عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2009, 12:09 PM   #4
ايمن درجي
مقاطع متميز
 
الصورة الرمزية ايمن درجي
 
رقـم العضويــة: 1337
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: مكة المكرمة
المشـــاركـات: 1,820
Twitter

افتراضي نص العلامة الشثري في جامعة اللك عبدالله

جامعة الملك عبد الله يُرجى لها الخير ، وأنه إنما افتتحت من أجل مصلحة الأمة ومن أجل إعادة هذه الأمة إلى ما كانت عليه سابقاً من ريادتها للعالم في العلوم قاطبة ، والهدف الذي قامت عليه الجامعة وأنشئت له هدف نبيل ، وكل مسلم يسعى إليه ويرغب في أن يكون سبباً في علو درجته من هذه الأمة ، ورفعة هذه الأمة بين الأمم ، وأن تكون سبباً من أسباب علو هذه الأمة على غيرها من الأمم ، لذلك فإن الملك عبد الله يشكر على هذه الخطوة المباركة التي لعلها تكون من أسباب الخير ومن أسباب رفعة هذه الأمة ، لكن قد يكون هناك أشياء خفيّة أو تفاصيل غير موافق عليها من ولي الأمر ، وتكون قد خفيت عليه ، ولذلك فإن الوصية في هذا الأمر أن يكون هناك لجان شرعية في مثل هذه الجامعة لتفقد هذه العلوم والنظر فيها ، والنظر في ما خالف منها الشرع فإنه يبعد ، لأن ما خالف الشرع لا يكون صحيحا ولا صوابا ، ونحن ننظر إلى عدد من العلوم أدخل فيها نظريات وآراء شاذة غريبة ، ودُرّست في هذه العلوم ، مثل نظرية التطور والنشأة وغيرها من النظريات ، ولذلك فإن الوصية إيجاد لجان شرعية للنظر في هذه الأقسام وهذه الدراسات ، للنظر في مدى موافقتها للشرع وعدم مخالفتها لأحكامه ، وبذلك يحصل فوائد عظيمة ومن أول هذه الفوائد إرضاء رب العزة والجلال بجعل تدريس هذه العلوم غير مخالف للشرع ، ولعدم تمكين من لا يعرف أحكام الشرع من إدخال نظريات وآراء مخالفة للحق ومخالفة للصواب ومخالفة للشرع ، وثانيا أنه يحصل بذلك تحقيق المصالح فإن الشريعة جاءت بجلب المصالح ودرء المفاسد ، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو مفسدة وإبعاده من الأمور المرغب بها شرعا ، وكل أمر أمرت به الشريعة فإنه مصلحة للعباد وفيه تحقيق لما فيه الخير والسعادة ، ولذلك فالعمل بطريقة الشرع يترتب عليه تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، ثم الأمر الثالث أن وجود بعض المخالفات الجزئية قد يكون سببا من أسباب صد الناس عن الخير الكثير في المشاريع العظيمة ، ومثال هذا الثوب النظيف الناصع إذا وجدت فيه أدنى خطة قلم فإن الناس يتفادونه ولا يلبسونه ، وهكذا أيضا مثل المشاريع الطيبة ، ومما يتعلق بهذا ما ذكره الأخ أبو سالم من جهة الاختلاط فإن الاختلاط إذا نظر الإنسان فيه وجد من المفاسد الشيء الكثير ، فمن نظر في أحوال تلك الجامعات وتلك المدارس المختلطة وجد شرورا عظيمة فيها ، يدرؤها الله عز وجل عنا بتبني حكومة الملك عبد الله سياسة عدم الاختلاط في التعليم ، وإذا نظرنا في الجامعات المختلطة وجدنا من المفاسد الشيء الكثير ، فهناك تحرش جنسي فنجد أن بعض ضعاف النفوس يتحرشون بالنساء في المكاتب أو في قاعات الدراسة أو في المصاعد أو في الممرات ومثل هذا يؤثر على نفسيات النساء ويجعل الجامعة تبتعد عن هدفها الأساس ، ثم إن الاختلاط يؤدي إلى مفسدة أخرى بجعل الرجال ينظرون للنساء والنساء ينظرن إلى الرجال فتشتغل قلوبهم بذلك عن الهدف الأساسي الذي قدموا له وأنشئت الجامعات ودور التعليم له ألا وهو التعلم ، ثم إنه يترتب عليه أيضا مفاسد من اشتغال قلوب أولياء أمور الطالبات وأزواجهن وكذلك نساء الرجال ، عندما يذهب زوجها لجامعة مختلطة فإن المرأة تبقى متحيرة ونفسيتها مترددة وتشك بأي تصرف يقوم بها زوجها ، وبعد أن يفد إليها يريد الراحة والسكن يجدها مشتغلة القلب فلا تمكنه من مراده ، ويترتب على ذلك الشيء الكثير ، وقد يترتب عليه مفاسد طلاق ومفاسد نزاعات أسرية وخلافات وشقاق ، ثم أيضا من مفاسد الاختلاط ما يحصل من ابتزاز واستغلال حاجات الطلاب والطالبات ، ويحصل لهن ابتزاز بالهواتف وبأمور أقل من هذا ، فإذا كان أحد الجنسين يمسك أمرا مهما من أمور الجنس الآخر فإنه قد يبتزه ويجعله يقدم على أفعال لا يرغبها ولا يريدها ، وهذا مشاهد في بعض دور التعليم التي أنشئت على الاختلاط ، ثم يترتب على ذلك مسألة اغتصاب وجبر النساء على ما لا يردنه في مثل هذا الأمر ، ونحن نشاهد هذا في الكثير من الدول ، وإذا كانت المرأة العفيفة في بيتها قد أغلقت عليها أبوابها ولم تتكلم مع أحد ويقوم ضعاف النفوس بالقفز عليهن والاعتداء على شرفهن فكيف بالدور المختلطة ، ومن هنا فإن الاختلاط مفسدته عظيمة وشره كثير ، وأنا ما تحدثت بمثل هذا إلا من المحبة العظيمة لمقام خادم الحرمين الشريفين ، الذي له منزلة عالية بما قدمه للأمة من خدمات عظيمة جليلة شكرها كل مؤمن في مشارق الأرض ومغاربها ، وكذلك رغبت أن تكون هذه الأهداف السامية التي سعى إليها المقام الكريم محققةً على أعلى درجات التحفظ ، بحيث لا يكون هناك ما يخدش فيها ولا يكون فيها ما يكون مؤثرا على هذا الهدف العظيم ، ثم إن هذه الجامعة نريد أن تكون على أعلى الدرجات ، وأن تخدم الأمة ، وأن تحقق الأهداف العظيمة التي سعي إليها بتأسيس هذه الجامعة ، ورغبة في قيام الجامعة لهذه الأهداف النبيلة العظيمة ، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذه الجامعة ويجعلها من أسباب الهدى والخير والصلاح ، وفي هذا المقام أحث كل من لديه القدرة على المساهمة في هذه الجامعة أن يحتسب الأجر للمساهمة فيها ، سواء كان بتقديم علم أو بتقديم خدمات فنية أو إدارية أو غير ذلك ، فإن هذا من القربات ، فالجامعة أنشئت على هدف نبيل لذلك السعي للمساهمة فيها بكل ما نستطيع قُربة ، ومن ذلك محاولة إبعاد كل ما يكون مسيئا إليها من سمعة أو كلام أو نحو ذلك ، وكذلك محاولة إبعاد كل تصرف يقوم به بعض المسئولين بالجامعة ، والتي نظن أن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لا يرضى به ، فإننا سمعنا تلك المقالة الجميلة التي قالها وفقه الله قبل عام في انتقاد الصحف والقائمين عليها بنشر صور النساء ، فهذا يدل على أن مثل هذه التصرفات ليست من خادم الحرمين الشريفين ، وإنما من بعض المسئولين ، وولي الأمر يسعى لخير هذه البلاد ، ويسعى لما يحقق المصلحة ، وما يحقق رفعة شأن هذه الأمة الإسلامية ، وجعل الأمم الأخرى تستفيد منها بحيث تكون مصدرًا للعلم لا مجرد مستقبلَ له ).

___________________________

"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12)" سورة نوح
_______________________________________
للتأكد من الأيات بنصها راجعها في
www.qurancomplex.org
والأحاديث وبعض كتب الفقه راجعها في
www.al-islam.com
=================
@Aimn_Darji
ايمن درجي غير متواجد حالياً