كنت جالساً في الصالة مستلقياً قائماً مسترخياً رافساً قافزاً متمدد مكعب أو سداسي الأضلاع أو مثلث إذا ماعليك (كلافة)ويكون مختلف الأضلاع وإذا ماعندك خله بدون أضلاع وإذا كنت ملزم فلا والله لا نردك هات ماعندك أي شكل هندسي يمشي معنا فنحن نقبل ولانرد الملزمين فغايتنا السباحة ضد التيار نحن نقتحم الموج بضلوعنا وإن كانت مكسورة وأما أنت فلا نجبرك على قصة الأضلاع أنت حر إن كنت تريد إعطائنا جزاك الله خير وألا فضلوعك عندك وضلوعنا عندنا .أنت إن كان عطيتنا فأنت راعي الأوله وإن كان قلت لا ضلوعي ما أفرط فيها فهذا شأنك وخل ضلوعك تنفعك ولاتلومنا وتقول راحوا عني وما أخذو الضلوع من عندي لا القدر معروف أنه مايركب إلا على ثلاثة وأنت الله يهديك ماعطيتنا واحد من الثلاثة شفت الآن من المخطئ لا تقول وش دخل القدر لإنك إذا قلت تصير بخيل وتصرفها وماتبغى تعطينا ضلوع خل القدر في حاله ولا تدخله في الموضوع وضلوعك أصلاً ماعند نبيها , تعددت الأضلاع والمكعب واحد وإذا الله هداك وعطيتنا وقبلنا لا تجي بعدين تقول ضلوعي خذوها وتقعد تبكي وتصير مثل الطفل لا هذا مايجوز الإنسان يكون عند كلمته , ومادام الإنسان عند كلمته فدعني أخبرك أن محدثك يحب الموج ويعشق السباحة ,ودعني أكمل فقد كنت متعجب وأنا أتأمل كيف تستوي الأضلاع ومعي أنفي أيضاً شريك حياتي أنا جالس متبحبح النفس وهو واقف مثل النخل يشخر وكلنا يتأمل ويتعجب, فقال لي بعين كلها أمل لماذا لا تذهب بي إلى البحر لماذا تحجر على حريتي ماهذه القسوة ماهذه الغلظة يا قاسي القلب قلت له ألا تراني مشغول ماهذه الأنانية فيك عليك بالصبر والهواء هنا وهناك واحد فبكى وأصبح مثل الطفل فأشفقت عليه وقلت حسناً سأذهب بك إلى البحر فزاد نحيبه قلت خلاص يكفي أنك معي أين أذهب تذهب قال أريد الآن البحر قلت إن لم تصمت فسوف تندم فأنتفخ حتى تساقط الشعر منه وقال ماذا ستفعل قلت حسناً سأريك ذهبت وأحضرت ضربان ومعه وبر وهما كريها الرائحة فوضعتهما في صندوق حديد كنا نأخذ منه الحلوى في تلك الأيام الجميلة (عطونا عيدنا عادت عليكم) وضعتهما حتى تعفنا ثم ألقيت بهما في الخلاط حتى أصبح (كوكتيل ضربون) ثم أخذت بعد الخلط زبدهما ودهنت بطانة الأنف من داخل فكمش وأنكمش قلت هل اكتفيت قال الخلاص الخلاص قلت شم هواء البحر العليل الآن شم وتمتع فغنى أغنية أحزنتني وأطربت من حولي من النمل بقوله ياقاسي بص في عيني فدمعت حقيقة عيناي وعيون النمل وحزنت كثيراً لكن ما العمل فالبحر بعيد
وأنا في هذا العراك ومعركة (ذي الرائحة المحزنة)
***********
رن الهاتف بصوت ضعيف متقطع بسبب فاتورة لم نسددها ففتحت التلفزيون ,وفي نفس الوقت أغلقت المفتاح ووضعت الباب في جيبي ثم خرجت من النافذة ووضعت الباب مكانها وخلعتها فنظرت في الزجاج فبدا لي أن فيه ضباب فدققت النظر فإذا هو ذباب لكنه هائل الحجم ذباب سوبر ستار مثل الوزير بموكبه (نقصد الحجم وليس النوع )ذهبت إلى السيارة ورجعت جلست مرة أخرى فمالي وللخروج من أجل خشم لايفقه شيء ,مسني الجوع فمددت يدي إلى الثلاجة فوجدت يد أخرى تدفع يدي قلت من أنت ضحك وسحبني نظرت فإذا هو داخل الثلاجة كأنه وزير التجارة قلت له لك حق أن تضحك قال تريد أكل يله ضف وجهك عدت بعد أن وضعته في الفريزر لعله يتجمد