14-02-2010, 04:39 AM
|
#1
|
|
مقاطع جديد
رقـم العضويــة: 1676
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 46
|
الأخ عبد العزيز والأخ LiL CAT موسعييين صدورهم أنه النفط باقي مئات السنين،
طيب وبعدين ..
يبدو لي أنه في مجتمعنا لا يزال هناك تشوش ونقص خطير في التوجه نحو الاجتهاد وفي القدرة على رؤية البعيد ،
وهناك نوع من الأنانية يتمثل في ترك التفكير بمستقبل النفط للأجيال القادمة، وإهمال دورنا في العمل الجاد على تهيئة مستقبل آمن لهم، لأنهم (أي الأجيال القادمة) في قرارة أنفسهم سوف يلوموننا لأننا صعبنا الحياة عليهم ولم نستثمر الثروة التي أتيحت لنا اليوم لتبقى لهم أطول فترة ممكنة،
مثلما أنا ألوم بعض الشيء الأجيال السابقة لنا لأنهم تصرفوا بتهاون في أوقاتهم وثرواتهم وإمكاناتهم لدرجة الركود والسكون والخضوع للمستعمر وللمستبد والاستسلام للجهل والتعلق بالخرافات ،
والنتيجة هي ما نراه اليوم من صور مشكلات يعاني منها المجتمع وممكن تنفجر في أي وقت مثل إهمال تكون ديون ربوية عامة على ميزانية الدولة، واحتقار العمل المهني وإهمال الاجتهاد في نشر التعليم والتدريب المهني إلى أن أحوجونا اليوم إلى الاستعانة بالأجنبي للقيام بأعمالنا البسيطة. واستسلموا للنزعة الاستهلاكية إلى أن سيطر التجار بأنواعهم على إرادة إنساننا وأصبح مفتون بالماديات،
و كأنه مستعبد مستلب المال والفكر والوعي.
ونوعية التفكير تنبئ عن فرق مهم وخطير يبين الأمم المتقدمة و المتخلفة
فالأمم المتخلفة مثل الطفل ؛
تفكر في الآن ولا يهمها المستقبل ،
وتتمركز حول الذات وأنانيتها ولا يهمها الآخرين،
عالة على غيرها ولا تعتمد على نفسها (طفيلية)
أما التفكير الصائب فهو الذي يبادر بحل المشكلات خصوصاً وهي صغيرة قبل أن تكبر، ويجتهد في إبتكار وإبداع أساليب حياة أفضل، ويتحمل المسؤولية بشجاعة ، ويحاول استشراف المستقبل والاستعداد له من اليوم
لأن المستقبل يبدأ من الآن
ولأننا لا نريد أن يأتي اليوم الذي تلعننا فيه أجيالنا القادمة،
ولا نريد لها أن تقتدي بنا وتتهرب فيه من المسؤولية مثلما نفعل نحن اليوم
نحن نريد مجتمعاً مزدهراً على الدوام، وليس فقط مزدهراً لجيلنا هذا فقط .
ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
كلامك عجيب يا عبد العزيز !!
ليه تبينا الله يصلحك نرجع فقراء ؟!!
الله لا يبلانا .. ولا يحقق لك هالأمنية الجاحدة لنعمة الله سبحانه وتعالى،
اللهم لك الحمد كما يليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك وكثير إنعامك
نستغفر الله ونتوب إليه
وياعبد العزيز هل كانوا البدو من أول بحال طيبة ومستقرة وآمنة ، وإلا كانوا بحال جوع وعطش وفقر وغزو وسلب ونهب من بعضهم البعض؟
وهل يقدر جيل اليوم اللي تعود على الاستهلاك وضعف الإنتاجية أن يرجع يعيش مثل أول على الصيد والرعي والزراعة ؟
كيف .. وهم مدمنين على التسيب والإهمال والاستهلاك لكل بضائع الدنيا ؟
كيف .. وكثير من الشباب اليوم يتسكع في الشوارع والأسواق والا يتبطح في الاستراحة أمام القنوات ويضيع وقته في لعب البلوت والبلاي ستيشن وهمه يشتري جوال آخر موديل أو سيارة فخمة أو لعبة كورة يناقر فيها خوياه مشجعي الفريق المنافس؟
كيف .. وهم أبسط الأعمال لا يجيدونها أولا يريدونها ويستوردون الهندي والبنغالي يسويها عنهم ؟!
كيف ممكن تثق بأن هؤلاء سيرجعون يعتمدون على أنفسهم هكذا مباشرة وبدون إعداد وتمهيد ؟
صحيح أنه الحاجة ستجبرهم لكن قد يلجؤون للهجرة والتغرب من أجل العمل المذل عند مجتمعات أخرى هي التي كنا نستورد منها العمالة مثل الهند والصين وأندونيسيا،
وممكن أيضاً يختارون طريق يبدو أسهل لهم لكنه أصعب للمجتمع وخسائره فادحة ؛ هو طريق الإجرام حيث تنتهك الحرمات ويتحول المجتمع إلى غابة وحوش ؟
ما تسمع هالأيام من يحذر من لجوء العاطلين عن العمل إلى الجريمة ، و لمجرد توفير حق البيبسي ،
إيه صحيح.. ما أبالغ.. تصدق أنه قبل شوي في برنامج المجلس عن موضوع إعانة العاطلين جاء من يداخل من الرياض ليؤيدها بهذه الحجة الخائبة المضللة لأخلاقيات الشباب ومبادئهم (صرف الإعانة للشاب حتى ما يسرق لتوفير مصروف جيبه وحق علبة البيبسي)
يعني حتى البيبسي ممكن يستعبدنا لهالدرجة ؟!! وماذا عن حق الجوال والسيارة والبيت إذن، ماذا يمكن أن يفعلون بعد ؟!!
و ماذا سنفعل إذا فقد الناس أموراً حياتية ومعيشية أهم بكثير من الماديات، إذا تسببت المشاكل الاقتصادية في تفشي الجهل ونقص القبول في التعليم ونقص أسرة المستشفيات وانهيار البنية التحتية وانتشار التلوث البيئي وتسيب الأمن الداخلي ؟
أي مجتمع متوحش سوف نكون عندها إذن ،، ونحن بهذه العقليات التي تبرر الجريمة للعاطلين بداعي قلة ذات اليد، والتي تتمركز حول ذاتها ومتعها واحتياجاتها الأنانية الآنية، ولا تهتم بجيرانها ومستقبل أبنائها وأحفادها ومواطنيها وأمتها ؟
بأي أخلاق سوف نكون ونحن في حال الحرمان والفقر بعد أن تعودنا على الرفاهية وحياة الدعة والراحة ؟
وهل سنكون أفضل من أخلاقنا اليوم ونحن في حال الوفرة والغنى عن الناس ؟
من يظن أن الزمن سيرجع إلى الوراء وسنعود كما كنا تماماً فهو واهم ، لأن الظروف تغيرت وخبراتنا الجيدة والسيئة تراكمت بشكل يصعب معه التنبؤ بالمستقبل ، لكن ما يمكننا فعله هو عمل شيء يدل على جديتنا في مواجهة تحديات المستقبل، مع التوكل (وليس التواكل)على الله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)
والتوفيق حليف المخلصين، {إنما يتقبل الله من المتقين}
يعني المطلوب هو الاجتهاد الصادق، فقط ،
الاجتهاد في الاستعداد لما سيأتي
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
|
|
|
|
|
|
|
|