عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2009, 09:10 PM   #3
حمر عين
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 10139
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشـــاركـات: 280

افتراضي

بشهادة شهد شاهد من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
د. حمد بن عبدالله اللحيدان

لاشك أن النصب والاحتيال ظاهرتان موجودتان في أغلب المجتمعات البشرية إلا أنهما تزيدان وتنقصان حسب ضعف وقوة القانون في كل دولة.. والنصب والاحتيال من الوسائل التي تم اللجوء إليهما من قبل أعداء الأمة لخلخلة النظام العام وإشاعة الفوضى والتذمر وإشاعة عدم الثقة بقوى الأمن أو الاستهانة بها.. نعم ان نشر الفساد المالي والإداري والرشوة والسرقة والاحتيال والنصب ودعم ذلك بالإرهاب المستجد على الساحة العالمية كلها بوادر تعاضد بعضها البعض للقضاء على منجزات الأمم وتفكيك كيانها.. نعم ان تلك الممارسات مثلها مثل جراثيم المرض لا تنشط ولا تنتشر إلا في الجسم الذي تضعف مقاومته.. ومن يستعرض دول العالم يجد أن الدول التي ينتشر فيها الفساد في تخلف مستمر بينما الدول التي يقل فيها الفساد في تقدم مستمر.. ان العلاقة بين التقدم والفساد دائماً علاقة تناسب عكسي بينما العلاقة بين التخلف والفساد دائماً علاقة تناسب طردي وذلك في أي مجتمع من المجتمعات.
وإذا ألقينا نظرة على مجتمعنا المحلي في المملكة العربية السعودية نجد أنه مجتمع متماسك يتصف بالعملية والصدق والالتزام بالأخلاق الكريمة، وتدير شؤونه حكومة واعية تتصف بالحكمة والاتزان.. وعلى العموم فقد كنا نسمع عن عمليات النصب والاحتيال التي تتم في بعض الدول العربية والنامية الأخرى وكنا نحذر بعضنا البعض من تلك الممارسات عند السفر إلى تلك الأماكن.. ولكن في الآونة الأخيرة ومع تقدم وسائل الاتصالات واختلاط الثقافات والعولمة الفكرية بدأت تتسرب إلينا بعض من تلك الممارسات الطارئة على مجتمعنا وبيئتنا المحلية.
ومن تلك الممارسات الخاطئة النصب والاحتيال بأنواعهما المختلفة سواء كان ذلك بقصد أخذ المال عن طريق الاحتيال أو النصب أو السرقة أو الرشوة أو التسول وذلك بدافع الجشع وسلب الآخرين حقوقهم أو بدافع دعم الإرهاب وتمويله.. وفي كلا الحالين سوف لن تقف الدولة مكتوفة اليدين اتجاه هذه الممارسات الخاطئة ذلك أننا دولة فتية قوامها الأمن والاستقرار.
نعم إن القانون لا يحمي المغفلين كما يقال.. إلا اننا سوف نستعرض بعض الممارسات الطارئة على هذا المجتمع الكريم.
نعم لقد تعرض ويتعرض بعض المواطنين لمحاولة النصب والاحتيال من قبل عصابات من داخل البلاد وخارجها وتأخذ عمليات النصب والاحتيال هذه أشكالا وألوانا مختلفة تتراوح بين المساهمات الوهمية أو عمليات مضاعفة الأموال التي يدعيها بعض السحرة والمشعوذين ومنها ما يتم عبر الاتصالات الهاتفية أو المسابقات التلفزيونية أو بواسطة البريد الالكتروني.. وتلك العمليات يقف خلفها عصابات اما فردية أو ثنائية أو منظمات لها كيانها وهيكلها وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها.. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي تطلقها وزارة الداخلية بين الحين والآخر وعلى الرغم من طرح ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة إلا ان ذلك لم يحد منها.. وما زلنا نسمع عن وقوع مزيد من الضحايا وظهور مزيد من العصابات التي تتلون وتتشكل حسب مقتضى الحال وتفصل أجندتها حسب نوع الزبون المرشح للإيقاع به.