أخذت أقلب القنوات فأصاب العين نومها فأنتقل التلفزيون معي فرأيت فيما يرى المواطن النائم الحالم أن التلفزيون يغسل سبع مرات منها واحدة بالطين ثم ينشف ثم يوضع عليه التبن ثم يوضع بالمقلوب فكانت الصورة أجمل لمست زر الريموت كنترول فظهر القصيبي يتحدث عن البطالة والعمالة والكلام المعلوم المعسول بعسل مغشوش غيرت القناة بسرعة فلا علاقة لي بحديث العجائز فوجدت قناة تعرض صورة زنوبة رجعت بسرعة إلى القناة الأولى فوجدت القصيبي مازال يتحدث أصابتني الدهشة فعدت على قناة الزنوبة فوجدتها كما هي قلت ما العلاقة بين الزنوبة ووجه ,,,,,,,,,
***********
ماعلينا كان حلم كررت مرة أخرى على زر آخر فكان فلم غريب وعجيب , فلم ياصاحبي فيه ما فيه من الغرابة والفزع والجزع وكذا فيه صبغة من علم الماورائيات مما جعلني أستيقظ وأرفع الصوت ثم أرجع للنوم مرة أخرى , عند البوابة المذيع يقول مرحباً بكم في سوق الحكومة , المحال صفان على طريق متوازي وإن شئت الدقة طريق متعرج يتوسطه مجسم ضربون (ضربان) تحسبه من جمال الوانه طاؤوس لكنك تعرفه برائحته المميزة و الرمل يتساقط من الأعلى على المتسوق الوحيد وهو محدثكم , وهو يسير متعجباً من هذا الجديد الذي لم يشاهد مثله من قبل في أول زاوية على اليمين لوحة تعتلي غرفة مكتوب عليها بقالة القصيبي دخلت البقالة فوجدت آدمي كأنه شحمه وهو دمية ومن خلفه صناديق تخرج منها قاذورات بشرية قلت من هؤلاء قال أسكت هؤلاء وجه الخير الصندوق يساوي ملايين قلت وهل تبيع القاذورات وتجني الملايين قال أعوذ بالله من الحسد نحن ياصاحبي نجلب هذه القاذورات من الخارج ونبيعها على زبائن معروفين وهم من ينشرها فنحن لادخل لنا نحن نفيد ونستفيد قلت وهل تأتيكم البلدية قال أي بلدية هداك الله البلدية هي زبون دائم عندنا فلا تحسد أخاك المسلم قلت اللهم لا حسد خرجت من عنده ليس بسبب القاذورات فقط بل بسبب رائحته المنتنة فما ظنك بشحمة عفنة لم تدفن وعند خروجي صادفت حفرة فوقعت فيها قلت اللهم سلم ضحك المعفن وقال هل تريد شيئاً أيها الواقع في الحفرة من الصندوق فضحكت وأكملت مسيري نحو الهدف الثاني هي بقالة أخرى وعليها نفس اللوحة غير أن الكلمات تغيرت أماكنها و نقصت أو زادت حروفها, قرأت اللوحة فكانت بقالة السياري دخلت بعد أن سلمت فقال مرحباً قالها وهو يعضض على أسنانه الحقد رأيت نفس الصناديق غير أن الخارج منها مختلف فقد كانت أوراق البنكنوت تغص بالصندوق الحلقوم قلت مرحى مرحى ما أجمل رؤية هذا الوجه وجه المال وليس وجه البقال, رد جملتي قبل أن أنهيها وقال هذا المكان ليس لك قلت أريد صندوق مثلي مثل غيري , ضحك وقال دعني أحدثك ياولدي فلعلك غر صغير جاهل لا تفهم قلت هات ماعندك وعيني على الأوراق وهي تتراقص أمامي جلس المستر سياري ووضع يده في فتحة خشمه ثم أخرجها فنفضها وأخذ يمسح شاربه بعد أن دعك أسنانه ويقول هذه الأوراق قبل أن تأتي وهي في طور الولادة مكتوب عليها أين ستذهب وفي أي حساب ستثبت قلت هذا يعني أنه لا نصيب لنا فيها قال بل أنتم ستضيفون عليها,وسوف أكون غاية في الوضوح والصراحة معك وأضيف بأنها ياولدي أموالكم وقد اغتصبناها وإذا كانت لديك مشكلة فدونك المحاكم قل لهم أن السياري رفض أن يعطيني قالها وهو يضحك , قلت ألا تخاف من المحاكم قفز من مكانه ثم أجحظ عينيه ثم غاصت هذه العيون وانفرج فمه وفغر فاه وصعقني بشدة ضحكته وأخذ يقهقه مثل المجنون فسقط على الأرض يضربها بيديه ويرفس برجليه وأرتج المكان واهتز من شدة ضحكته ثم أخرج رائحة كريهة فهو لم يتمالك نفسه فخرجت مسرعاً واضعاً يدي على خشمي فصاح علي أن أرجع وخذ نصيبك من ,,, وليس من المال فكان الفرق بيننا ,أين وضع يده وأين وضعت يدي هربت ودخلت بقالة أخرى وكأنني على نقالة لم أشاهد لوحتها وجدت مجموعة من الأدوية والأعشاب قلت السلام فرد السلام قلت ياسلام , ماذا تبيع قال نبيع الموت تعجبت وقلت وهل هناك أحد يبيع الموت قال أسمع ياهذا الموت في هذا الزمن صعب ونحن بلحظة واحدة نجعلك تموت بل وتتلذذ بالموت فلا تضيع الفرصة الناس تقبل أيدينا من أجل موته كريمة سريعة قلت والثمن قال حسب الطلب هناك موته سريعة بالبنج وهناك موته بطيئة قلت أمر البنج معلوم لكن حدثني عن مميزات الموت البطيء فنحن شعب يتلذذ بالموت البطيء قال الأمر بسيط ويسير لكن عليك بالصبر قلت وهل هناك أحد في العالمين أكثر منا صبراً , قال الحقيقة أنكم عملة نادرة في هذا الزمن , نحن ياصاحبي جعلناه مجاني الخدمة بمعنى أنك إذا مرضت تذهب فيصادفك مستشفى قبيح في موقع يجلب الهم وهذه هي البداية ثم عليك أن تصبر شهور وبعض الأحيان سنوات حتى يأتيك الدور ثم نمرمطك في معاريض وبرقيات حتى نكسر حاجزك النفسي الذي يمنعك من الانتحار ثم يواجهك جزار وليس دكتور أتينا به من صاحبنا البقال القصيبي فإن وصلت إلى هذه المرحلة وأنت مازلت على قيد الحياة قدمنا لك علاج متسرطن فيه العافية ولا يصل إلى هذه المرحلة إلا قوي البأس قلت وماذا عن الذين لم يصبروا حتى مرحلة المتسرطن قال أذهب إلى الجسر المعلق ففيه الجواب قلت هل تعني أنكم السبب في انتحار هؤلاء قال نعم ولا فخر قلت سود الله وجهك خرجت من عنده وهو يقول موت بسعر مخفض بعشرة بخمسة تعال لاتروح موتتين معها وحده مجانية لأحد أقاربك قلت أعوذ بالله أردت أن أعود وأزور الصف الثاني لكنني رأيت مجسم الضربان مرة أخرى فأغناني عن بقية المشوار أغلقت التلفاز وحان موعد الاستيقاظ
**********
قمت من النوم منهك الجسد متعب الفكر أعاني
وجدت التلفاز الحقيقي وفيه قناة تعرض فلم وثائقي عن الغرب وحضارته وحقوق الإنسان عندهم هم
قلت ماعلينا فنحن وهم وهم وطن
لمست زر المبدل بسرعة فظهر برنامج وفيه المذيع يسأل المواطن ما رأيك في من يقود بسرعة عالية
قال المواطن يفترض أن يعاقب بالسجن والجلد
قلت في نفسي لماذا تسمح الحكومة أصلاً بدخول سيارات تتعدى السرعة المسموح فيهاا
كان يمكن للحكومة وهي قادرة أن تجبر المصانع على سرعة محددة 120 كيلومتر في الساعة
قد يقول قائل وماذا لو قام مالك السيارة بتغيير السرعة بمكننة المكينة قلت حينها تستطيع مجازته وهذا مثل والأمثلة كثيرة
وفجأة ظهرت صورة الزنوبة مرة أخرى بدلت القناة بسرعة فلم أجد القصيبي ولا بقاتله ولا بنقاليته
بل وجدت المذيع يخرج رأسه ويقول عندك سلف مائة ريال لآخر الشهر
وإذا بالمخرج أيضاً يزاحم رفيقه ويريد سلف ثم المواطن الذي تكلم عن السرعة يدفعهم ويطرحهم جواً
وأنا أنا تكفى أبغى مثلهم
أخرجت محفظتي فما وجدت فيها إلا ريال واحد عليه صورة الملك
قلت هل هذا يرضيك يا ملكنا