هذا زَمَانُكَ يا لُكَعْ فارْتَعْ فَحَسْبُكَ مَنْ رَتَعْ
هذا زَمَانُكَ فانْطَلِقْ فِي خِفَّةٍ نَحْوَ المُتَعْ
واسْرَحْ كَمَا تَهْوَى بِهَا فَلَدَيْكَ حَتْمًا مُتَّسَعْ
واغْنَمْ مِن اللَّذَّاتِ لا تَتْرُكْ مَجَالاً أَوْ تَدَعْ
إِنّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ما قَدْ قِيلَ يَوْمًا قَدْ وَقَعْ
كَمْ مِنْ بَغِيضٍ ناقِصٍ وَلْهانَ أَثْقَلَهُ الشَّبَعْ
كَمْ مِنْ لَئِيمٍ فاجِرٍ لاهٍ تَمَلَّكَهُ الفَزَعْ
ما سارَ فِي دَرْبِ الهُدَى أَو قالَ خَيْرًا أَوْ نَفَعْ
أَبْدَى البَشَاشَةَ كاذِبًا وَأَمَامَ شَهْوَتِهِ رَكَعْ
هَتَفَتْ لَهُ أَحْلامُهُ فَهَفَا إِلَيْها واسْتَمَعْ
مُتَهَتِّكٌ مُسْتهْتِرٌ لا دِينَ فِيهِ وَلا وَرَعْ
يُرْضِيكَ مِنْهُ بِمَنْطِقٍ وَكَلاَمِ زَيْفٍ مُصْطَنَعْ
أَعْطَوْهُ سُدَّةَ مَنْصِبٍ مِنْ أَجْلِها كَمْ ذَا خَضَعْ
مِنْ شارِعٍ جاؤُوا بِهِ أَوْ مِنْ حُثَالَةِ مُجْتَمَعْ
وأَخُو المُرُوءَةِ ضائِعٌ إِنْ قالَ قَوْلاً لَمْ يُطَعْ
مُسْتَصْغَرٌ وَمُشَرَّدٌ حَيْرانَ أَرَّقَهُ الفَزَعْ
مُتَأَلِّمٌ مُتَوَاضِعٌ رَضِيَ البَسَاطَةَ واقْتَنَعْ
دُنْياكَ كَمْ نَجْمٌ خَبَا فِيها وَكَمْ حَجَرٌ لَمَعْ
يَكْفِيكَ مِنْ فَتَكَاتِها وخداعِها هذي البِدَعْ
غَرَّارَةٌ خَدَّاعَةٌ وَجَمِيعُنَا فِيها خُدَعْ
فاحْذَرْ وُقِيتَ لَهِيبَهَا لا يَشْغَلَنْكَ بِهَا وَلَعْ
خُذْها وَصِيَّةَ ناصِحِ دَوْمًا وَحَاذِرْ أَنْ تَقَعْ
هِيَ مِنْ عَظِيمِ تَجَارِبِي أَوْ ما حَفِظْتُ مِن اللُّمَعْ
لا تَجْرِ فِي دُنْيا الهَوَى فَتَكُونَ - بَعْدُ - بِمُنْقَطَعْ
أَوْ تَطْمَعَنَّ بِمَغْنَمٍ "ما الذُّلُّ إِلاّ فِي الطَّمَعْ"
وارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُرَى بَيْنَ الخَلاَئِقِ ذا جَشَعْ
لِلشّافِعِيِّ نَصِيحَةٌ مِنْها اللَّبِيبُ قَد انْتَفَعْ
"ما طارَ طَيْرٌ وارْتَفَعْ إِلاّ كَمَا طارَ وَقَعْ"
كَلاّ وَمَا مِنْ زارِعٍ إِلاّ سَيَحْصُدُ ما زَرَعْ