هزة بقوة 3.8 درجة تعيد «القلق» في «العيص»... وأمير «تبوك» يُطَمْئِن أهالي «أملج»
الثلاثاء, 26 مايو 2009
- عاطف القاضي - أملج - فايز العنزي
أعادت قرية هدمة الصغيرة في مدينة العيص، أمس، بهزات أرضية محسوسة بلغت قوتها 3.8 درجة، ميزان القلق إلى الارتفاع، بعد انخفاضه خلال الأيام الثلاثة التي سبقته جراء الهدوء الذي ساد المنطقة لعدم تسجيل هزات محسوسة خلالها فيما استمرت حـال الطمأنينة على هدوئها السابق في منطقة تبوك، التي أكد أميرها فهد بن سلطان تواصل انخفاض عدد الهزات الأرضية وتباعدها.
وقال مدير المركز الإعلامي للقوة المـــرابطـــة من الدفاع المدني في العيص الرائد خالد المبارك لـ «الحياة» «إن هزات أرضية محســـوسة ضـــربـــت القـــرية».
في حين أوضح أمير تبوك «أن تقــــارير هيئة المساحة الجيولوجية جميعها مؤشرات تدل على انحسار الهزات الأرضية وانتهائها بإذن الله، مطمئناً الجميع على إخوانهم في محافظة أملج».
وعاد الحذر والقلق ليسود الموقف في المنطقة من جديد، حيث أجبرت الجهات الأمنية المرابطة هناك، بعد ظهر أمس، وبشكل مفاجئ أصحاب المحال التجارية على إقفال محالهم، وحذرت الموجودين في مدينة العيص من البقاء فيها، وأجلتهم بالقوة برفقة الدوريات الأمنية، كما تناقل النازحون أحاديث متضاربة عن انتشار رائحة غازات منبعثة من أحد الجبال البركانية في سماء المدينة.
وحظرت إدارة الدفاع المدني المرابطة في العيص دخولها، وعززت منافذها بالمزيد من الدوريات الأمنية في حال تأهب ومراقبة لعابري الطريق. وأضاف الرائد المبارك «إن بعض الأهالي يعودون إلى منازلهم بعد عملية الإخلاء بمجرد هدوء الوضع الزلزالي مباشرة، غير مبالين بالتحذيرات».
وأوضح أن فرقــــاً جيولوجيـــــة اختصـــــــاصيـة فـــي المخــــــاطــــر الجــيـــولــــوجية والبـــيئـــية، و10ضباط اختصاصيين في العلوم الجيولوجية، باشروا رصد التشققات والتصدعات التي حدثت في حرة الشاقة، والمصاحبة للنشاط الزلزالي، إضافة إلى التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة والقياسات الحرارية.
وأكد أن الفرق تتابع باهتمام بالغ الارتفاع الملحوظ في تركيز غــاز الرادون، ولا تزال الهيئة تواصل رحــلاتها الجوية الاستكشافية فوق الحرة، للوقوف على الوضع.
فيما كشف رئيس المركز الوطني للزلازل الدكتور هاني زهران خلال جولة مع فريق اختصاصي في العيـــص أمــس، أن الخطر البركاني مداه 40 كيلومتراً، وإما أن يكون على شكل دائري أو بيضاوي، ويكون شمالياً جنوبياً أو العكس، مشدداً على ضرورة استــعداد الأجهـــزة المعنية المساندة لحدوث هزات أرضية تتجاوز ست درجات على مقياس ريختر.
وفي غضون ذلك، أكد أمير تبوك «أن سكان أملج مؤمنون ومطمئنون ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي طوال الأيام الماضية، سواء في منازلهم أو أماكن وجودهم في الأسواق والشوارع والمحال التجارية. وكنت بينهم الأسبوع الماضي».
وأوضح أن ما اتخذ من احتياطات احترازية بمشاركة جميع الجهات الحكومية، يأتي حرصاً من ولاة الأمر لمواجهة أي حادثة، مشيراً إلى تهيئة أكثر من 24 مخيمــاً في محافظة أملج، إضافة إلى المخيمــات التي هيئــت شمـــال وجنــوب المحافظة، وفي مــــراكز الـــرويضات لتكون مخيمـــات ومـــراكـــز إخـلاء موقتة.
وأضاف أمير تبوك «إن الدولة حريصـــة علــى سلامة المواطنين في البــادية والحــاضرة في محـــافظـــة أملج ومراكزها وهجرها، وتأمين حيـــاة كـــريمة لهم داخل المخيمات التي أنشئت، أو بإيجاد شقق سكنية وعمائر مجهزة في مدن المنطقة ومحافظاتها»، موضحاً أن الأجهـــزة المعنية لم تسجل أي غــــازات فـــي الجــــو، أو إشعـــاعات خطــــرة، كمــــا أن المياه في الآبار لم تصب بأي تلوث.
وحــــــذر مــــن تــــــداول الشـــائعات بيــن النــــاس، مشــــدداً علـــى ضــــرورة استسقاء الأخبار مــــن الجهــات المخـولــة بـــذلــــك.
وكــانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة كشفت أمــس عـــن وجـــود تــرتيبات لخطة طوارئ يتـــم تطبيقها في حال ثورة أحد جبال البــراكين الواقعة في منطقـــة العيـــص، كما جرى أمس إنقاذ عــامـل بعد سقوطــه فــي أحد الشقـــوق بشمـــال العيـــص، ونقــل إلى مستشفى ينبع العام لتلقي العلاج.
وفي سياق متصل، شهدت محافظــة ينبــع أمس تقلبات مناخيه وأجواء غير مستقرة، وتدنياً لمدى الرؤيه إلى أقل من 300 متر.
وقال مصدر في الأرصاد «إن الوضع سيستمر حتى نهاية الأسبوع في تقلبات مفاجئة، مع رياح تثير الغبار»، فيما أهابت إدارة الدفاع المدني بسائقي السيارات والمسافرين وهواة الرحلات البرية والبحرية بأخذ الحـــذر عنــد الخــروج، نظراً لتدني الرؤية