03-04-2009, 10:41 PM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6668
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشـــاركـات: 5,769
|
قواعد الأمان في الحافلة المدرسية
قواعد الأمان في الحافلة المدرسية
بقلم :.أحمد أبو زيد محمد :
مع نهاية كل يوم دراسي، يتوق الطلاب إلى العودة إلى منازلهم، ولا نبالغ إذا قلنا إن المعلمين أيضًا ينتظرون بفارغ الصبر مغادرة هؤلاء الطلاب لأبواب المدرسة بعد عناء يوم عمل شاق! وقد يتصور البعض أن صعود الأطفال أو التلاميذ على نحو آمن إلى «حافلة» المدرسة يعني ببساطة انتهاء مهمة المعلم وصفاء ذهنه من هذا الصداع اليومي، وهذا في الواقع تصور خاطئ تمامًا! فاعتبار الطلاب قد أصبحوا في منازلهم وفي عهدة ذويهم لا يكون مع انطلاق دقات جرس نهاية اليوم الدراسي. فقد يصبح الطلاب خارج سيطرة المعلم بمجرد أن يحتلوا أماكنهم في «الحافلات» المخصصة لنقلهم، لكن المسؤولية عن هؤلاء الطلاب تمتد في الواقع إلى أبعد من ذلك. فبعد أن تخرج «الحافلة» من «جراج» المدرسة، يتولى السائق زمام القيادة، لكنه كما يعلم كثير من التربويين، يحتاج إلى مساندة المشرفين لتوصيل ركابه إلى منازلهم بشكل آمن. وقد أدرك كثير من المشرفين أن الالتزام بالنظام والحرص على الانضباط هو السبيل الوحيد لتحقيق هذه الغاية، ومن هنا نشأت الحاجة لوضع قواعد للسلوك لركاب «الحافلة» المدرسية، عنوانها «اتبع القواعد لتصل سالمًا».
في الولايات المتحدة الأمريكية، كان روبرت أيورت، المدير المساعد في مدرسة موراي أفينو في وادي هينتينجيدون في بنسيلفانيا، القوة المحركة وراء سن ما يسمى بـ«قواعد الأمان في حافلة المدرسة» أو Bus Safety Code. يقول أيورت: «كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدوين السلوكيات التى نرغب في رؤيتها في حافلة المدرسة». وتتدرج القواعد الخاصة بالسلوك ووسائل العقاب عند مخالفتها. فالمستوى الأول من القواعد يتعلق بالجلوس عند تحرك الحافلة، والتحدث بهدوء وبلغة مناسبة، وبأسلوب لايضايق ولا يؤذي الآخرين، وبالحفاظ على نظافة الحافلة وعدم الأكل أو الشرب بدون إذن السائق، وعدم استخدام الهواتف الجوالة، واتباع تعليمات السائق، والإخفاق في اتباع هذه القواعد يترتب عليه إما التحذير أو تحديد مكان محدد بعينه للجلوس فيه أو تأخير خروج الطالب من المدرسة من يوم إلى ثلاثة أيام.
أما قواعد المستوى الثاني فعنوانها «لا تضرب أو تلكم أو تركل زميلك في الحافلة»، وتتضمن أيضًا عدم إلقاء أي شيء في أو خارج الحافلة، أو أي شيء من شأنه تهديد أمن من هم داخلها أو خارجها، والالتزام بعدم التصرف بشكل غير محترم أو ينم عن تحد للسائق، والامتناع عن تخريب الحافلة أو المتعلقات الشخصية للغير، ومخالفة ذلك عاقبته تأخير خروج الطالب من المدرسة من يومين إلى خمسة أيام أو الحرمان من ركوب الحافلة من يوم إلى خمسة أو الحرمان من الحضور إلى المدرسة من يوم إلى ثلاثة أيام.
