بصراحة خايف.. وشوية (متدايق)


أ.د. سالم بن أحمد سحاب

مضى على حدوتة (القاضي المسحور) قرابة 10 أيام أو أكثر، ومع ذلك لم نسمع من عالِم معتبر، أو هيئة شرعية رفيعة رأيًا يطيّب الخاطر، ويزيل الغموض. وأخشى أن نسمع قريبًا عن هجوم صاعق ضد كل الذين كتبوا ساخرين من العذر المزعوم (لأكل المال المعلوم) يصفهم بالرويبضات الحقيرة، والعقول السفيهة، والأفكار المحادّة لله ورسوله.
حقيقة اشتدت حيرتي، وازداد تململي، وأنا أقرأ عن طلب رئيس المحكمة الاستماع إلى الشهود الذين استمعوا لشهادة (الجني) الأثيم المتلبس بفضيلة القاضي (المتّهم) بالجرم المشهود. بدأت أراجع نفسي الأمّارة بالسوء، فأقول لها لا تكون (القضية صدق)، يعني يمكن بشيء من أقوال الشهود (الصدقان) من الإنس والجان تبرئة صاحب الفضيلة والشأن وإعادته لكرسي الفصل في قضايا المنازعات بين الإنس والجن بحكم الخبرة الميدانية والتجربة (الجانّية).
صراحة أنا (خايف) يطلع القاضي براءة، ليس لأنه لا يستحق، ولكن لأن فكرة رفع الشكاوى ضد الجان ستضاعف العبء على السادة القضاة، وعلى المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل وكذلك وزارة المالية، فالتكلفة عالية جدًّا، خاصة وأن (هيك) خبرات نادرة وقليلة، فالمتوفر حاليًّا فضيلة القاضي (المتهم) والجني المتسبب في هذا العنت، وعليه حتمًا تدريب مئات القضاة الآخرين حتى يكتسبوا الخبرة اللازمة خاصة إذا جاء مع الجني محامٍ من ذات الفصيلة مزود بشهادات عالية ومهارات خاصة لا يقدر على مجاراتها إلاّ الراسخون في علوم الجان، والضالعون في فنون الرقية بالقرآن.
وصراحة كمان أنا (متدايق) أو (متضايق) شوية لأن لهذه البراءة ما بعدها ممّا لا يخفى على أحد في هذا البلد، و(متدايق) أكثر لأن العالم أصبح ينتظر منا مسرحيات هزلية فصلية أو دورية من شاكلة الفتاوى إيّاها التي يخجل العاقل من ذكرها، أو من شاكلة الممارسات إيّاها كالزواج من قاصر، وفي بلادنا مليون عانس، أو التفريق بين زوجين متحابين بدعوى اختلاف الدماء في اللون والمصدر.
وصراحة منزعج بشدة لأن الجن سيضايقوننا في المحاكم، وهي يا دوب تستوعب المراجعين من الإنس. ومنزعج أيضًا لأن الاختلاط في الردهات بين ذكور الإنس والجان وإناثهن سيكون بلا ضابط ولا تنظيم.

http://www.al-madina.com/node/270518