عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2009, 01:53 PM   #239
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

سمعنا جميعا بان نارا قد ظهرت ليلة زلزال يوم الثلاثاء 24/5/1430 هـ من البحر , وقد فسر بعض المرجفون الأمر على انه نار قد خرجت من البحر وان البركان غير مجراه ليكون بشكل أفقي وخرج قبالة جبل حسان , والأمر كله لا يتعدى شرارة من محول بجهد 33 الف فولت على الخط المغذي لقرية الشبعان والحسي والنباه , ونتيجة لتولد شرارة قوية مع وجود سحب كثيفة من الضباب ساعد في انعكاس الضوء وانتشاره بشكل أكبر , مما فسر على انه نار من البحر .
وكيف للنار ان تخرج من الماء ؟؟؟ وعمق البحر حول جبل حسان يتراوح بين 20 الى 50 متر

وهذا الأمر ما كان يعنينا بدرجة الأقوال المؤكدة من أكثر من شخص بان أمرا قد حدث في وادي مرخ ومنطقة قرى (شرق مرخ ) ولكي نعرف الحقيقة قمنا برحلة لوادي مرخ ومنطقة قرى , لمقابلة شخص اتفق الجميع على انه قد رأي دخانا ابيض في منطقة الرويكبة و وهذا الشخص محل ثقة الجميع , وأسمه عيد بن ثابت بن راشد المرواني ,

بدأنا الرحلة يوم الاثنين 1/6/1430 هـ , بعد صلاة الفجر وبعد أن أكملنا تجهيزاتنا انطلقنا باتجاه وادي مرخ , وفي بداية الوادي مررنا على قرية فشيغ ,

منظر عام لقرية فشيغ



وهي صغيرة جدا وتوجد بها مدرسة ابتدائية للبنين والبنات ومركز صحي , وبعض البيوت ومحطة بنزين , القرية كانت خاوية تماما من السكان , نتيجة لطلب الدفاع المدني من الناس إخلاء القرية وبعض الساكنين حولها ,

مدرسة فشيغ كما بدت ذلك اليوم




بعد ذلك ذهبنا باتجاه الشرق ومررنا على قرية مرخ , وهذه يوجد بها مركز للإمارة ومدرسة ابتدائية للبنين وبعض البيوت ,
وبها بئر ماء تسمى بئر سعد بن غنيم , وهي مورد لبعض أهالي مرخ والحايل العليا ومن يسكنون في أطراف قرى .
في بداية قرى وجدنا شخص على الطريق وكان أسمه حامد بن حمدان المرواني , وسألته عما شاهده تلك الليلة وسمعه فاخبرنا بكل التفاصيل , وقد ذهبنا من عنده وهو غير راض عنا لأننا لم نذهب معه إلى البيت .

وبعد حامد بما يقارب الخمسة كيلومتر ,

حلا في الطريق , مقابل لمنطقة البغيث ويبدو جبل عاصمة في الخلف




اتجهنا إلى احد البيوت لنسأله عن مشاهداته ليلة الزلزال ,






وكان هذا البيت لشخص أسمه ناجي بن وصيوص المرواني ,



فاستقبلنا بما هو معهود عن البدو من حفاوة وترحيب , وبعد تناول القهوة احضر طعام الإفطار وكان قرص من القمح (عبود) يخبز ويوضع في الجمر وقد احضره وقد وضع عليه السمن والحليب , وقد أخذنا منه أكثر من حاجتنا لحسن صناعته ولذته ,

وقد كانت رواية حامد وناجي متطابقة , وهي أنهم شعروا بهزة عنيفة بعد صلاة المغرب ولكن الهزة الأعنف كانت قبل صلاة العشاء فقد شعروا بخوف شديد فكل الأشياء الثابتة كانت تتحرك بقوة ولا يمكن للرجل الثبات على الأرض , بيوتهم عبارة عن خيام وبيوت شعر ورغم هذا كان البيت يهتز بقوة بأعمدته , وحركة الإبل والغنم بعد الهزة كانت ملاحظة ,

وبعد أن هدأت الأمور , فكروا بترك الوادي خاصة أن ناجي يسكن على طرف اللابة الخارجة من حرة الشاقة باتجاه مرخ ,ولكنهم عدلوا عن رأيهم , وعند الساعة الحادية عشر ونصف أتت هزة جديدة ولكنها كانت خفيفة مقارنة بالتي سبقتها ,

ولكن الفرق هذه المرة مشاهدتهم لشهب نارية تخرج بسرعة من باطن الأرض من عدة أماكن من حرة الشاقة, وعلى حد وصفهم أشبه بالألعاب النارية التي يلعب بها الأطفال , وكانت سريعة جدا ولم تستغرق ثواني .
وبعدها آتت سحابة من الغرب وكانت كثيفة جدا وكانوا يشمون رائحة البحر فيها , وبعدها شعروا ببرودة شديدة لم يعهدوها في هذا المكان , واستمر الهدوء والترقب والحذر حتى الصباح .