وتعالج قواعد المستوى الثالث حيازة أو استخدام علب الكبريت، أو الولاعات، أو الأسلحة، أو المواد المخدرة أو المُسكرة، أو تهديد أو ضرب السائق، وعاقبة ارتكاب هذه المخالفة هي الحرمان من ركوب الأتوبيس خمسة أيام فأكثر أو الحرمان من المدرسة من ثلاثة أيام إلى عشرة أو الطرد من المدرسة أو استدعاء شرطة المنطقة وتحويله للقضاء. ويجب في كل الأحوال إشعار الأب أو ولي الأمر بكل أنواع سوء السلوك التي ارتكبها الطالب.
وقد وصف توماس ويتكامب، مدير مدرسة موراي أفينو الأمر بعد تطبيق هذه القواعد قائلًا: «كان بوسع كل من قائدي الأتوبيسات والمشرفين والمعلمين أن يروا فرقًا منذ تطبيق قواعد السلوك، وبدا الطلاب أكثر سعادة بالأمر لأنهم أصبحوا يشعرون بارتياح أكبر عند ركوبهم للحافلة. لقد كانت المشاكل السلوكية في الحافلات المدرسية الحافز الرئيسي وراء اتباع هذه السياسة الجديدة».
وفي مسعى من جانب مدرسة موراي أفينو لإشاعة النظام والانضباط بين الطلاب، تسلم كل طالب في المدرسة في بداية هذا العام كتيبًا أو دليلًا يتضمن ثلاث مجموعات من القواعد المدرسية، عناوينها:
قواعد الأمان في حافلة المدرسة Bus Safety Code، قواعد التعامل مع الحاسب الآلي (الكمبيوتر) (Computer Conduct Code)، وقواعد الانضباط الجديدة في المدرسة (School’s New Discipline Code). وقد تم تعريف الطلاب بتفاصيل تلك القواعد وطُلب منهم بعد ذلك التوقيع على عقد يفيد أنهم قد قرأوها واطلعوا عليها وفهموها جيدًا. وسُلم الآباء بعد ذلك الدليل الذي اطلع عليه الطلاب ليأخذوه معهم إلى بيوتهم للعودة إليه عند الحاجة. وفي هذا السياق يقول روبرت أيورت: «هذا جهد جماعي، ومشاركة الآباء ودعمهم أمر هام للغاية.» ويضيف «منذ تطبيق قواعد الأمان في حافلة المدرسة، لم نضطر إلى تعليق تمتع أي طالب بمزايا ركوب حافلة المدرسة، وانخفضت المشاكل إلى الصفر.»
تحمل مسؤولية نقل 37 ألف طالب
يتحمل تشك هولدن، مدير النقل في منطقة أنوكا في ولاية مينيسوتا، مسؤولية نقل 37000 طالب يوميًا في المنطقة التعليمية التي تضم 13 بلدية وتمتد على مساحة 176 ميلا مربعا. ويذكر هولدن أن «سياسة الانضباط في حافلات المدارس» المسماة School Bus Discipline Policy والمطبقة منذ عام 1987 تسترعي الاهتمام كنموذج لسياسة تحدد فئة الانضباط وعقوبة مخالفتها، الأمر الذي حد للغاية من المشكلات المتعلقة بهذا الأمر. وقد دفع ذلك ولاية مينيسوتا عام 1994 إلى إلزام الآباء بالتوقيع على مذكرة وإعادتها لمعلم الفصل، تفيد اطلاعهم مع أطفالهم على قواعد الأمان في حافلة المدرسة. ولهذا يقول هولدن: «منذ ذلك الحين، لم نعد نتلقى شكاوى من الآباء، وتحسن النظام والانضباط بوجه عام، وإن كنا نطبق عقوبة التوقيف من يوم إلى ثلاثة أيام على بضع مئات من بين الـ37 ألف طالب، وهذه العقوبة البسيطة كفيلة بحل المشكلة.»
الأسبوع الوطني لقواعد الأمان في حافلة المدرسة
يقام في الولايات المتحدة الأمريكية في كل عام أسبوعًا وطنيًا يدور موضوعه حول قواعد الأمان في حافلة المدرسة، ويتخذ كل عام شعارًا توعويًا جديدًا، ولكن نظرًا لأهمية هذا الموضوع، نجده يتردد في منهج الدراسة على مدار العام. ويرجع ذلك إلى أن أكثر من 22 مليون طالب أمريكي يركبون حافلات المدارس يوميًا، وتقطع حوالي 390 ألف حافلة مدرسية عامة نحو 4.2 بليون ميل سنويًا.