إن عمليات النصب والاحتيال لم تقتصر على رجال المال والأعمال بل امتدت إلى فئات ومستويات مختلفة ولم تظل من مصادر خارجية فقط بل أصبح هناك من يمارس النصب والاحتيال من أبناء جلدتنا.
إلى النصب والاحتيال واجرت حواراً مع عدد من الأكاديميين ورجال الأعمال والإعلاميين واصحاب المصانع وقد ذكروا العديد من القصص التي تتعلق بالموضوع.
وحيث ان الموضوع ذو تفرعات وشجون فإنني سوف أقوم باستعراض لعدد من أساليب النصب والاحتيال التي يتعرض لها بعض أبناء مجتمعنا والتي بعضها يأتي من مصادر خارجية وبعضها الآخر استوطن وأصبح يمارس من الداخل ولعل من أنواع تلك الأساليب التي لا ينقاد خلفها ويصدقها إلا السذج والمغفلون ما يلي..
٭ هناك من يتم الاحتيال عليه بواسطة السحرة والمشعوذين الذين يدعون انهم يستطيعون مضاعفة الأموال من خلال السحر حيث يدعون أن الأوراق المالية إذا وضعت في صندوق معين فإنها تولد أوراقاً نقدية أخرى وتتضاعف خلال يوم وليلة وهذا يشبه التكاثر اللا جنسي الذي تتكاثر بواسطته الجراثيم والبكتيريا والميكروبات.
٭ تقوم بعض العصابات ببيع مشاريع وهمية مثل مصفاة لتكرير البترول أو مصنع أو بضائع في مكان معين حيث تقوم العصابة بإيجاد عدد من المكاتب والمديرين التنفيذيين والمحامين الوهميين فإذا وصل الضحية للمعاينة مروا به على أولئك المتعاونين معهم والذين يكونون قد حضّروا لخلفية جيدة عن المشروع وطبعوا أوراقاً ثبوتية وهمية تجعل الضحية يصدق ويأكل المقلب ويدفع ما وراءه وما دونه وبعد أن يفيق من غفلته يجد أن لا قبيل له لأنهم قد هربوا وتركوه يتجرع الألم ويعض على أصابع الندم.
٭ هناك من يدعي أنه من أهل الخير وأنه يعمل في بعض المنظمات الإسلامية أو أنه يقوم بعملية الدعوة أو الإغاثة مع مجموعة من رفاقه ويتقدم إلى من يحسن الظن به من المحسنين وربما حصل على بعض أنواع التزكية ممن يغرهم المظهر، ويطلب المال لغرض حفر الآبار أو بناء المساجد أو تقديم العون لبعض المتضررين من زلزال أو مد بحري سواء كان ذلك في افريقيا أو جنوب شرق آسيا أو غيرها من المواقع.
٭ هناك كثير من المسابقات والمراسلات التي تعتمد في جمع المال على استخدام الرقم (700) للاتصال والتي يتم الإيقاع بالزبون عن طريق تقديم عروض جوائز يسيل لها اللعاب مثل السحب على سيارة غالية الثمن أو ان المتصل سوف يدخل في عملية سحب على مليون ريال أو أكثر أو السحب على منزل أو قطعة أرض أو الترويج لسلع مخفضة.. وإذا وقع الضحية في الفخ واتصل بهم أطالوا الحوار معه وأخذوا بتحويله من مسؤول إلى آخر حتى يمضي أطول وقت ممكن على الهاتف وبالتالي يحصلون على أكبر دخل ممكن.. وهذا هو عين الغش والاحتيال والنصب.
٭ هناك من يتصل بالضحية عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني ويطلب منه رقم حسابه البنكي وعنوانه وهاتفه ويعده بالثراء من خلال مشاركته في المطالبة بملكية مبلغ معين من بنك معين وهذا النوع من الاحتيال سوف أتعرض له بمزيد من التفصل في مقال لاحق ان شاء الله.
نعم الممارسات السابقة أغلبها ذات مصادر خارجية، اما اساليب الاستغفال والاحتيال التي تتم من الداخل فلعل منها:
