النسخة المخبأة

المقال نشر بتاريخ 10 يناير 2011
انهارت طرق حيوية من وإلى محافظة الليث الفقيرة غرب السعودية.
جاء سيل فوق سيل لتنكشف أحوال هندسة النقل. غرقت سيارات وبشر. اختلطت دموع الأهالي بالشكوى من إخفاق الدفاع المدني في البحث عن المفقودين، لم يجدوا فرصة للفضفضة إلا في قنوات فضائية «رديفة». اختفاء معالم الطرق صاحبه «اختباء» وزارة النقل فلم يحضر منها أحد.
…
أنصرف إلى النصف الملآن من الكوب لأرى «الإيجابي» في مصيبة سقوط سيدة في بئر بالطائف، وجدت أنه جلب شركة «عالمية» للبحث وحفاراً «نادراً» و»ضخماً»، والمعلومات من الدفاع المدني لصحيفة المدينة. أيضاً، استعين بكلاب بوليسية للجمارك، لو دربت هذه الكلاب على شمشمة المسؤوليات سنحقق «مرتبة «عالمية.
قبل سنوات توفي أطفال في المدينة المنورة للأسباب نفسها. سقطوا في آبار أنبوبية ضيقة. لم نستفد من تلك المصائب إلا بالحديث عن الجهود المضنية، السؤال ألا تستطيع إمارات المناطق جرد هذه الآبار وإلزام أصحابها بتغطيتها بالشكل الآمن وتغريم من لا يلتزم. إمارات المناطق هي المسؤولة فلم يعد هناك أمل في جهات أخرى.
…
تداول البعض تغطية قناة تلفزيونية هندية لغرق جدة «2»، قال بعضهم تعليقاً، «فشلتونا عند الهنود»، الحقيقة أنه إذا لم «يتفشل» الإنسان من نفسه فلن «يتفشل» من أحد. خلال زمن طويل لم نكن نرى في إعلامنا سوى أخبار الفيضانات والحوادث في الخارج، حصرياً، كانت الهند من المصادر المتجددة لتلك الأخبار، حتى لو كان خبر عن كسر ساق رجل في جبال الانديز بعد سقوطه من حيوان لاما. سبحان مغير الأحوال… «لا تكون عقوبة.. بس».
…
رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي قال لـ «الحياة»: «إن حالات الاعتداء على المواطنين السعوديين في الخارج حالات فردية مؤسفة لم تصل حتى الآن إلى أن تكون ظاهرة». (انتهى) طيب.. لماذا لا يدعم هذا الاستنتاج بإحصاءات تخبر عن عدد الحالات ونوعها بحسب كل دولة، مع توضيح الإجراء الذي قامت به الوزارة؟ أعيد طرح السؤال لماذا لا تصدر وزارة الخارجية تقريراً سنوياً عن الحالات والدول؟ حتى يصبح التصريح مقنعاً أكثر ويشعر المواطن بقيمته لدى الوزارة.
…
قالت شرطة الرياض إنها قبضت على محتال بطاقات الصرف الآلي، بعدما استطاع تنفيذ أكثر من خمسين سرقة ما بين الرياض والشرقية والقصيم وجدة. الانتشار الاحتيالي لشخص واحد أمر مثير، لكن الشرطة لم تذكر اسماً ولم تظهر صورة للمحتال الخطير. لو نشرت صورة هذا المحتال كم تتوقع الزيادة في عدد المنصوب عليهم؟
…
تنويه: اجتهد الزملاء في «الحياة» فحذف اسم الشاب «سعد» من عنوان مقال السبت، أحدث هذا «ارتباكاً» في السياق. أعتذر للقراء نيابة عنهم.
http://www.asuwayed.com/archives/3410