وعلى رغم أن الحافلات المدرسية تعد واحدة من أكثر الوسائل الآمنة للتنقل إلى ومن المدرسة، إلا أن الحوادث تقع وتصيب الركاب والمشاة على حد سواء. ويصاب أكثر من 7000 طالب سنويًا أثناء وجودهم في الحافلة أو عند ركوبهم أو نزولهم منها. وللحد من هذه الحوادث يجب الاعتماد على السائقين المؤهلين والمدربين بشكل جيد للغاية، بالإضافة إلى معرفة الطلاب بقواعد الأمان وامتثالهم لها، ومن ثم يجب أن يتعرف الأطفال على تلك القواعد في أوائل العام الدراسي، ويجب على المعلمين أن يراجعوها معهم مرارًا وتكرارًا.
.:: قواعد الأمان الذهبية ::.
1-كن عند موقف الحافلة مبكرًا
فسائق الحافلة قد لا يراك وأنت تجري للحاق به إذا حضرت متأخرًا، وقد تنزلق رجلك وتقع تحت عجلات الحافلة.
2-انتظر الحافلة في مكان آمن، بعيدًا عن نهر الطريق.
انتظر بعيدًا عن نهر الطريق حتى لا تصدمك سيارة مارة إذا كنت قريبًا من مسارها.
3-اجلس على مقعدك بأقصى سرعة ممكنة.
قد يكون هناك أفراد آخرون يرغبون في الركوب، ولو استغرق ذلك وقتاً طويلًا، فسيصعب عليهم الانتظار وقد يتأرجحون ويصطدمون، الأمر الذي يحدث الفوضى، لذلك حاول العثور على مقعد والجلوس عليه على الفور.
4-الزم مقعدك طول الوقت، وتجنب الاشياء والسلاسل المتدلية.
لا تتحرك كثيرًا من مقعدك وضع متاعك أو حقيبتك في حجرك أو فوق ركبتيك، وتجنب الملابس أو حقائب الظهر وسلاسل المفاتيح التي تتدلى ويمكن أن تشبك في مقابض أو أبواب الحافلة وتؤدي إلى وقوعك المفاجئ.
5- لا تخرج يديك أو ذراعيك أو رأسك أو أوراقك من الحافلة في أي وقت.
نظرًا لأن الحافلة أعرض من السيارة، لذا فإن اقترابها بشدة من الأشجار والأعمدة من شأنه أن يعرض أي جزء خارج من جسمك من نوافذ أو أبواب الحافلة للخطر.
6- من فضلك، لا تأكل أو تشرب في الحافلة.
قد تشرق أو تختنق أثناء تناولك أي طعام أو شراب، وقد لا يراك السائق ليسارع بالتصرف.
7- استمع لسائق الحافلة واتبع التعليمات.
انتبه وأطع تعليمات السائق فمن المؤكد أن هدفها سلامتك.
8- غادر الحافلة بحرص واستخدم الدربزين إذا توفر.
حاول أن تمسك بدربزين الحافلة كي لا تسقط أثناء نزولك.
9- قبل أن تعبر أمام الحافلة، عليك أن تتقدم عنها بعشر خطوات كبيرة.
يجب أن يكون بمقدورك رؤية وجه السائق، وتذكر أنه إذا لم يكن يرى وجهك، فلن يستطيع رؤيتك.
10-انتظر إشارة السائق لك قبل عبور الطريق.
سيشير سائقك لك بالعبور حينما يكون عبورك للطريق آمنًا.
11-انظر في كلا الاتجاهين قبل عبور الشارع.
عليك أن تفحص الطريق بنفسك، فالسائق قد لا يرى كل شيء.
12-ابتعد عن الحافلة إذا سقط منك أو نسيت شيئًا ما.
