01-06-2009, 08:54 AM
|
#235
|
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
مواطنون يتحدثون عن معاناتهم رغبة في تجاوز الأخطاء مستقبلاً
«زلزال العيص» يكشف عن ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية في إدارة الأزمة
عدد من المواطنين في قرية البديع يتحدثون ل «الرياض» عن معاناتهم
العيص-تحقيق حامد السليمان
هدأت الزلازل التي ضربت العيص والقرى المجاورة لها والتي وصلت كذلك إلى محافظات العلا واملج، وقلت درجة الخطر في بركان «جبل أبو نار» وحرة الشاقة، كما قلت الخطورة التي كانت عليها المنطقة في الأسبوعين الماضيين.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات الأمنية والخدمية والجيولوجية والبيئية في سبيل الحفاظ على سلامة المواطنين، إلا ان الأزمة كشفت من جانب آخر ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية في الميدان، كما أن هناك بعض الأخطاء من وجهة نظر المواطنين ويأملون في تلافيها في أوقات الأزمات، داعين إلى ضرورة وجود إدارة أو هيئة مختصة لإدارة الأزمات، فمثلاً هناك قرى تم إجلاء سكانها بالكامل، بينما القرية التي تجاورها ولا تبعد عنها سوى 5 كلم لم يتم إجلاؤها أو إقامة مخيمات إيواء أو توعية سكانها بالخطر، أو حتى توزيع خيام على سكانها ليخرجوا من منازلهم تجنباً لأخطار الهزات الأرضية، كما تم إخلاء مواطنين من قرى وتم منحهم إسكان في المدينة المنورة من قبل الدفاع المدني، بينما طالبت جهات عملهم من الموظفين في هذه القرى مباشرة العمل في ينبع كونهم يتبعون لها إدارياً، وأكدت عليهم إن غياب اليوم سيكون بيومين، كذلك تم إخلاء قرى كاملة من قبل الدفاع المدني ولم يتم تأمين الحماية الأمنية لمنازلهم من قبل الدوريات الأمنية، إضافة إلى عدم متابعة المواطنين في المخيمات وفوضى تنظيم العوائل، ولم يقتصر على المواطنين، بل وصل إلى الإعلاميين وخاصة في الأيام الأولى، وكانت هناك أخطاء ومضايقات تجاه الإعلاميين.
مشكلة مواقع مخيمات الإيواء
في البداية يقول المواطن سعد سعيد السناني من سكان قرية البديع، إنه رغم قرب قرية البديع من "جبل أبو نار" وخطورة الهزات الأرضية على القرية، إلاّ أنه لم يتم إقامة مخيم إيواء قرب القرية، بل تم إقامة مخيم إيواء في الفقعلي التي تبعد عن البديع 100 كيلومتر، وبكل أسف المخيم لم يكن يستوعب سكان العيص وقراها وليلة الزلزال الكبير "يوم الثلاثاء" لم يجد الكثير أي مكان في مخيم الإيواء، وكان يفترض إقامة أكثر من مخيم إيواء، منها مخيم لسكان العيص فقط ومخيم للقرى التي تقع جنوب العيص في الفقعلي ومخيم للقرى التي تقع شمال العيص مثل القراصة والبديع والميرمية،ويكون شمال البديع بعيدا عن الخطر ثم يتم نقلنا إلى المدينة المنورة.
قرى مهملة ومواطنون يستغيثون!!
أما سكان القرى الجنوبية التابعة لمحافظة العلا وهي قرى الجديدة والضليعة والسليلة التي تقع على مقربة من العيص وتقع على بعد 5 كلم مقابل قرى تم إخلاؤها تتبع محافظة ينبع، بينما هم لم يتم إخلاؤهم أو إقامة مخيمات إيواء لهم أو حتى توعيتهم بخطر الزلزال على حد قولهم.
وقال حميد حضيري البلوي من سكان قرية الضليعة إننا شعرنا بجميع هزات الزلزال التي حدثت، ونحن نستغرب هذا التجاهل لنا في قرى العلا، والعجيب إن قرية الميرمية التي لا يفصلنا عنها سوى وادي الحمض والتي تبعد عنا 5 كيلومترات فقط تم إخلاء سكانها تماما خوفا عليهم من البركان، أما نحن فلم يحدث ذلك ولم يخبرنا احد عن الخطر القريب منا، وطالبنا إقامة مخيم إيواء قريب منا ولم يستجب لنا احد، كما طالبنا توزيع خيام علينا لكي ننام فيها خارج المنازل خوفا من خطر الزلزال ولكن لم يستجب لنا احد، وحتى المركز الصحي هنا لم يتم تدعيمه لمواجهة الخطر لو حدث ذلك لا سمح الله.
