عادت محافظة جدة إلى يوم جديد من اختبارات المطر العصيبة، بدءاً من أول من أمس (الجمعة)، بعد أن شهدت ساعات فجره الأولى موجة جديدة من هطول الأمطار الغزيرة، اختلفت هذه المرة عن سابقتها بعد ورود أنباء متواترة عن عاصفة سيول محتملة ربما تضرب المحافظة وسيلان عدد من الأودية والشعاب المتاخمة لأجزاء من شرق وجنوب المحافظة ما يعيد إلى الأذهان كارثة السيول الماضية.

وشدد مصدر مطلع داخل أمانة جدة على أن الأمانة بدأت فعلياً إرسال فرق متابعة ميدانية لمراقبة وضع المناطق شرق المحافظة عن كثب، فضلاً عن بدئها التشاور الحثيث مع مديرية الدفاع المدني في المحافظة للعمل على وضع حلول سريعة حال تنامي الخطر من نزول تلك السيول على المواقع والأحياء السكنية القريبة منها.

وكشفت مديرية الدفاع المدني تلقيها تحذيرات مباشرة من هيئة الأرصاد وحماية البيئة تؤكد لها خطر الموقف، ما دعاها إلى استــنفار إمكاناتها كافة للتعامل معه، ونشر عدد من الفرق لمتابعة الأودية شرق جدة، وتوزيع عدد من صافرات الإنذار المتنقلة داخل الأحياء الخطرة.

واستغرب مصدر «الحياة» من وقوع أمانة جدة في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه مراراً وتكراراً من دون أن تضع حلولاً جذرية له، مؤكداً أن إغلاق ثلاثة أنفاق حيوية داخل المحافـــظة دفـــعة واحدة خلال فترة وجيزة يـــؤكد مدى الاهتراء والشلل الذي أصاب مفاصل الأمــانة وأدى إلى عدم قـــدرتها على التعــامل مع هذا الأمر الذي يظهر كلما هـطلت أمطار.

وعلى خلفية «أمطار الجمعة»
اضطرت «أمانة جدة» مجدداً إلى إغلاق أنفاق الملك عبدالله (كلاكيت مرة ثالثة)، والأمير ماجد مع شارع حراء، والأمير ماجد مع شارع الروضة، معللة السبب إلى كميات مياه الأمطار المنقولة داخل الأنفاق، وارتفاع مستواها عن طاقة مضخات التصريف التي تعمل على شفط المياه منها.

وأمّل مصدر «الحياة» أن تستفيد أمانة جدة من درس الأمطار الماضي من ناحية تركيزها على مواقع وتركها مواقع أخرى حيوية، مشيراً إلى أن إعلانها الأخير بعدم وجود تمييز في مواقع الرش أو تفضيل حي على آخر، يدل على أنها استفادت من الدرس.

ولفت إلى أن الجميع لا يرفض أن يكون التمييز للمناطق الأكثر تضرراً من تجمعات مياه الأمطار وهو ما أكدته صراحة أمانة جدة من طريق مركزها الإعلامي غداة هطول الأمطار على المحافظة.