القافلة تسير
إنها سموم أيها السادة
عبد الله إبراهيم الكعيد
بين يديّ الآن كيس بلاستيكي شفاف مطبوع عليه شعار المخبز وعنوانه بالألوان. في الغالب تتم تعبئة الخبز داخل الأكياس وهو ساخن، وبالتالي يتم تفاعل البلاستيك الرقيق مع حرارة الأرغفة ولا مناص من التأثير على مكوناتها. كذلك تقوم بعض المطاعم بتعبئة الأغذية الساخنة جداً ومنها الفول والرز داخل أكياس نايلون، وهذه أكثر خطراً وتأثيراً على صحة الإنسان. الناس تجهل هذا الخطر وإلاّ كيف بمن يقوم بحشر الأرغفة عند شرائها من المخابز التقليدية بأكياس نايلون ملوّنة، وهي للتو خرجت مُلتهبة من الفرن ؟؟ البعض الآخر يستخدم قطعة كرتون مطبوعاً عليها رسوم وكتابات ملونة، فيختلط الخبز بالأحبار والألوان السامة..!
في ألمانيا قررت وزيرة الزراعة وحماية المستهلك حظر الألوان الطباعيّة السامة التي تُستخدم في الكتابة على عبوات المواد الغذائية. وحددت معالي الوزيرة حسب خبر وكالة الأنباء الألمانية خططها لحظر استخدام الألوان الطباعية التي تحتوي على زيوت معدنية على كرتون عبوات المواد الغذائيّة.
إذاً هُم هناك لم يكتفوا بتحذير المجتمع و(توعيته) كما هي شمّاعتنا مع كل قضايانا ومشاكلنا، بل قاموا بخطوات تنفيذيّة تجتث المشكلة من جذورها. منع طباعة الألوان السامة على العبوات الغذائية وتنتهي المشكلة.
الأمر المثير للإعجاب أن المؤسسات الاقتصادية في ألمانيا تعهّدت للوزيرة بتنفيذ ذلك طوعيّاً إلا أن وزارة الزراعة وحماية المستهلك متمسكة بإصدار القرار. البعض من ربعنا (يتحايلون) طوعياً على القوانين والتعليمات الصادرة رسمياً، فكيف يمكن تخيّل لو صدرت مثل هذه القرارات لدينا؟؟ قد يمر تقصير بعض الأجهزة التنفيذية لا من شاف ولا من دريّ، وخصوصاً حين تكون الأضرار خفيفة، لكن التقصير في شأن صحة وحياة البشر أمرٌ لا يُغتفر، وبدلاً من التوسع في فتح المستشفيات لعلاج الأمراض المُستعصية، نُركّز على منع مسبباتها، وذلك أضعف الإيمان.
http://www.alriyadh.com/2011/02/12/article603705.html