تضارب حول قرار مفاجئ يوقف تسجيل الطلاب بمدارس البنات تضاربت أمس أقوال مسؤولين في تعليم البنات بجدة ومديرات مدارس دمج البنين والبنات في الصفوف الأولية حول وقف عمليات تسجيل الطلاب في مدارس البنات، والتي بدأت منذ مطلع الأسبوع الجاري في بعض المدارس الأهلية للبنات، والتي أعلنت عنها على بواباتها الرئيسة.
وفي الوقت الذي تلقى فيه مكتب "الوطن" في جدة أمس سيلا من اتصالات المواطنين الباحثين عن عناوين وأسماء المدارس التي أطلقت التجربة لرغبتهم في تسجيل أبنائهم، أكدت مسؤولة في تعليم البنات بجدة -رفضت الإفصاح عن اسمها- أنه تم أمس إيقاف قرار السماح لمدارس البنات الأهلية بتسجيل الطلاب الذكور، وأن توجيها من وزارة التربية تلقته إدارة التعليم الأهلي بجدة، يقضي بوقف التسجيل حتى إشعار آخر رغم أن أكثر من 7 مدارس للبنات بجدة كانت قد بدأت تسجيل الطلاب الذكور منذ الأسبوع الماضي.
من جانبها، نفت مديرة مدارس الفردوس سعاد الحركان لـ"الوطن" صحة قرار إيقاف تسجيل الطلاب الذكور في المدرسة، مؤكدة أن مدارسها ما زالت تواجه سيلا من طلبات تسجيل الطلاب الصغار في الصفوف الأول والثاني والثالث، وأن مدرستها استقبلت حتى أمس قرابة 17 طالبا تقوم على تدريسهم معلمات في فصول مستقلة عن البنات، وأن بدء الدراسة الرسمية سيكون للصف الأول يوم السبت المقبل.
وقالت إنها لم تتلق أي خطاب من تعليم البنات حول وقف دمج المراحل الأولى، وأن سير اليوم الدراسي مر سهلا وميسرا على الطلاب والطالبات، وأن معلمات المدرسة هن من يقمن بتدريس طلاب المراحل الثلاث الأولى، وأن قرار الدمج جاء بعد دراسة وافية، وتم اتخاذه من قبل مسؤولين تربويين، وأخذ في الاعتبار عند تنفيذه مسألة فصل الأطفال الذكور عن البنات.
وأشادت بفكرة التجربة التي وصفتها بالرائعة، وأن أولياء الأمور انتظروها منذ سنوات، وأن مدرستها اختيرت ضمن المدارس المطبقة لها، وأن جميع مقومات النجاح مهيأة لنجاحها كون الأولاد الصغار يجدون صعوبة في التكيف مع المعلمين لقلة خبرة بعضهم، أو الخوف الذي ينتاب الصغار من المعلم كونه رجلاً.
وفي الوقت الذي أكد فيه محمد الراضي "ولي أمر" أنه أنهى أمس إجراءات تسجيل 3 من أبنائه هم طفلان وفتاة في مدرسة أهلية للبنات بجدة ،تذمر نواف الراشد "ولي أمر آخر" من مسألة عدم تسجيل ابنه المستجد بالصف الأول في أي من مدارس البنات التي بدأت في قبول الطلاب بسبب كثرة الإقبال عليها، وإنه قام بتسجيل طلبه ضمن قائمة انتظار طويلة في تلك المدارس.
إلى ذلك، أبدى مالك مدارس دار الثقافة الأهلية للبنين محمد الغامدي تخوفه من أن يكون دمج الطلاب الصغار الدارسين بمراحل التعليم الأولى عاملا سلبيا إذا ما استطاعت مدارس البنات الأهلية جذب الطلاب الصغار، وأجبرتهم على التوجه لمدارس البنات، وأن ذلك سيفجر سلبية التأثير على دخل المدارس الأهلية للبنين، وبذلك تقليص أعداد الكوادر التعليمة فيها، وأرجع الأمر النهائي في إحداث هذه الموازنة لقناعة ولي الأمر.
وأشاد مدير مدارس النصر الأهلية عبد الرحمن بخضر بتجربة الدمج، مؤكدا أن لدى مدارس البنين احتياطاتها لسد العجز إذا ما وقع بسبب إقبال الطلاب على مدارس البنات، وأن هناك نسبة ضعيفة من أولياء الأمور لديهم قناعة بتدريس أبنائهم على يد معلمات.
ويرى مدير مدارس دار الذكر الأهلية بسام غراب أن نجاح تجربة الدمج سيؤثر على مدارس البنين الصغيرة فقط، أما المدارس الشهيرة فلن تتأثر بنجاح التجربة كونها تتضمن قوائم انتظار طويلة تصل إلى 70 طالبا على الأقل، وأن مسألة دمج الطلاب الصغار في مدرسة واحدة تختلف من عائلة إلى أخرى.

http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...3307&id=121966