رفع الحظر عن العريفي وعودته الى التلفزيون السعودي
"السياسي"- بندر السليمان
6/8/2009 9:09:00 AM GMT
رفع الحظر عن العريفي وعودته الى التلفزيون السعودي
قبل ما يقارب الشهرين نشرت "السياسي" تقريرا مفصلا بعنوان "التلفزيون السعودي يرفع الحظر عن العريفي واستمرار منع تركي الحمد".. وتضمن التقرير معلومات خاصة حصلت عليها "السياسي" من مصادر مؤكدة تفيد برفع الحظر عن الداعية العريفي.
في صحيفة "الوطن" السعودية، صرح العريفي بصدق أخبار "السياسي" وأعلن بالفعل أن الحظر رفع عنه، وبأنه سيعود الى التلفزيون في شهر رمضان القادم.
وتأتي عودة هذا الداعية الشاب الى التلفزيون السعودي بعد انقطاع طويل عن شاشته؛ بسبب وضع وزير الإعلام السابق إياد مدني اسمَ العريفي في قائمة الأسماء المحظورة من الظهور على شاشات التلفزيونات السعودية الرسمية. مما اضطر العريفي إلى الظهور بعدد واسع من القنوات مثل الـ lbc التي قدم فيها عددا من البرامج الوعظية، وكانت آخر المحطات التي استقطبته هي محطة تلفزيون قطر الرسمية.
ومنع الوزير مدني العريفي من الظهور بسبب اعتباره واحدا من الأسماء الوعظية المتشددة التي تقوم بترويج الأفكار المتطرفة بأسلوب شبابي؛ الأمر الذي يتعارض مع توجهات مدني الداعية إلى إسلام معتدل. وفي عهد مدني برزت مجموعة من الأسماء الدينية الوسطية ( تم اتهامها بالترويج للفكر الصوفي) ولكنها اختفت الآن بعد خروجه، ومع عودة الخطاب المتصلب الى السيطرة من جديد على التلفزيون السعودي.
العريفي يعود الى التلفزيون بعد عودة الداعية محمد المنجد، الذي ظهر قبل مدة على شاشة التلفزيون السعودي، الأمر الذي أثار ضجة في الأوساط الثقافية والإعلامية (بحسب تقرير نشرته السياسي في حينها) بسبب اعتبار المنجد واحدا من الأسماء المتشددة التي لا يجوز أن تظهر على تلفزيون حكومي، إضافة إلى الفتوى المثيرة التي أجاز فيها قتل الفأر الكارتوني "ميكي ماوس" وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية.
ولكن الوزير الجديد خوجة، قام بشطب اسم العريفي من قائمة الممنوعين من الظهور على شاشة التلفزيون السعودي، كما أطلق خوجة يد الشخصيات الإسلامية التي توصف بالمتصلبة إلى كافة القنوات الرسمية التي باتت فيها البرامج الدينية تحتل مساحة واسعة من العرض.
ونجحت القوى المتشددة من العودة بقوة إلى التلفزيونات الرسمية بشكل غير متوقع، منهية بذلك فترة مؤقتة من الاندحار التي مرت بها خلال المرحلة الماضية التي أعقبت أزمة الإرهاب التي ضربت السعودية.
وعاد عدد من البرامج الدينية الى الظهور على التلفزيونات السعودية بشكل واضح جدا وسريع، وذلك بموافقة من وزير الإعلام السعودي خوجة الذي يبدو أنه يبارك هذه السيطرة الدينية من جديد على الإعلام التلفزيوني المحلي.
وخابت توقعات المنتمين الى الوسط الثقافي من كون أحد الوزراء المثقفين مثل خوجة، يتنازل بسهولة لضغوط القوى المتشددة "ويعيد إلى التلفزيون وجوها عرفت بالتزمت البغيض، في الوقت الذي اعتقد الجميع أن هذه الوجوه أصبحت من الماضي".. كما قال أحد المعلقين لـ"السياسي".
ويضيف:"خوجة لا يعارض بذلك الوضع العالمي الداعي الى التقارب وحوار الأديان. بل يعارض كذلك السياق السعودي المحلي الذي يدعو إلى إسلام معتدل ومتسامح يحتضن الجميع ولا يثير الشقاق".
من الغريب أن وزير الإعلام يبعث برسائل مختلطة إلى جهات متعددة، ففي الوقت الذي يعتذر لبعض المثقفين من مضايقات تعرضوا لها من قبل رجال الهيئة، ويجتمع مع الإعلاميين ويؤكد لهم سعيه إلى التطوير ونشر الثقافة الواعية، يبعث برسالة أخرى عندما يفتح أبواب المحطات التلفزيونية السعودية أمام أسماء عرفت بتعصبها.
من جهة أخرى، يحظى الوزير خوجة بإعجاب القوى الإسلامية التي تثني عليه كثيرا بسبب "إعادته الأمور إلى وضعها الطبيعي، كما كان في السابق، باستثناء مرحلة الوزير مدني السيئة التي تقلص فيها الحضور الديني".. كما يقول محمد البشري أحد المشرفين على المنتديات الإلكترونية الإسلامية