** أيها الأخوة والأخوات جميعا من الأعضاء والقرّاء :
ــ سأعلق على موضوعي في عدة نقاط :
ــ حينما نشرت موضوعي هذا لم يكن يدور في بالي أن يتناول الكثير منكم الموضوع على أنه زيادة في الأجازة فقط أو على طريقتنا السابقة في إنتظار (المكرمات) فمنكم من تلقى الخبر بالسعادة ومنكم عكس ذلك ، وقليل منكم من تناوله على أساسه الصحيح وسياقه المنطقي وهو أن التأجيل سيحدث لأنه ((نـتـيـجـة)) لعدم إستعداد وزارة التربية ضمان سلامة الطلاب والطالبات من وباء (انفلونزا الخنازير) أو المخاطرة بحياتهم ، وعدم ضمان وزارة الصحة توفر اللقاحات وفعاليتها أو حتى ضمان مسألة(العدوى) التي ستنتقل بين الدارسين ، وبالتالي فإن التأجيل يدل على أن الأوضاع الصحية مقلقة وأن الإجراءات الوقائية غير كافية .
ــ كان قرار التأجيل حديث كل الناس وهاجسهم مع علمهم بالأضرار المترتبة على التأجيل ولكنه كان هاجسا لكافة المسئولين والمواطنين وأولياء الأمور ولم يكن في خبر التأجيل لو حدث وتمّ مفاجأة للناس فهذا هو المتوقع ، وعلى هذا الأساس فقد كان هناك نزاع بين مؤيدي التأجيل والرافضين له ، ولكن وفي اللحظات الأخيرة على مايبدو أتخذ قرار عدم التأجيل مع بقاء قرار (التأجيل) قائما في أي لحظة .
ــ نعم ... مصدري الموثوق لا يزال ثقة عندي ، مع أن خبره هذا عن التأجيل لم يتحقق ، وليس من العدل ولا من الحكمة أن يفقد الإنسان الثقة فيمن يثق به من أجل أن خبرا لم يصدق أو بالأحرى تغيّر في آخر لحظة ، بينما أنت قد جربت وعلمت منه الصدق مرارا ، ثم إن مثل هذه الأخبار تظلّ بظروفها ومصدرها قابلة للتغيير في أي لحظة .
ــ الحديث يدور الآن عن التأجيل بعد تجربة إسبوع أو إسبوعين من الدراسة ، وهذا في نظري خطأ تربوي وصحي ربما دفع المسئولون في وزارتي التربية والصحة ثمنه .. فالمخاطر متعددة والإجراءات ضعيفة والدواء غير موجود واللقاح غير مأمون ولا موثوق عند شريحة كبيرة من المواطنين ..!!
ــ كثير من المواطنين منحوا أبناءهم وبناتهم إجازات شخصية بقرارات (أبوية) مشفقة وخائفة ، وسيتأثر الحضور كثيرا من جرّاء ماذكرته من ظروف محيطة بالمرض والإجراءات المتخذة بشأنه .
ــ كلنا نتمنى أن يبدأ العام الدراسي في وقته ، ولم يكن (التأجيل) واردا ولا مطلوبا ولا منتظرا إلا حينما بات هذا المرض مقلقا في إنتشاره وطبيعته والأخبار المتناقضة التي يقرأها الناس عنه من أشخاص متخصصين داخليا وخارجيا .
ــ أعتذر لكم جميعا ، ولكنني والله يشهد أنني حينما نشرت الخبر والموضوع كنت ومصدري على ثقة كبيرة بصدقه ، وكنت أحمل بين جنبيّ مشاعر الفرحة بتجنيب أبنائنا خطر هذا المرض وأن القرار سوف يحمي أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة من خطر هذا الوباء ، ولم يدر في خلدي مسألة أن التأجيل يعني زيادة في الأجازة و(الوناسة) والكسل ، وهذا بحدّ ذاته هدف شرعي ووطني نبيل يشفع لي عندكم بأن تحسنوا الظن بأخيكم ولا تحمّلوه أكثر مما يجب .
ــ إن الدراسة في الأيام القادمة ستكون جسّ نبض على مدى فعالية الإجراءات الوقائية لكنها في نفس الوقت تعتبر مجازفة مقلقة نسأل الله أن يستر علينا ويقينا شرّها ويوفق المسئولين في وزارة التربية بشكل خاص على إتخاذ القرار السليم ، فكلنا شركاء في المصلحة والقرار والنتيجة .
ــ ليعلم الجميع أنني حريص جدا جدا على المصداقية ومواضيعي دونكم جميعا ، فلطالما شحذت الفكر وسننت القلم في الدعوة لكل خير وتلمس همومنا الشرعية والمعيشية ومعالجتها أو الحديث عنها ، من باب الإصلاح والإحتساب وممارسة مابلانا الله به من الكتابة التي نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتنا وشاهدة لنا لا علينا يوم القيامة .
ــ اللهم إرفع عنا البلاء وإحفظ لنا ديننا ومليكنا وبلادنا ومجتمعنا من كل شرّ .
ــ أخوكم ومحبكم / كـش مـلـك
ــ الجمعة : 20/10/1430هـ