٭ عمليات جمع الأموال بقصد تشغيلها ودفع أرباح خيالية لها تصل الى أكثر من 75٪ في بعض الأحيان دون وجود تصريح والتزام قانوني رسمي من قبل الجهات المعنية ومن أمثلة ذلك بعض المساهمات العقارية ومشكلة تمور وعقارات المملكة ومشكلة لحوم المراعي ومشكلة بعض متعهدي حملات الحج والعمرة ومشكلة بطاقات سوا وغيرها مما لا يتسع المكان لحصره والتي تحتاج الى ضبط وربط يمنع تكرارها وتوعية الجمهور بأبعادها وان يوجد من التشريعات ما يمكن المواطن من التمييز بين الغث والسمين ناهيك عن العمل على توسيع دوائر ومجالات الاستثمار أمام المواطن حتى لا يضيق ذرعاً بقلة الفرص الاستثمارية مما يجعله يتعلق بأي هدبة أو ومضة تلوح له من قبل محتال متستر بثياب مستعارة.
٭ التسول الذي يتم اليوم يصب في خانة النصب والاحتيال خصوصاً انه يتم بصورة منظمة له من يقوم عليه ولا يستبعد أن يكون له صلة بتمويل الإرهاب ناهيك عن انه ظاهرة سلبية يجب أن توجد له حلول جذرية تقضي على مسبباته وقد تفننوا في أساليبه ووسائله.
٭ تشجيع الإرهاب أو التعاطف معه أو إصدار الفتاوى التي تجيزه أو تحرض عليه كله يصب في خانة النصب والاحتيال على الجهلة وارباع المتعلمين وصغار السن والتغرير بهم وزجهم في متاهات لا يعلمون عواقبها، ناهيك عن أن ما يقوم به هؤلاء من أعمال إرهابية تخدم أهداف قوى خارجية لها مصلحة في هدم كيان هذا الوطن الكريم وزعزعة استقراره وتفريق شمله، وهذا بعيد المنال بإذن الله بفضل تكاتف هذا الشعب وقيادته الحكيمة وعملهما معاً في سبيل اجتثاث هذه البذرة الفاسدة من صفوف المجتمع وإطار الوطن.
٭ الحملات الأمنية الموفقة التي قامت وتقوم بها أجهزة الأمن على بعض الأحياء أثبتت أن هناك بنية تحتية للفساد يقوم على إدارتها عمالة أجنبية ولا يستبعد أن يوجد من يدعمهم أو يمولهم أو يتستر عليهم من بعض ضعاف النفوس من أبناء هذا البلد الذين لا تهمهم مصلحة الآخرين بل أبعد من ذلك أنهم يعملون على إلحاق الضرر بالآخرين وبأمن واستقرار هذا البلد المعطاء.. نعم ان نشر الفساد والدعارة والمخدرات وسائل هدم متعمد ومبرمج ضد مجتمع وأمن وكيان واقتصاد هذه الأمة.. كما لا يستبعد أن يكون لذلك صلة بتمويل الإرهاب ودعمه.. ذلك ان كلا منهما معول هدم وتخريب.
٭ انتشار ظاهرة سرقة السيارات والمنازل واغتصاب الجولات وبطاقات الصراف والبطاقات الائتمانية وغيرها من العمليات المشابهة يمكن أن تدخل ضمن وسائل الإرهاب ودعمه خصوصاً أن هناك من يقوم بالسرقة مستعملاً التهديد بالسلاح ان وجود مثل هذه الظواهر وتفشيها يتطلب مزيداً من الحزم وزيادة اعداد وكفاءة رجال الأمن كما ان ذلك يتطلب ان يكون كل مواطن رجل أمن موازيا لرجال الأمن ومعاضدا لهم فالكل يتحمل المسؤولية في الحرب على الإرهاب والعمليات الموازية والداعمة له.
نعم ان الحرب على الإرهاب يجب أن تكون عامة شاملة لجذور الإرهاب ومستنقعاته ومصادر تمويله والداعمين والمشجعين عليه كما يشمل ذلك الوسائل المعاضدة والمساندة له من سرقة أو نصب أو احتيال أو افساد في الأرض مهما تكون أنواعه ووسائله.. والله المستعان وللحديث بقية. hluhaidan@alriyadh.com

___________________________

لاحد يقول ان الخليل لخليله الزير لأجل كليب ضحى بهمام 00
للامانه يكتب معى القرين
حمر عين غير متواجد حالياً