عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2009, 04:00 PM   #38
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

بمقياس ريختر تجبر سكان العيص على النزوح إخلاء جبري لقرى في أملج .. العمري يطمئن السكان ثوران البركان
العيص، المدينة المنورة، ينبع، خيبر، الرياض: مراسلو "الوطن"، واس
بدأت مراكز الإيواء في محافظة العيص وفنادق وشقق المدينة المنورة وينبع فجر أمس استقبال قوافل النازحين من العيص وقراها إثر الهزات الأخيرة، حيث جرى إسكانهم بحضور لجنة من الدفاع المدني والمالية.
وشهدت العيص وقراها مساء أول من أمس نزوحا جماعيا لمئات السكان عقب هزة قوية ضربت منطقة جبل "حلا صدر" في العيص، بلغت قوتها 4.7 درجات على مقياس ريختر.
وذكر بيان لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أنه تلاها هزة أخرى بقوة 4.6 درجات، ثم عدة هزات أخرى تراوحت قوتها بين 3.5 إلى 4 درجات. وامتد الشعور بها إلى شمال المدينة المنورة بمسافة تصل 210 كيلومترات من مركز الهزات. فيما أكد سكان ينبع شعورهم أيضا بتوابع هذه الهزات. كما ضربت هزة بقوة 4.68 درجات عدة قرى في محافظة أملج مساء أول من أمس مما أجبر المواطنين على الخروج إلى الشوارع والجلوس على الأرصفة. وأوصت الهيئة باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسباً لوقوع هزات قد تؤثر على القرى المجاورة لحرة الشاقة، وضرورة عدم التواجد على مسافة 5 كيلومترات من حدود الحرة. وأجبر الدفاع المدني بالعيص وأملج سكان بعض القرى المتضررة في العيص وأملج على الإخلاء الفوري.
جيولوجيا، أكد رئيس قسم الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري لـ "الوطن" أنه في حالة ثوران بركان بحرة الشاقة "لونيير" فلن يكون له أي تأثير، حيث إن مداه لن يتعدى كيلومتراً مربعاً نظراً لنوعية "الصهارة اللزجة" بالمنطقة وطبيعة القشرة الأرضية فيها.
عاش أهالي العيص أول من أمس ليلة عصيبة ربما لم تمر عليهم طوال الأيام السابقة، التي شهدت فيها العيص وقراها عددا من الهزات المتوالية كان أقواها مساء أول من أمس بدرجة 4.7 على مقياس ريختر، ضربت منطقة حرة الشاقة واستشعرها السكان ما دفع المئات منهم إلى الخروج من منازلهم صوب المدينة المنورة وينبع.
وبدت المدينة الوادعة، التي تقع غرب المدينة المنورة بمسافة 200 كيلو متر قبل أن تلحق بها هذه الظروف الصعبة شبه خالية من هدير سكانها، ولأول مرة وهي تعانق فجرها الأول بعد أن كانت تعج بالحياة إثر الهزة الأكبر التي لحقت بها والتي أجبرت مئات الأهالي على الخروج من منازلهم والرحيل بما خف وزنه باتجاه مخيمات الإيواء التي وضعها الدفاع المدني في قرية الفقعلي فيما فضل البعض منهم التوجه إلى المدينة المنورة وينبع والعلا وحتى محافظة جدة وعدد من المناطق البعيدة عن أثر الهزات كينبع والعلا وجدة والمدينة المنورة، بعد أن بات الوضع غير آمن في تلك المناطق، حيث ظلت الهزات تتعالى درجاتها يوما بعد يوم.
واحتشد الكثير من المواطنين قبالة قوة الدفاع المدني مطالبين بضرورة التدخل وإجلائهم إلى مناطق آمنة، وهو ما قابله رجال الدفاع المدني باهتمام واسع حيث جرى إجلاء أكثر من 1000 أسرة.
وأمام الهزة الأرضية الأخيرة، مضت فرق الدفاع المدني في تطبيق الإخلاء الجبري لسكان قرى هدمة والبديع والقراصة، وذلك إثر تحذيرات تلقتها في وقت متأخر من هيئة المساحة الجيولوجية والتي أوصت بضرورة إجلاء السكان في تلك المناطق تفاديا لأي مفاجآت قد تحدث لاسيما في ظل تصاعد درجات الهزات الأرضية. وأمام ذلك سارعت قوة الدفاع المدني في العيص بإجلاء السكان بصورة عاجلة إلى الشقق المفروشة بالمدينة المنورة وينبع، فيما شهد مقر القوة تجمعا حتى ساعات الصباح الباكر.
