ماتترك سواليفك هذي ياكيموس .. إلا الفلسفة الزايدة.

للأسف .. معظم الأعضاء ماعندهم فكرة عن طبيعتك الفلسفية و حبك للنظر في الأمور من جهات متعددة.

موضوعك هذا أحس إن وراه تساؤلات عميقة و أهداف بعيدة.

ما هي ياترى أهدافنا في هذا المنتدى؟

لماذا نتكبد كل هذا العناء لنحرم أنفسنا مما تشتهيه رغم إستطاعتنا تلبية هذه الرغبات؟

ممكن أشبه أمرنا في هذا المنتدى و مانقوم به بمسألة صيام رمضان و اداء العبادات .. لماذا نصوم ونتعبد .. أليس صيامنا و عبادتنا و حرماننا لأنفسنا مما نشتهيه لإرضاء رب العباد و نيل الجائزة الكبرى في الأخرة .. أليس حرصنا و دعوتنا للغير ليعملوا مثلنا حتى تعم الفائدة و يفوز الجميع.

نقدر نقول ما نقوم به في هذا المنتدى أمر مماثل و لكن بجائزة أصغر .. دعوتنا التوعوية و حملاتنا التثقيفية ليس هدفها حرمان الذات من الملذات لأننا نرغب في ذلك .. يعلم الله أن الكثيرين منا قادرين على تلبية متطلباتهم بكل أشكالها .. و السبب بسيط .. من لديه رفاهية الحصول على الإنترنت يعني أنه متوسط إلى ميسور الحال و يمكن أعلى من ذلك.

نحن ننظر إلى معاناتنا في الحصول أحيانا على بعض متطلباتنا و متطلبات أبنائنا و نتخيل وضع من هم ادنى منا .. كيف يدبرون امورهم .. كيف يعيشون في ظل هذه الظروف التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم.

من هنا خرجت فكرة عدم الإنتظار إلى أن يصل بنا الحال لنفس الوضع و نفقد كل قدرة على التكيف مع هذه المتغيرات.

من هنا خرجت فكرة التوعية و التثقيف و ترك بعض ما نشتهيه اليوم حتى نجده ويجده غيرنا غدا.

إن لم يتبرع البعض بالوقوف في وجه الجشعين و الطماعين و تذكيرهم بأن هناك يستحق العيش غيرهم فلن يتذكروا من تلقاء انفسهم فقد عماهم الطمع و قتلت في قلوبهم كل نزعات الخير والمساعدة للأخرين.

و من لانستطيع الوصول لقلبه بالدعوة الصالحة و التذكير بالخير فقد نحتاج لتذكيره بأن الخير الذي هو فيه ناتج من عرق جبين الضعفاء الذين يشقون و يكدون طوال النهر ليتمكنوا من الحصول على اللقمة الشريفة لهم و لأبنائهم .. و إن إستمر في غيه و جشعه فلن يجد هؤلاء الذين سيضعون حصيلة كدهم و تعبهم في جيبه لقاء اللقمة التي يشترونها منه.

بإختصار.. ما نقوم به اليوم من حملات و مقاطعات ليس الغرض منها عقاب التاجر أو الإضرار بالمستورد .. الغرض منها تذكيرهم بأنهم لازالوا أعضاء في جسد هذا الوطن و إن لم يؤدوا ما عليهم من واجبات تجاه هذا الوطن فسيأتي اليوم الذي يفقدون فيه هذا الوطن و الجسد.

نقوم بهذه الحملات لنضمن لأبنائنا مستقبلا رغد العيش و الحياة الشريفة.


أتمنى أن تكون كلماتي هذه أجابت على تساؤلاتك أخي الكريم.

وفقنا الله و إياك لمرضاته.