عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-2009, 10:29 AM   #115
yazeed2
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 9632
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشـــاركـات: 44

افتراضي

عند الكلام عن أي زيت نبدأ عادة بالكلام عن لزوجة الزيت. واللزوجة خاصية تشترك فيها كل الموائع. والموائع كلمة عامة تشمل السوائل والغازات. ولزوجة المائع هي مقياس لمدى مقاومته للجريان (أو السريان أو الانسياب أو التدفق). فلو وضعنا سائلين مختلفين في أنبوبين شعريين موضوعين بشكل رأسي وتركناهما يجريان فإن السائل ذا اللزوجة الأكبر سيأخذ وقتاً أطول ليجري خلال الأنبوب. فإذا استغرق الأول ضعف الوقت الذي استغرقه الثاني فإن لزوجة الأول تكون ضعف لزوجة الثاني. وفي الحقيقة فإن بعض أجهزة قياس اللزوجة تعتمد على الأنابيب الشعرية. وفي حالة زيت محرك السيارة تلعب اللزوجة عاملاً مهماً فيه، إلى درجة أن من أهم ما تضيفه الشركات المصنعة لزيت المحركات هو المواد التي تجعل اللزوجة أفضل.
إن زيت المحرك يقوم بدور مهم في منع الأجزاء المتحركة في المحرك من أن تنصهر مع بعضها بعضاً، وكذلك في مقاومة اهتراء هذه الأجزاء، ومقاومة التآكل فيها، ويقوم بنقل الحرارة الناتجة من المحرك بعيداً عن منطقة انبعاث الحرارة. وبالتالي فإن الزيت يزيد من عمر المحرك، ويسمح بتشغيل المحرك عند درجات حرارة عالية، بالإضافة إلى أنه يبقي الأسطح التي يمر عليها نظيفة، ويتحكم بخواص احتكاك الأجزاء مع بعضها بعضاً. ولذا فإن الزيت يسمى زيت التزليق، أي الزيت الذي يسهل انزلاق الأجزاء على بعضها بعضاً.
إن زيوت التزليق هي زيوت معدنية (Mineral Oils)، أو زيوت تركيبية أو اصطناعية (Synthetic Oils) أو حتى زيوت نباتية (Vegetable Oils). غير أن هذه الأخيرة تُستخدم في نطاق ضيق وفي تطبيقات محدودة فقط.
الزيوت المعدنية تشتق من النفط الخام (أي البترول) بواسطة عدد من عمليات التقطير والمعالجة بعد استخلاص أنواع الوقود من النفط الخام. ولزوجة الزيت الناتج تعتمد بشكل كبير على نوعية النفط الخام، ولذا فإن نوعية النفط الخام مهمة جداً في الحصول على الخواص المطلوبة من الزيت.
الزيوت التركيبية أو الاصطناعية يتم تصنيعها أيضاً من النفط الخام، ولكن ليس بعمليات التقطير، إنما بتركيبها من المواد المكوّنة لها بحيث تعطي الخواص المطلوبة. غير أن هذه الزيوت تكون مرتفعة الثمن، وليس هناك ما يبرر استعمالها إلا في استخدامات خاصة تكون الكلفة فيها غير مهمة.
لهذه الأسباب فإن الزيوت المعدنية هي أكثر استعمالاً من الزيوت الاصطناعية. غير أن الزيوت المعدنية قد لا تكون بالخواص المرغوبة للاستخدام في محركات السيارات، ولذا فإن زيوت المحركات يتم تحسين خواصها عن طريق المواد التي تُضاف إليها. وفي الحقيقة فإن كل زيوت السيارات المتوفرة في الأسواق هي من الزيوت التي أضيف لها مواد محسّنة لخواصها.
والمواد المضافة يمكن تصنيفها إلى مواد منظفة، ومواد مقاومة للصدأ والتآكل، ومواد مقاومة للاهتراء، ومواد مقاومة للتأكسد، ومواد مقاومة للاحتكاك، ومواد محسّنة للزوجة، ومواد مانعة للتجمد (عند درجات الحرارة المنخفضة)، ومواد مبعثرة للشوائب التي تتجمع في الزيت عندما يتسخ. واختيار نوعية المواد التي يمكن إضافتها يعتمد على عدة عوامل مهمة، منها: كلفتها الابتدائية، ومدى توفرها، وتأثيرها على البيئة، وآثارها الكيميائية، ومدى ملاءمتها لباقي أجزاء المحرك، ومدى ملاءمتها لدرجات الحرارة التي سيتعرض لها المحرك.
ورغم أن تقنية محركات السيارات ليست حديثة فإن الأبحاث لا تزال تجري على زيوت المحركات والمواد المضافة إليها بغية الحصول على خواص أفضل. وتتعاضد عدة جمعيات صناعية وعلمية نحو الوصول إلى أفضل النتائج. ومن أهم هذه الجمعيات في أمريكا جمعية مهندسي السيارات (SAE)، ومعهد النفط الأمريكي (API). ويختص الـ (API) بإدارة عملية ترخيص ومنح شهادات المطابقة لأنواع الزيوت المستخدمة في محركات السيارات، وذلك بعد إجراء عدد من التجارب القياسية. ويسمح بوضع شهادة المطابقة على علب الزيت التي تباع في الأسواق. وشهادة المطابقة تخبر صاحب السيارة عن تصنيف الزيت حسب درجة اللزوجة وحسب مواصفات المعهد، كما تخبره إن كان الزيت من أنواع الزيوت الموفرة للطاقة.
ولعله من المفيد أخيراً ذكر ما هي المواصفات الجيدة لزيت محرك السيارة، وأقصد هنا سيارات البنزين العادية في البيئة الخليجية. هناك بشكل عام في الأسواق المحلية نوعان رئيسيان من أنواع الزيوت فيما يتعلق بدرجة أو عيار اللزوجة (بغض النظر عن الاسم التجاري للزيت)، وهما 30-40 و 20W-50. والمنصوح به هو هذا النوع الأخير لأنه يتحمل درجات حرارة أعلى. كذلك هناك حرفان يدلان على المواد المضافة للزيت، أي على خواصه الجيدة، وهما إما SG (وقد تم تبني هذا النوع في العام 1989) أو SH (وقد تم تبينه في العام 1994) أو SJ (وقد تم تبينه في العام 1997). وهناك أنواع أقدم من هذه الأنواع وتحمل الحرف S إضافة إلى أحد الأحرف من A إلى F. ولعله من المفيد أن أذكر أن اللون الذهبي للزيت لا يدل على أي صفة إضافية.
وهناك موضوع آخر مهم وهو ما هي الفترة المثالية لعمل الزيت. والناس يذهبون في هذا مذاهب شتى، فبعضهم يغير الزيت كل ألف كيل (كيلومتر)، وهذا زائد عن الحد المطلوب. وبعضهم يمد المسافة إلى أكثر من عشرة آلاف كيل، وهذا صحيح في البلاد الباردة والبلاد التي لا تنتشر فيها الأتربة والرمال. ولعل الحد المعقول للبيئة الخليجية هو مسافة خمسة آلاف كيل. أما مرشح الزيت (الفلتر) فيُنصح بتغييره مع تغيير الزيت كل مرة أو كل مرتين. علماً بأن عدم تغيير الزيت يؤدي إلى حصول ما يقوم الزيت بمقاومته، وهي الأمور التي ذكرت في البداية. هذا وإن اللون الداكن للزيت عند تغييره يدل على أن الزيت يقوم بعمله.
yazeed2 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس