منتدى مقاطعة - عرض مشاركة واحدة - الأختلاط في جامعة الملك عبد الله ....مجموعة مقالات

**ايمن درجي** · 01-10-2009, 12:02 PM

نعم والله أقولها بصدق ! هل يُراد للعلم الأخضر أن يحترق ؟!

ولا عجب في إرادة كهذه فالتأريخ يشهد باحتراق دول كانت لا تغيب عنها الشمس , كما أن تأريخنا الإسلامي يشهد شهادة حق وعدل أنَّ دولاً بل أمماً عاشت قروناً مضت وانتهت وزالت بفعل أسباب لم يظن بها ذلك الأثر !
إنَّ من حق البيعة التي في أعناقنا , ومن لوازم ديننا , ومن حبنا لمهبط الوحي أن نصدح بالحق ونعلنه ونقول به ونرشد إليه ؛ لا نخاف في ذلك , وإنْ أوذينا في سبيله فالأنبياء قبلنا أدركهم ما أدركهم من البلاء, وصبروا على ما كذبوا حتى أتاهم نصر ربنا سبحانه , فالعاقبة للمتقين والله لا يصلح عمل المفسدين .

إنَّ من تأمل ما تمر به بلادنا من تجاوزات ممن أسند إليهم الإعلام المقروء يجد أنه تجاوز لم يسبق في تأريخ بلادنا مثله, تطاول مقيت وافتراء مبين واستعداء مريب لأولي الشأن وأصحاب الفضل وللدولة قبل ذلك في بعض القضايا مما ينذر بوقوع ما لا تحمد عقباه .

إحسان الظن مطلب واحتواء الآراء المختلفة مهم لكسب القلوب ووحدة الصف ؛ لكن أن تتحول المسألة إلى محاولة الإسقاط لرموز معينة أو مهاجمة لثوابت البلد ومخالفة الدستور فإن هذا مما ينبغي أن يُوقف .

نحن لا نتحدث هنا عن مخالفة للكتاب والسنة , إنما نتحدث عن مخالفة صريحة لأنظمة الدولة , ومحاولة بث الفرقة فيها وإشغالها بما لا ينفع , وهذا لم يغب عن أعين المسئولين فقد توَّعد النائب الثاني حفظه الله بقطع ألسنة هؤلاء – وأظنه قريباً بإذن الله – وتصريحه عن جريدة الوطن وقبل ذلك حديث خادم الحرمين الشريفين عن مخالفات الصحف وسمو ولي عهده عن الجريدة نفسها ؛ كل ذلك يدل على أنَّ هذه الأمور ليست بخافية على علمهم لكن شُغلوا بأمر أهم وثقتهم ورأيهم لا تغيره صحيفة فتظل أن هذه دولتهم والواجب عليهم الحفاظ عليها , ولعل في إمهالهم تبيينا لأمر أولئك فإنَّ الله إذا أراد لأمر السوء أن ينقطع أظهره وليميز الصادقين ويمحق الكاذبين ويزداد أهل الصدق ثباتاً ويقينا بموعود ربهم جل جلاله بأن لهم العاقبة .

ومع هذا فالتأريخ يحمل لنا العبر والنذر وسنة الله لا تتبدل ولا تتحول , وما أهون الخلق على الله إذا خالفوا أمره , وإن السد العظيم لينهار بحجر يسقط منه وإن الأوراق تسقط بتمايل الغصن واهتزازه , وإن البلاد يُراد لها العثرة ويطلب لها الزلة فهي المركز وعليها يدور رحى العالم الإسلامي اليوم .

وإن مما سمعنا به ومما طار به خبر العالم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ليؤكد بهذا أن الإسلام هو أساس الحضارات ومنبع الخير للبشرية والمنصف يعرف هذا .
إلا إنه ساء أهل الخير والمعرفة والعلم ما تسامع به الناس وما ذكره بعض مسؤولي الجامعة من كونها لا تفرق بين ذكر وأنثى , والقرآن فرَّق بينهما , وأنها تعد جيباً من جيوب أمريكا ونحن دولة لها تأريخها وتراثها وخصوصيتها ومتى ما كانت قيم الدولة لا تراعى ولا تلتزم فإن الدول لا تلقي لها بالاً لأنها ستظل تابعة لا متبوعة ولو سعت في استقطاب كل كفاءة على وجه الأرض !

وإن العاقل يتبصر في أمره وفيما يقدم عليه وينظر فيمن حوله , فهل رفع الاختلاط بدول الجوار منزلة أو أرغد لهم عيشاً ؟! بل زاد الهم وضاقت السبل .

إن من ميزات هذا البلد بل ومفاخره أن يعود العالم الأول كما يقال ليعترف بصدق ما هو عليه ويقتدي به ؛ فالعالم اليوم يعلن بأن الاختلاط شر محض تقول ليدي كوك - وهي كاتبة بريطانية احترمت قلمها وحرفها – على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا !
وليست قضية الاختلاط هي قضية مفصلية بل سبقها أحداث وقضايا لم تفلح فيها الجهود كما رسم لها والظن بآل سعود السير على نهج مؤسس البلاد واقتفاء أثر خير العباد وطاعة الملك الواحد القهار بمنع هذه الباب وقفل الفتنة وإن للتأريخ رجالاً يعرفون به وأسماء الرجال تكتب ولا تمحى وتذكر فلا تنسى إما بخير أو بشر والله حافظ دينه ومعل كلمته وناصر أحبابه .
ختاماً إنَّ ما نراه من سفاهة القوم لا تجعلنا نغلظ اللفظ أو نسيء الظن بولاة الأمر أو نخطئ الطريق فضلاً عن أن نسايرهم فيما يفعلون بل ينبغي علينا أن نطفئ نار الحرب التي أشعلوها وندفع بالفساد الذي نشروه بالحكمة وسيظل الضال عن منهج الله ضعيفاً وكيده لا يضر إن صبرنا واتقينا كما أخبر الله .

وسنظل ندافع عن العلم الأخضر بما فيه إيماناً ويقينا بما يحمله من شهادة حق وعدل .
-------
* وإن كانت هذه الهجمة ليست الأولى فالعلماء وطلبة العلم كثر الذيت تمت مهاجمتهم فالشيخ عبدالعزيز الفوزان والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ محمد صالح المنجد والشيخ سعد الشثري ولن يتوقف هؤلاء إلا بأخذ يد السفيه وتأديبه !
me7barh@hotmail.com

http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=9735