بعد ناجي انطلقنا باتجاه صديق عزيز اسمه هليل بن عودة المرواني لنسأله عن منزل عيد بن ثابت , وعند الحلا (جبل بركاني )






وجدنا عمال من شركة مصنع اسمنت ينبع يقومون بتحميل الرماد البركاني إلى مصنع ينبع لاستخدامه في صناعة الاسمنت ,



وكانوا ثلاثة , واحد يماني واثنان باكستانين ,












وكان الخوف مشاهد بأعينهم فهم بجوار الجبال البركانية وقريبين من مركز الهزة ويقولون أنهم شعروا بالهزة الأولى وخرجوا من بيوتهم الجاهزة إلى العراء وجلسوا حتى أتت الهزة الثانية وهي الأعنف وكانت هناك أصوات دوي عالية وسط الجبال تبعث الخوف في قلب أشجع الرجال , وتساقط للصخور من أماكن متفرقة , وعن النار قالوا أنهم لم يشاهدوا شيئا لأن الجبال تحجبهم عن مشاهدة الحرة , وعند سؤالهم عن تصرف الحيوانات أفادوا أنهم لاحظوا تجمع الكلاب قبل الهزة بوقت قصير في مكان واحد والنباح بقوة , واخبرونا أنهم منذ وقت طويل وهم يشعرون بهزات وبعض الأصوات في هذا المكان .

بعد توديعهم انطلقنا باتجاه منزل هليل , وبعد القهوة استأذناه في الذهاب لعيد بن ثابت فلم يوافق إلا بشرط العودة وتناول الغداء , فوافقناه ,

وفي الطريق للمرامية وعند بداية وادي الخميلة رأينا طائرة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية تهبط بجوار أحد الآبار ,





اثنان من هيئة المساحة وهما سعوديان



وبعد مقابلتهم والاستفسار منهم عن الوضع الراهن اخبرونا أنهم يودون اخذ عينة من ماء البئر لفحصها , وان صاحب البئر سوف يأتي الآن لتشغيل ماكينة سحب المياه وأسمه عيد بن ثابت , وذلك ما كنا نبغي .
أتى عيد مع احد أبنائه ولم تفلح محاولة تشغيل الماكينة عن طريق البطارية وتم تشغيلها بالطريقة اليدوية ,






وبعد اخذ العينة غادر فريق الهيئة باتجاه العيص .







وحول مشاهدات عيد بن ثابت بن راشد المرواني في ذلك اليوم أفاد :




انه في صباح يوم الثلاثاء كان مع إحدى بناته في منطقة الرويكبة , الواقعة خلف الحلا الذي تأخذ منه شركة الاسمنت ,
وسمع صوتا عاليا وبعدها رأي دخانا ابيض ينتشر من مكان الصوت , فذهب إلى المرامية وقام بتبليغ الإمارة , وعند سؤاله عن الدخان قال بأنه أبيض وقد خرج من الأرض باتجاه السماء , وعند سؤاله ماذا لو كان هذا الدخان نتيجة لسقوط الصخور الضخمة في منطقة الصوت أجاب من الممكن جدا أن يكون غبار تلك الصخور , ولكن لحظتها لم أتبين ذلك بسبب كثرة ما نسمع من الناس عن بعض الغازات الخطيرة , فوقتها لم أكن أفكر إلا في سلامتي إنا وابنتي وكان همي ترك ذلك المكان , رغم أن الأغنام كانت ترعى ولم تصاب بأي سوء .

إذاًمن المحتمل جدا أن ما رآه عيد هو غبار نتيجة لسقوط الصخور الكبيرة , وربما دخان ابيض , ويبقى الفيصل تقرير الدفاع المدني .

وعما شاهده ليلة الزلزال , أجاب بان الأرض كانت تتحرك تحت أقدامنا وان السيارة كانت واقفة وكانت تتحرك من شدة اهتزاز الأرض , الأمر الذي دعاني لأخذ أطفالي والذهاب بهم إلى منطقة الخميلة , وللمعلومة فإن بيت عيد كان على بعد 9 كم من مركز الهزة .

أما النار فلم يشاهدها لوجود جبل شاهق بينه وبين حرة المقراة (الجزء الشمالي من حرة الشاقة ).



بعد اخذ أقوال عيد رجعنا إلى هليل بن عودة المرواني

هليل وتبدو في الدائرة التصدعات الصخرية في الجبل القريب من منزل جاره عيد بن ثابت




صورة مقربة لتلك الصدوع



ويسكن هليل بالقرب من عيد وكان موجودا ليلة الهزة , وكانت أقواله متطابقة مع أقوال عيد ولم يشاهد نارا لوجود نفس الجبل بينه وبين الحرة , ولكن هليل لم يبرح مكانه لان أطفاله كانوا في المرامية . ولا يوجد من يقلق عليه .

وقبل الغداء أتى دخيل بن مبارك المرواني (يمين الصورة ) و عيد بن عطا لله العنمي






واخبرونا بنفس الرواية عن تلك الليلة ولكنهما شاهدا النار لسكنهما في منطقة البغيث المقابلة لجبل عاصمة والحلا المعروف باسم ظبار .

حلا ظبار بجوار جبل عاصمة




وعند مقابلة الدكتور عبدالله العمري يوم الأربعاء 3/6/1430هـ

رابط الرحلة مع الدكتور العمري


سألناه عن النار فقال إنها عبارة عن تصادم للصخور العملاقة وهذه الصخور تحتوي على كمية كبيرة من الحديد وعند الاصطدام يتولد الشرار الذي شاهده البعض , وهذا دليل على انه لم يكن انفجار بركاني و فلو كان انفجارا بركانيا لاستمر ساعات وربما أيام .



صورة طريفة من البر وغير حضارية







إعداد وتصوير / مروان محمد عايد المرواني
زميل الرحلة / برهان صالح اوردجان

منتديات أملج



___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً