فائدة البنك المركزي الأوروبي وبنك أنجلترا إلى أين؟
أتسم يوم أمس بكونه يوماً إيجابياً بالنسبة للأسواق، في ظل إغلاق مؤشري الداو جونز ونيكي بشكل إيجابي وسط البيانات الاقتصادية الأمريكية ونتائج أرباح الشركات التي جائت جميعها أفضل من التوقعات. كما شهد اليورو ارتفاعاً بالأمس نتيجة لعودة شهية المخاطرة والتي دفعت زوج (اليورو/دولار) نحو مستوى 1.3050. ورغم ذلك، شهدت حركة الزوج اليوم حالة من التوقف، حيث هبط اليورو مقابل الين والدولار نتيجة تجدد المخاوف بعدم موافقة مجلس النواب على خطة التحفيز المالي! وباقتراب صدور قرار الفائدة الأوروبية غداً يتخذ التجار حذرهم بشأن اتجاه اليورو.
ومنذ بداية هذا الأسبوع شهد زوج (اليورو/دولار) تداولات غزيرة ويبدو وكأنه منحصر بين مستويين دعم ومقاومة مهمين بين 1.27 و1.31. هذا وقد ارتفع الزوج بالأمس، ولكن لم يستعد التجار لقرار فائدة البنك المركزي الاوروبي التي من المقرر أن تصدر غداً، لذا انتهت حركته بشكل مفاجئ عند مستوى 1.3060. ولا يزال اليورو متخذاً الإتجاه الهابط مقابل الدولار حيث من المتوقع أن يبلغ الزوج مستوى 1.2830 والذي يعد مستوى دعم جيد. وفي حالة كسر هذا المستوى قد نرى مستوى 1.2760 مرة أخرى.
من ناحية أخرى احتوت المفكرة الاقتصادية اليوم على عدة أحداث هامة، والتي تضمنت بيانات مؤشر PMI الخدمي بالمملكة المتحدة والذي حقق نتائج أفضل من التوقعات. ويبدو الإسترليني أقوى اليوم على عكس اليورو، حيث انخفض زوج (اليورو/إسترليني) إلى مستوى 0.8940. وكذلك صدر اليوم تقرير ADP لبيانات التوظيف الأمريكية والذي أعطانا فكرة عن بيانات الوظائف المتاحة بالقطاع الغير زراعي والتي من المقرر أن تصدر يوم الجمعة المقبل. ولقد بلغ عدد الوظائف المفقودة -522.000، كما تجاهل السوق هذه البيانات بما أنها تشير إلى شهر أخر من البيانات السلبية. فالحقيقة القائلة أنه في خلال ثلاثة أشهر سوف نرى تبخر سريع للوظائف والذي يتزامن مع ارتفاع معدل البطالة، مما قد يحد من الحالة الإيجابية للتجار حيث دوما ما يغلب العزوف عن المخاطرة. كما صدرت أيضاُ بيانات مؤشر ISM الغير تصنيعي بالولايات المتحدة الأمريكية والتي فاقت التوقعات وحققت نتائج إيجابية.
دعونا نرى كيف سيكون رد فعل السوق تجاه البيانات الاقتصادية ، وكيف سيحضر المتداولون أنفسهم لليوم الحافل غداً !. وحتى الآن يبدو وكأن الجنيه الإسترليني في قوة ولكن الوضع يجعلنا نتسأل عما سيكون رد فعل المتداولون لقرار بنك إنجلترا بتخفيض سعر الفائدة 50 نقطة أساس كما هو متوقع. غدا سيكون الوضع حرج بالنسبة لاتجاه الجنيه الإسترليني حيث سيظهر لنا موقف كينج محافظ بنك إنجلترا وأتباعه فيما يتعلق بتدهور العملة. ويتنبأ العديد من المحلليين باحتمالية أن يصل الجنيه الإسترليني إلى مستوى التعادل مع الدولار خلال الأشهر المقبلة ، ومع ذلك دعونا نكن واقعيين قبل أن نتوقع الحالات القصوى. علاوة على ذلك، تستمر الظروف الاقتصادية في إضفاء روح الكآبه بالمملكة المتحدة ، مع ذلك وفي ظل كل هذه الظروف فمن المحتمل أن نرى بعض علامات الاستقرار خلال الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من إظهار البيانات الصادرة مؤخراً إتساع هوة الكساد إلا أن هناك بعض درجات التفاؤل وسيكون من الممتع معرفة متي ستتوقف هذه البيانات عن التدهوروتبدأ في الارتفاع؟.
يبدو أن عملتي الدولار والين الياباني في قوتهما اليوم، ومن المحتمل أن يؤدي القلق المتزايد إزاء خطة التحفيز ووضع الاقتصاد الأمريكي إلى تحول المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن في ظل هذا الاضطراب ! ، أما عن اليورو فهو ينتظر تعليقات تريشيه في المؤتمر الصحفي فيما يتعلق بمعدل الفائدة واستمرارية الكساد خلال عام 2009 ومن ثم سيقرر المتدالون أي اتجاه سيسلكوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المصدر : Action Forex