واستغرب المواطن سعد عبد الله البلوي عدم الاهتمام بقرى الضليعة والسليلة، حيث لا يفصلها عن القرى التي تم إخلاؤها سوى 5 كيلومترات، وتبعد عن العيص 60 كيلومتراً، مشيراً إلى أن الأهالي شعروا بالزلازل ورغم ذلك تم تجاهلنا بكل أسف!!.
أما المواطن عيد حضيرى البلوي، فيقول: المشكلة ليست في الإمكانات وإنما في كيفية إدارة هذه الإمكانات والتنسيق بين الجهات المعنية لإدارة الأزمة بشكل صحيح، فنحن لا يوجد لدينا شك في أن هناك تفرقة بين أبناء محافظة وأخرى، ولكن هناك قصوراً من بعض الجهات في المنطقة، ونحن في قرى العلا لا نبعد عن الخطر، بل نقع في دائرة الخطر وشعرنا بالكثير من هزات الزلزال، ونصدم عندما نشاهد قرى أمامنا تتبع محافظة ينبع لا يفصلنا عنها سوى وادي الحمض يتم إخلاؤها بالكامل، أما نحن فلم يقدموا لنا أي مساعدات، بل لم يقوموا بتوعيتنا كيف نتعامل مع الخطر؟.
حماية المنازل مفقودة!
أما المواطن سالم جبر الجهني فقد أكد على انه كان يفترض بعد أن تم إخلاء قرى العيص من السكان كان يتوجب تكثيف الدوريات الأمنية لحماية المنازل والممتلكات، ولكن مع الأسف لم يكن هناك تنسيق بين الدفاع المدني والشرطة، وقال: كنا نتصل نحن على الدوريات الأمنية من اجل حضورهم لحماية قرية البديع ولكن لم تتواجد دوريات أمنية في قرية البديع.
أخطاء في توزيع المساعدات!
وأما المواطن عبدالله عبدالرحمن الجهني فيقول حقيقة إننا سعدنا بالاهتمام الكبير من حكومتنا الرشيدة ومن الجهات الخيرية في بلادنا، ولكن وجدنا إن الحكومة توزع مساعدات والجهات الخيرية في منطقة المدينة المنورة توزع مساعدات، ومواطنون يحصلون على المساعدات من الحكومة ومن الجهات الخيرية معاً، ومواطنون آخرون لا يجدون مساعدات لا من الحكومة أو الجهات الخيرية، حيث تكون هذه المساعدات قد نفدت.أما المواطن سالم سعود الجهني فيقول لقد سعدنا بخبر توزيع مساعدات مالية عاجلة للمتضررين في العيص وقراها، ولكن مع الأسف أصبحنا ندور حول أنفسنا فكل جهة تحولنا على الجهة الأخرى وكل جهة تقول لم يصلنا شيء حتى الآن، ولا نعلم هل سيتم صرف مساعدات أم لا.
تنسيق نقل المواطنين غائب
أما المواطن عتيق الله بخيت الجهني فيقول مع الأسف هناك أخطاء في مخيم الإيواء وقصور في المتابعة، ويقول: بعد أن تم ترحيل سكان قرية هدمه والقراصة مساء "الثلاثاء الكبير" تم ترحيل أبي وإخواني في الباص واركبهم احد أقاربي بنفسه بالباص بطلب من الدفاع المدني، وتم تسجيل أسمائهم بالكشف الرسمي واخبروني بذلك، وعندما وصلوا إلى مخيم الإيواء في الفقعلي حضر أخي الآخر وأخذهم من المخيم وأوصلهم إلى منزله في ينبع والدفاع المدني لا يعلم، وعندما وصلت إلى مخيم الإيواء في الفقعلي سألت عن أبي وأخواتي فاخبروني أنهم في المخيم، وبحثت عنهم فلم أجدهم وعدت إلى المسؤولين وطلبت إحضار أبي، وبحثوا في كل مكان ولم يجدوهم، وبعد فترة اتصلت بأخي وأخبرني إن أبي في منزله، وعدت إلى المسؤولين في المخيم وقلت لهم كيف يخرج أحد من المخيم دون علمكم وأنتم استلمتموه بمحضر رسمي من أجل توفير السكن له؟، وقال الجهني يفترض أن تكون هناك رقابة خاصة إن في المخيم الكثير من العوائل، ويجب أن يسجل اسم كل من يرغب في أخذ أقاربه من المخيم ليسكنهم عنده، ويوقع على ذلك ويكون بعلم الدفاع المدني.
إدارة التعليم لم تنجح!
يقول المواطن جابر سعيد السناني وهو من سكان البديع والتي تبعد عن العيص 40 كيلومتراً انه يعمل معلماً في قرية المربع التي تبعد عن البديع 10 كلم، ويسكن في قرية البديع وزوجته تعمل معلمة في قرية البديع، مشيراً إلى أنه تم إخلاء قرية البديع بأمر الدفاع المدني وتم منحنا سكناً في المدينة المنورة، وذهبت وأوصلت أبنائي وزوجتي إلى المدينة المنورة ولم نستقر في المدينة المنورة، حتى طلبت إدارة تعليم البنات في ينبع من زوجتي أن تباشر في مقر إدارة تعليم ينبع وأخبرتهم زوجتي انه تم إسكاننا في المدينة المنورة، ولكنهم رفضوا أن يتفهموا ذلك.
ويضيف أما أنا فلم يتم إخلاء قرية المربع، ومطلوب مني أن أداوم في قرية المربع واستغرب كيف يريدونني أن أدوام في المربع واترك زوجتي وأبنائي في المدينة المنورة؟، ثم كيف يمنحونا سكناً في المدينة المنورة ويطلبوا من زوجتي أن تباشر في ينبع؟.
ويشاركه في القضية نفسها المواطن طلال بن عايد السناني، وقال: أنه تم إخلاؤنا من قرية البديع، وتم منحنا سكناً من قبل الدفاع المدني في شقة مفروشة في المدينة المنورة وهذا جميل، لكن المؤسف إن إدارة تعليم البنات في ينبع طلبت من زوجتي والتي تعمل معلمة في البديع بان عليها أن تداوم في إدارة تعليم ينبع، حيث إن البديع تتبع إدارة التعليم في ينبع وأخبرتهم انه تم منحها سكناً في المدينة المنورة، ولكنهم اخبروها أن عليها أن تباشر في تعلم ينبع وان غياب اليوم سيكون بيومين.
أما المواطن عبد الله الجهني من سكان الميرمية فيقول تم إخلاء سكان الميرمية من قبل الدفاع المدني، وتم منحنا سكناً في المدينة المنورة، وفوجئنا بطلب من إدارة التعليم بأنه يتوجب على المعلمين والطلاب العودة للمدرسة، بحجة عدم وجود خطر حالياً، وأما الدفاع المدني فيقول الوضع خطر على سكان الميرمية، مشيراً إلى أنه شيء محزن ألا يوجد أي تعاون بين إدارة التعليم والدفاع المدني!!.
القصور مع الإعلاميين
رغم الدور الكبير الذي بذله الإعلاميون وتكبدهم المصاعب وبقائهم في العيص قرابة الشهر قرب الخطر لكي ينقلوا للجمهور صورة عن الوضع هناك، إلا أنهم عانوا كثيرا خاصة في الأيام الأولى، فعلى سبيل المثال تعرض أحد الإعلاميين لسحب الكاميرا، وتم حذف الصور التي التقطها لعدد من كبار السن وهم يبكون بعد الهزة القوية التي تعرضت لها العيص "يوم الثلاثاء"، حيث كانوا يبكون بسبب عدم وجود سكن لهم في مخيم الإيواء، وبكل أسف قام احد أفراد الدفاع المدني بسحب الكاميرا وحذف كل الصور ومنها صور مؤثرة لكبار السن والأطفال وهم يبكون جراء عدم وجود سكن لهم تلك الليلة، وحذف جهد يوم كامل من الصباح إلى المساء ب"ضغطة زر" دون أي مبالاة لجهد الصحفي الذي ترك أهله وزوجته وأبناءه وبقي في قرية العيص لينقل لنا صورة عن الوضع هناك، وأيضا تم منع صحفي آخر من التغطية الصحفية بحجة انه مكتوب في بطاقته الصحفية (محرر متعاون)، وذلك من قبل ضابط كبير، وبعد نقاش طويل تم إقناع هذا الضابط أن أغلب الصحفيين متعاونون بسبب عملهم في عمل حكومي آخر وليسوا متفرغين كلياً للصحافة، وصحفي آخر كاد أن يمنع من التغطية بحجة انتهاء بطاقته الصحفية ولم يشفع له سوى اتصال من مسؤول كبير في الموقع يعرف هذا الصحفي!!.

|
|
|
|
|
___________________________
|
|
|