14-02-2010, 06:11 AM
|
#16
|
|
مقاطع جديد
رقـم العضويــة: 1676
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 46
|
مرحبا أختي العزيزة جمرة غضا
اعذريني تأخرت في قراءة ردك المهم على هذا الموضوع، ومن ثم تأخرت على مواصلة الحوار معك حول مداخلتي فيه
واسمحي لي أواصل لأن الموضوع ذو شجون ومعاناته مستمرة وتمس كل أحد فينا،
ولأني أحب أداخل معك تقديراً لفكرك وجهودك وتوجهاتك الخيرة الله يزيدك من فضله
أحب أأكد هنا أني أنا كنت حريصة على عدم التعميم في مداخلتي السابقة، لذلك كان كلامي مشروط ومحصور بالمواطن المقترض الذي تنطبق عليه الصفات والسلوكيات غير الرشيدة المذكورة في مداخلتي، ونوهت بأن كثيراً من القروض ضرورية كتلك التي للعلاج،
وكثير آخر منها غير ضرورية وهي التي كنت أركز عليها في إدانتي لأصحابها.
ولما كنت أقول كثير من المواطنين يعني نسبة مهمة منهم لكن ماهو كلهم ولا تعني صفة (كثير) أنها تمثل معظم المقترضين ، يعني على سبيل المثال ممكن نسبة20% منهم تعني كثير منهم لكنها لا تعني كلهم ولا أغلبهم، لكنها كثيرة ونسبة كبيرة بالنظر إلى أننا نتحدث عن مليارات الريالات وعن مئات الألوف من المواطنين المقترضين وملايين من أفراد أسرهم ممن تنطبق عليهم هذه النسبة وتؤثر عليهم على أرض الواقع .
وأنا معك في أن هناك عوامل خارجية لتنامي الاقتراض مثل ضعف الرواتب والغلاء مثلاً، لكني في هذا الموضوع أحببت أن أركز بقدر المستطاع على الفعل الذي يتمحور حوله النقاش وهو الاقتراض والفاعل له وهو المواطن،
كما أني في مثل هذا المنتدى الموجه بالدرجة الأولى للناس العاديين، حسب ظني، أميل إلى إبراز ما يمكن أن يفعله الناس أنفسهم لأنفسهم، وهو هنا الترشيد مثلاً، دون التعويل على الظروف و انتظار حلول خارجة عن إرادتهم قد تأتي أو لا تأتي، وذلك لأن لدي إيمان عميق بأن الإنسان قد لا يستطيع تغيير الظروف القاهرة لكنه يستطيع فعلاً تغيير ردود أفعاله تجاه تلك الظروف القاهرة، بصورة تجعلها أقل قهراً .
ولا أجد نفسي قابلة للتسليم بأن الإنسان ليس له يد تماماً فيما يجري عليه، لأني أؤمن بأن الإنسان كائن عاقل، وأن الكيس من دان نفسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يعني مثلاً، الله يحفظك، لما تقولين أن من المواطنين من غرر بهم في سوق الأسهم بسبب تصريحات إعلامية، تساءلت : واحنا من متى نصدق التصريحات الإعلامية، يعني احنا ما نعرف أن كثير ممن يظهرون في الإعلام يتبعون سياسة (تمام يا فندم) حتى والسفينة تغرق والماء واصل لأنوفهم ، وان الدعوة كلها نفاق اجتماعي على أعلى المستويات ، والكل يدري بهالشيء ونلمسه في أكثر من مجال في حياتنا ؟!
بس احنا نفوسنا هفتنا على تصديق الكلام الجميل عن الربح وتجاهل ما نعرفه يقيناً بعقولنا وبخبراتنا وبتجاربنا مع مصداقية إعلامنا ومسؤولينا، واندفعنا (طاعة لهوى النفس وطمعها بالمال) للاستثمار في سوق الأسهم بدون حساب لدرجة أن هناك من باع بيته وسيارته حتى يربح بالاسهم، يعني تخلى عن منفعة متحققة (البيت والسيارة)، يدعى أنها هي السبب في اللجوء للاقتراض الضروري أحياناً، من أجل منفعة مجهولة ومأمولة (أرباح الأسهم) ، يعني ترك عصفور كان بيده عشان عشرة على الشجرة وطارت كل العصافير، وصار يدور أحد ثاني يلومه غير نفسه،
وهنا ألفت نظرك عزيزتي أنه هذا نمط تفكير سائد عندنا (لوم الآخرين على مشكلاتنا) وأنا هنا ما أبرئ الهوامير والمضللين من هالخسارة بس أقول إنها ما كانت لتكون لولا قرار إرادي من هذا المواطن المستثمر في الأسهم وتهوره وتجاهله لعقله ولخبراته الحياتية، اللي تعلم كل يوم دروس بليغة لمن أراد أن يتعلم.
وهنا تلاحظين عزيزتي أنه المشكلة تتعدى السلوكيات إلى مشكلة في التفكير وتقدير الأولويات، وهذه بدورها ترتبط بنمط التفكير الشائع في الثقافة السائدة بالمجتمع، والثقافة السائدة هي التي تحدد وجود سلوكيات سائدة ، ومنها سلوكيات ضارة سائدة ، مثل تزايد الاقتراض ليصل إلى 89% من الشعب، وهنا مربط الفرس في الاقتراض الواسع، يعني ممكن تفسيره بأن الثقافة السائدة هي ما شجع على وصوله إلى هذا الحد عندما تشيع ثقافة غير رشيدة، مثلاً تشجع على الاستهلاك، وحب المظاهر، والرغبة في مماشاة الاتجاه السائد في نمط المعيشة المكلف .
و نمط المعيشة المكلف هذه شغلة ما أخذت حقها من النقاش رغم أهميتها .. ولما يقال أنه شخص يريد مسكن أو سيارة (ضروريات) ولا يجد مال فيقترض لتوفيرهما، هل نحن نتكلم عن مسكن لائق بالحاجات الأسرية وفق ميزانية رب الأسرة أو عن مسكن لائق بالنمط السائد للمسكن في الطبقات الاجتماعية الوسطى والعليا في مجتمعنا السعودي ؟
أوضح أكثر ..
طلعت قبل فترة نوعية من المساكن شبه الجاهزة التي أكد بعض من جربوها على مناسبتها لمناخنا ، كما شجع على استخدامها بعض مهندسي الجامعات السعودية وتحدثوا عنها بجريدة الرياض، وهي تكلف ربع أو ثلث تكلفة بناء الفلل الاسمنتية المسلحة الأشبه بالقلاع التي يشيع بناؤها اليوم ، لكن إلى الآن هذا النمط الاقتصادي في البناء لم ينتشر ولم يتم التشجيع عليه، لأننا متمسكون بما اعتدنا عليه وبما يفعله جيراننا وأقاربنا في بنائهم لبيوتهم بنفس الطريقة وبنفس المواد، وليس لدينا استعداد لتجربة شيء جديد نصح به المختصون وزكاه المجربون. وكثيرين فينا من يفضلون الإيجار أو القروض ولا أنه أحدهم يعيش بكرامته حر ومستور في بيت ملكه حتى لو كان أقل مما يتمناه أو أقل مما لدى الآخرين.
وهذا ينطبق على مثال السيارة، يعني اللي يبي سيارة ليه يلجأ للقرض حتى يشتري كابرس والا كامري بثمانين وتسعين ألف، في حين هو ممكن يدخر ويدبر له 30ألف كاش يشتري فيها هونداي أكسنت مثلاً. مو هي سيارة للمشاوير الضرورية ، وإلا سيارة للرفاهية والمباهاة وخلاص .
من حق كل إنسان يحلم بأفضل بيت وبأفضل سيارة لكن لما يجي للفعل يكون واقعي ويمد رجليه على قد لحافة، وإذا ما هو عاجبه طول هاللحاف ينسج له لحاف أطول ، ويتصبر إلى أن ينتهي من نسجه للحاف الجديد بدل ما يستعير لحاف من غيره ينذل بسببه .
والله يجزي أبوي بالخير علمني مثل قديم يقول : ثوب العاريّة (المستعار) ما يستر
وأخيراً عزيزتي جمرة غضا الحوار معك شيق رغم أن هذا الموضوع شائك
وأأكد لك أني أقدرك وأحترمك دائماً ولو اختلفت معك بعض الشيء فهذا لا يمس مكانتك وقدرك الكبير عندي وعند كل المستفيدين من هذا المنتدى
دمتِ لنا جمرة غضا بخير
|
|
|
|
|
|
|
|