لا تعد مطلقًا إلى التقاط شيئًا ما في الطريق، واستعن بشخص بالغ ليجلبه لك. وإذا نسيت شيئًا في الحافلة، فيمكنك طلب المساعدة من السائق أو الحصول عليه فيما بعد، وتذكر أن سائق الحافلة لا يمكن أن يراك إذا كنت قريبًا للغاية من مقدمة الحافلة.
13-انتظر حتى تتوقف الحافلة تمامًا.
لا تقترب لصعود الحافلة أو للنزول منها إلا بعد أن التأكد من توقفها تمامًا.
14-تحدث أو اضحك بهدوء مع أصدقائك، لكن لا تصيح.
لا تنس أن الصوت المرتفع أو الصياح أو الصراخ يشتت ذهن وتركيز السائق.
الحافلات البريطانية أكثر أمنًا من السيارات الخاصة
يطلق على حافلات المدارس البريطانية «حافلة الطالب الأولية» (First Student Bus)، وتعتبر من أكثر وسائل الانتقال الآمنة إلى ومن المدرسة على الإطلاق، فهي أكثر أمانًا من السير على الأقدام أو ركوب الدراجات، بل إنها تفوق ركوب سيارة العائلة 13 مرة من حيث الأمان، وفق ما أفادت به «الإدارة الوطنية لسلامة الطرق السريعة». فكل حافلة تابعة لهيئة «حافلة الطالب الأولية» مجهزة بعدة أشياء الهدف منها حماية الركاب على النحو التالي:-
1-أجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، التي تتيح تحديد موقع الحافلة بدقة في أي وقت، بل وتوفر سجلا لكل حافلة وطريقها ومواقفها منذ انطلاقها حتى وصولها.
2-باعتبارها رائدة في معايير النقل المدرسي الآمن، زودت «حافلة الطالب الأولية» لأول مرة بنظام أبواب العبور الآمنة في مقدمة الحافلات لتمنع الأطفال من العبور مباشرة أمام الحافلة، وبذلك يتمكن السائقون من رؤية الأطفال بوضوح.
3-جميع «حافلات الطالب الأولية» مزودة بنظام تذكير إلكتروني يساعد السائقين على تبين الأطفال النائمين في نهاية كل طريق.
4- حافلات الطالب الأولية مزودة بأضواء زاهية وامضة وأذرع توقف متمددة لتحذر قادة السيارات أن هناك أطفالا يركبون أو ينزلون.
5- حافلات الطالب الأولية مزودة بمقاعد مثبتة على نحو ممتاز وظهر مرتفع محشو بشكل كثيف لامتصاص أي تأثير وتشكيل منطقة حامية للطالب.
6-الحافلات الصغيرة المعدة لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة (الحضانة) والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تستخدم مقاعد سيارات أو أنظمة كبح متخصصة، ولديها شاشة مراقبة طوال الوقت.
7-علاوة على التزام الهيئة بمعايير الصيانة والفحص الصارمة ومعايير الحفاظ على البيئة، على السائقين أن يجتازوا اختبارات صحية وبدنية ومهنية صارمة وشاملة للتأكد من تأهيلهم وكفاءتهم، وبما يؤهل الهيئة لنقل 3.3 ملايين طالب يوميًا على متن أسطولها الكبير.
والخلاصة مما سبق أن عملية نقل الطلاب ليست مسألة تجارية، لا تهدف إلا إلى الربح فقط كما يحدث في كثير من الدول العربية، وإنما هي خدمة عامة توليها الدول المتحضرة جل اهتمامها حتى تسهل على الأهالي انتظام أبنائهم في الدراسة، وتتيح للآباء والأمهات التفرغ لأعمالهم وعدم الانشغال بتوصيل الطلاب إلى مدارسهم المختلفة، مما يهدر وقتهم وجهدهم، ويحد من إنتاجهم ومساهمتهم في تقدم مجتمعاتهم. وهكذا تتحول الخدمة إلى علم يحاول الاستفادة من كل مكتسبات ومخترعات العصر لتوفير الراحة والأمان للجميع، خصوصًا الأطفال، الذين يمثلون مستقبل الأمة.
|
|
|
|
___________________________
|
|
|