كومار عامل من جنسية آسيوية يعمل في احد المحلات الخاصة ببيع الملابس الداخلية النسائية وهو شخص مجتهد (يعشق) عمله حتى النخاع , كيف لا وهو يخدم نصفنا الآخر ويقوم بتقديم المشورة لبناتنا وأخواتنا ونسائنا في المملكة, له خبرة في ذلك فهو بمجرد النظر إلى الزبونة (الضحية) يبادر بإبراز مهارته في اقتراح المقاس المناسب !!
بطل يا كومار فأنت تجيد فهم ما يدور في (الصدور) مستفيداً من بعض قناعاتنا المتأخرة ولربما (المؤخرة) لا أدري ! أقف لك احتراما يا صديقي فلازلت تواصل عملك ولازلت مؤتمنا على ما تقوم به , وأحترمك أكثر لأنك لازلت تقوم بعملك في هذه المهنة الحساسة الدنيئة (في نظر البعض) ولم تزاحم بنات الوطن في وظيفة (الكاشير) بل تركتها لها وكنت أكثر رحمة من بعض معارضي هذه المهنة لبناتنا.
عزيزي كومار أعترف ببطولتك لأنك لازلت تتكلم مع عميلاتك رافعا بالحمالة تارة ومفندا لمقاس (ال.....) تارة أخرى وفي ذروة نقاشك مع (نسائنا) لازال وزير العمل يمارس الصمت (المشروع) بحكم أنه لازال في مرحلة التأمل والتي نرجوا أن لا تطول أكثر من ذلك, ويزداد إعجابي بجبروتك لأنك أقوى من القرار (120) الصادر من مجلس الوزراء!!
لا زال وجودك محل صمتٍ من البعض ولازلت أنت تتكلم وبقوة متحديا الجميع, فلم تصوب إليك تهمة الاختلاط رغم انك مع نسوة , ولم ينظر إليك أحدهم نظرة الشك رغم أنك جمعت بين وجود امرأة وعرض ملابس تجعلك تطلق عنانك لتخيل تقاسيم من أمامك ورسم اصدق تفاصيل (القِد) وأنت قدها وقدود !
بطل يا كومار لأنك في مكان مكيف تبيع (المباح) رغم انك وافد , والعجيب أن المسنة ممن تنتمي إلى الوطن تقبع تحت أشعة الشمس وفوق قسوة الرصيف منتظرة لقرارٍ من حصيف أو نفحة من نفحات الخريف !
آه على آه على آه ما عاد في بطولة بعدك والله, أنت أقوى من قرارٍ معطل ووزيرٍ صامت وفكرٍ مشوش وضد رغبة عقل وضد تأييد المنطق وضد صمت رأي شرعي يردع سطوتك ويضع حداً لمهزلة وجودك بين النساء ,
والى أن يأتي القرار مارس عملك يا كومار ولا تلتفت لرأي شخص مثلي قد يتهمه ابن وطنه بأنه يدعوا إلى خروج المرأة وتغريبها ! (أي غربة أقسى من غربة المواطن في وطنه !) وما أبعد المسافة بين التغريب والغربة !!
اسمح لي يا كومار بسؤال؟ كيف تكون نظرتك لسيدة تأتي مع زوجها إليك ثم يترك الرجل زوجته معك ويخرج (خجلاً) لتأخذ أنت راحتك في ممارسة عملك بكل رحابة (صدر) ؟
سؤال آخر يا عزيزي البطل, هل تعرضت يوما لسؤال أو محاسبة من رجال الحسبة بتهمة الاختلاط ؟ هل توافق على أن (العيون الناعسة) من خلف النقاب هي أشد فتنة من (القدود المايسة) إذا أطلقنا مجازا لفظ قدود بصفة الجمع (للقد) و (المياس) !
عذرا منك يا بطل إن بالغت في الأمل وجرحتك بطلبي أن تترك العمل لكن شعوري بإحساس كل فتاة فقدت الأمل يجبرني أن أقول وسأظل أطالب بمنحها حقها أن تكون لها بصمة وترد دين وطنها وتشكر الله عز وجل.
شكرا لك يا الله أن جعلت لنا الإسلام دستورا وسيظل الأمل معقود في كل من بيده الربط والحل والى أن تأتي هذه اللحظة أكمل بطولتك يا بطل !