بقلم أريبيان بزنس- رويترز في يوم السبت, 21 أغسطس 2010
قال اقتصادي لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، إن ارتفاع أسعار القمح العالمية لم يصل بعد إلى مستوى ينذر بتضخم أسعار الغذاء العالمية، بالرغم من صعودها إلى المثلين تقريباً في غضون شهرين.
وتشير التقديرات إلى أن موجة الجفاف والحر في منطقة البحر الأسود والتي أعلن عن انتهائها في روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع، أتلفت ربع محاصيلها من الحبوب وجعلتها تفرض حظراً على الصادرات.
وتستعد أوكرانيا أيضاً لفرض نظام حصص للصادرات، وهو ما انتقده التجار باعتباره يبالغ في التقييد.
وقال "عبد الرضا عباسيان" الاقتصادي في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومحلل قطاع الحبوب: "إنه يتوقع أن تبقى أسعار القمح مرتفعة ومتقلبة في الأشهر القادمة، لكنها لا تنذر بتضخم عالمي".
وأضاف: "الحديث عن تضخم غذائي بالرغم من أن معظم الارتفاع يقتصر على القمح، أمر سابق لأوانه قليلاً".
وفي وقت سابق هذا الشهر، ارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة إلى أعلى مستوياتها في حوالي عامين مسجلة 8.41 دولار للبوشل بعد صعودها على مدى شهرين بسبب موجة الجفاف في روسيا.
لكنها تراجعت لاحقاً إلى أقل من سبعة دولارات للبوشل في عقود شهر أقرب استحقاق حيث حد نمو المخزونات العالمية من هذا الارتفاع وأبقى الأسعار أقل كثيراً من مستوى 13.34 دولار ونصف السنت الذي سجلته في فبراير/شباط 2008.
وأصبحت دول مستوردة مثل مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، تلجأ إلى الولايات المتحدة التي تمتلك محصولاً وفيراً.
وحظيت الأسعار بدعم يوم الخميس من تصريحات محللين وتجار بأن روسيا قد تصبح مستورداً كبيراً للقمح هذا الموسم.
لكن متحدثاً باسم وزارة الزراعة الروسية أبلغ وكالة الإعلام الروسية يوم الجمعة، أن بلاده لا تعتزم استيراد حبوب هذا العام، وقال المتحدث: "ينشر تجار حبوب غير أمناء هذه الشائعة بهدف رفع الأسعار".
وتوقع "عباسيان" تراجع محصول القمح الروسي حوالي 20 مليون طن على الأرجح إلى ما بين 42 و43 مليون طن هذا العام.
وقال: "إن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ستخفض توقعاتها لمحصول القمح العالمي بما بين خمسة وسبعة ملايين طن، كما ستخفض توقعاتها لمخزونات القمح العالمية بمقدار مليوني طن نظراً لتراجع الإنتاج في روسيا".
وذكر "عباسيان" أن مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار العالمية لسلة سلع غذائية سيتجاوز في أغسطس/آب على الأرجح أعلى مستوى له في خمسة أشهر الذي سجله في يوليو/تموز وسيواصل الارتفاع في فترة الشهرين إلى الأشهر الثلاثة القادمة.
وأضاف: "إن ارتفاع المؤشر في أغسطس سيكون بسبب الحبوب والسكر والزيوت والدهون النباتية".
وأشار "عباسيان" إلى أن دولاً مثل الهند حيث يشكل الغذاء نسبة كبيرة من مكونات مؤشر التضخم قد تصبح معرضة لتضخم أسعار الغذاء.
وقال: "علاوة على ذلك إنه إذا استمر سوء الأحوال الجوية في روسيا وامتد إلى منتجين كبار آخرين في النصف الشمالي مع استعدادهم لموسم الزراعة الشتوي، فإن إمدادات القمح العالمية قد تكون في خطر في الموسم المقبل".
لكنه أضاف: "إن هذا الاحتمال ضعيف جداً في الوقت الحاضر، حيث يبدو أن الأحوال الجوية تتحسن في روسيا".
http://www.arabianbusiness.com/arabic/595337
|