عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2010, 01:31 AM   #5
المملوح
كاتب مميز

 
رقـم العضويــة: 12241
تاريخ التسجيل: May 2009
المشـــاركـات: 1,767

افتراضي

وذات مرة بدأ السائل ينحبس قليلاً قليلاً، وظهر في سرتها انتفاخ، وأراد الله أن يكون في ذلك الوقت لها موعد في الرياض، حملتها إلى غرفة الكشف وفحصها الأطباء، حاولوا إخراج السائل بالإبر، فلعله انسداد بسيط، ولكن دون جدوى، وكنت أخشى أن يقول لي الطبيب لابد من الدخول أو عملية... فلقد كرهت الإقامة في المستشفيات، ولم أعد أطيق ذلك، ولكن قرر الأطباء أن معها فتاق في السرة، ولابد من إعادة عملية الأنبوب ليستبدل بأنبوب جديد، ولعدم وجود سرير طلب منا العودة من الغد.
حملت ابنتي أنا وأبي وذهبنا إلى الفندق.. وهناك وجدت نفسي أبكي بحرقة، وشدة لا أتخيل أن أعود مرة أخرى إلى المستشفى.
ماذا ينتظر ابنتي هناك؟ ماذا؟ احتضنتها عانقتها، لقد سئمت ذلك المكان، سئمت القيود الثقيلة، الحمد لله على كل حال.
جاء موعد غسيلها في الصباح ولم يكن لدينا في الفندق الحامل لأضع عليه كيس الغسيل ولا يوجد المكرويف لتسخينه،
ولكن أحضر لي أبي ماء ساخنًا، وأمسك هو بالكيس، وأخذ ينتظر نزوله في بطنها، وذلك في العادة يستغرق دقيقتين، إلى ثلاث دقائق فقط، ولكن طال الانتظار فالسائل يتسرب ببطء شديد ومرت عشر دقائق... ربع الساعة، نصف الساعة، ساعة كاملة، ونحن نتناوب حمل الكيس حتى أصبنا بالإرهاق، فقمنا بتعليقه في النافذة الموجودة في الغرفة... ولكن الوقت يمر دون فائدة لقد توقف خروج السائل فحمدت الله تعالى أن هذا الحدث قد حدث ونحن على موعد مع المستشفى.
كانت الساعة السابعة صباحًا تقريبًا، والموعد مع الطبيب الساعة العاشرة، لم أتحمل الانتظار حملتها وغسيلها الذي لم يكتمل بعد، وتم الدخول وحملت الطفلة مباشرة إلى الطوارئ، ثم إلى غرفة العمليات، وقام الموظف المختص بحملها إلى غرفة العمليات، حيث وضعها في سرير كالقفص الحديدي، وذهب بها من أمامي وهي تنظر إلي ولسان حالها يقول لي: سأعود يا أماه... سأعود!!! غابت عن ناظري وطلبت الممرضة مني الذهاب إلى الغرفة المخصصة لي ولطفلتي.
وطالت ساعات الانتظار والهواجس تعصف بي من كل مكان، ولكني استودعتها الله الذي لا تضيع ودائعه.
وإذا بالهاتف يرن فإذا الممرضة تقول: إن ابنتك خرجت من غرفة العمليات، وستبقى في العناية المركزة فترة من الزمن..

___________________________

.
التوقيع
:
.
قطرة المطر تحفر في الصخر , ليس بالعنف ولكن بالتكرار
.
.
.
.
.
.
.
.
المملوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس