرح الخيارات الغذائية الصائبة تلك الحركة المرورية والاستهلاكية «الصاخبتين» واللتين تشتدان مع قرب موعد الإفطار، مشيراً إلى أن وقت قبيل الإفطار قد تصل لمراحل من الخطورة على صحة البشر في كثير من الأحيان من خلال حوادث سير أو من خلال احتكاكات أو ملاسنات غير مستحبة وقد تذهب بأجر الصوم، وقال إن ذلك ما يجعل المستهلك مغيب ذهنياً بشكل كبير عن اختيار قراراته الشرائية وافتقاده للإشباع الاستهلاكي خلال فترة الجوع والذي يجعله يشتري أضعاف ما يأكله وما لا يفيده صحياً.
وقال الدكتور الخليفة إنه ومن خلال الإحصائيات التي تبين الفائدة الصحية السليمة لأغذية رمضان، ومن خلال عدد من أمراض العصر التي انتشرت بصورة كبيرة في المجتمع السعودي مثل البدانة ومضاعفاتها وارتفاع ضغط الدم والتي تظهرها الفحوصات المخبرية بشكل جلي عقب فترة قصير من انتهاء الشهر الكريم، ومن خلال المسالك الغذائية غير الواعية لشريحة كبيرة من المتسوقين خلال شهر الصوم الكريم مثقفين منهم أو غير مثقفين، يمكن التأكيد على أن 80% من الأغذية المرتبطة بالشهر الفضيل والتي تحويها عربة المستهلك هي أغذية عقيمة صحياً وتحوي عناصر عالية الطاقة.
وللتقليل من هذه الآثار السالبة المرتبطة بالوعي الاستهلاكي، حذر الخليفة من شراء الأغذية قبيل وقت الإفطار، مؤكداً الفوائد الجمة لهذا النهج، مشيراً إلى دراسة أوروبية لإحدى جمعيات المستهلك والتي أعدت دراسة حول سلوك المستهلك الغذائي داخل الأسواق المركزية والمطاعم وهو يقع تحت وطأة الجوع، حيث بينت الدراسة أن المستهلك يشتري 35% فقط مما يشتريه خلال فترة الجوع، وقال إن الدراسة نادت بضرورة شراء الحاجيات من الغذاء في الفترة التي يكون المستهلك خلالها غير جائع مما يجعله لا يقع تحت تأثير رغبة كبيرة للشراء العشوائي.
ودعا الدكتور خالد الرويس رئيس قسم الاقتصاد الزراعي في جامعة الملك سعود، عموم المستهلكين من الاستجابة الفورية لنزعة شراء الأغذية خلال فترة ما قبل الإفطار لشهر رمضان الكريم، وقال إن الصائم ومن خلال إعلانات مرئية أو مطبوعة أو من خلال دعايات منوعة وأطعمة تفوح منه الروائح الشهية يكون عرضة بشكل كبير جداً للوقوع في فخ أطعمة غير ملائمة صحياً أو من حيث الإسراف في شراء طعام يزيد بكثير عن الحاجة.

جريدة الرياض ..السبت 1 ذي الحجة 1429هـ - 29 نوفمبر 2008م - العدد 14768