وزاد من مخاوف السكان ما أثير من معلومات مغلوطة سرعان ما سرت بين السكان تضمنت انهيار أحد المباني على ساكنيه في قرية القراصة جراء الهزة الأرضية التي سجلت حينها. وأيقن البعض بصحة ذلك بعد سماع دوي صافرات الدفاع المدني التي أخذت طريقها إلى المنطقة لاستجلاء الأمر، وذلك قبل أن يتبين أن البلاغ غير صحيح.
فيما تحولت العيص التي ما أن يحل عليها الظلام حتى يخيم السكون على أرجائها، إلى ما يشبه خلية النحل، إذ اكتظت محطات الوقود بالمركبات الساعية للتزود بالوقود قبل المغادرة، وازدحمت الطرقات المؤدية إلى المدينة المنورة وينبع بالأسر التي فضلت الخروج لحين استقرار الأوضاع في المنطقة، لتظل المنطقة على ذلك حتى ساعات الصباح الباكر.
وما إن أفاق السكان من الهزة التي سجلت أول من أمس حتى جاءت 4 هزات متتالية أخرى، قرر المسؤولون على إثرها إخلاء مستشفى العيص العام من المنومين فيه، فيما احتشدت سيارات الإسعاف قبالة البوابة الرئيسية لنقل المنومين إلى مستشفيات ينبع.
وأرجع مسؤولون في القطاع الصحي بالعيص عملية الإجلاء إلى توفير مقار للمصابين في حال ساءت الأحوال. كما سجلت أغلب مدارس البنين والبنات في العيص غيابا شاملا للطلاب والمعلمين على حد سواء خاصة وأن غالبيتهم فضلوا الخروج من المنطقة، فيما مضى الآخرون طيلة البارحة يترقبون أي تصعيد لتلك الهزات.
وبفعل الهزات الأرضية التي سجلت بالأمس، فقد بدت المنطقة شبه خالية من ساكنيها، فيما تراجعت الحركة الاقتصادية في المنطقة بعد أن أغلقت غالبية المحلات التجارية التي وجدت عزوفا من الكثير في ظل الأزمة المتكررة.
إلى ذلك، قال قائد مهمة الدفاع المدني بمنطقة العيص العقيد زهير أحمد سبيه إن عملية الإخلاء التي جرت أمس جاءت كإجراء احترازي ضمانا لسلامة السكان وحفاظا على حياتهم، فيما لا يزال الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لتقديم مهامه متى طلب ذلك.
وكانت "الوطن" قد رصدت خروج مئات الأهالي ليلا إلى الشوارع ومحطات الوقود استعدادا للخروج السريع بعائلاتهم من مناطق الخطر حيث استقلوا سياراتهم متجهين صوب مخيمات الإيواء بالفقعلي، التي كانت قد نصبتها أجهزة الدفاع المدني.
وفوجئ بعض أرباب الأسر والعائلات بمنعهم من قبل بعض أفراد الدفاع المدني بمركز الإيواء حيث طالبوا بعض المواطنين بالرجوع إلى العيص وأخذ بطاقات طلب حتى يتم تحويلهم وفرزهم إلى الشقق والفنادق المعدة سلفا لتسكينهم.
واستغرب عدد من المواطنين من عدم جاهزية مخيمات الإيواء. وقال المواطن هليل عيد الجهني لـ"الوطن" إن أفرادا بالدفاع المدني منعوه من دخول المخيم وذلك بحجة عدم وجود تكييف بالمخيمات، حيث قالوا له إنه غير كامل التجهيزات رغم التصريحات التي يشير من خلالها المسؤولون - بحسب وصفه - إلى جاهزية المخيمات.
وأضاف المواطن عيد السناني أن أغلب المواطنين هرعوا إلى أقربائهم، مؤكدا أن العديد منهم ناموا أمام مركز الدفاع المدني بالعيص 12 ساعة في انتظار توقيع المدير. وأشار إلى عدم جاهزية التعليمات والكشوفات رغم الأمر الذي صدر بتنفيذه من قبل الدولة.
وقد عاش أهالي منطقة العيص ليلة عصيبة حيث رصدت "الوطن" ومنذ وقوع الهزة الأخيرة على وجه الخصوص اصطفاف مئات السيارات بالمواطنين والعائلات أمام محطات الوقود للتزود بالوقود والذهاب عن طريق العيص- ينبع، وطريق المدينة- العيص مما تسبب في إرباك الحركة المرورية إثر ازدحام المركبات بشكل كبير.

جريدة الوطن

___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً