جريدة الوطن
السبت 25 شوال 1429هـ الموافق 25 أكتوبر 2008م العدد (2948) السنة التاسعة
علي سعد الموسى
أقدم اليوم اعتذاري مقروناً براية استسلام - غبراء - للعشرات من الشباب الذين يظنون أن مقالاً بمساحة ما أكتب سيأخذ لهم بعضاً من الحقوق أو بصيصاً من إنصاف. بعد أن كتبت مهزلة - الكوكاكولا - مع العشرات من أبناء البلد من موظفيها، حملت إلي مجموعات شبابية أخرى قصصاً مماثلة مع شركات عملوا بها وقابلوا ذات المصير. واليوم، أعتذر، لأنني آمنت تماماً بأن بلادة الإحساس الاجتماعي تنام على جلود يابسة متخشبة. لم يسألني أحد قط عما إذا كنت كاذباً أو متجنياً أو مختلقاً لوثائق إدانة لو أنها في مجتمعات غير مجتمعنا لكانت صلب نشرة الأخبار. واليوم، أعلنها صريحة مدوية: لوبي الشركات الضخم اليوم أكثر سطوة ونفوذاً من توقيع مسؤول بمكتب العمل وقرار ذات المكتب بإعادة كل فرد تظلمه الشركات ينتهي في الأرشيف طالما حمل تحويلة الفرج: يلزم إعادتهم فوراً وللشركة حق الاعتراض على القرار. الشركات تقرأ نصف الجملة الأخيرة. وأرجو أن يثبت سعادة المسؤول العكس. لا شيء لدي لأخفيه. هؤلاء الشباب الذين يعيشون على فتات - الأجانب - في القطاع الخاص لا يريدون شيئاً حتى الإنصاف. هؤلاء لا يشحذون إلا ماء الوجه ولو بمجرد استفسار. هؤلاء يعرفون تماماً أنه لا أحد سينصفهم وأكثر ما يطلبون اليوم ليس إلا أن نحاكمهم على بعض الشغب القانوني الذي أزعجوا به مكتب العمل وأزعجوا به كاتباً أو مطبوعة. هؤلاء فقدوا الثقة تماماً في مساحة اقتصاد محلي ضخم تبلغ فيه نسبة بطالة الوافد الأجنبي صفراً مكعباً، ولكم أن تسألوا عن نسبة بطالة شبابنا التي تتفاوت بها الأرقام والتكهنات التي لا تعرفها حتى أختام وتواقيع السادة في مكاتب العمل والمؤكد أنها أكثر من رقم مئوي ولكن الصحيح أنها أيضاً أقل من ثلاثة.