عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2011, 01:27 PM   #8
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

الخطوط السعودية .. دائماً!
بقلم :
عبدالرحمن الجوهري
على الأقل، يجب أن لا تلحقنا المتاعب والإهانات حتى في الفضاء. كتب كثيرون عن مأساة الخطوط السعودية التعاملية مع أفراد هذا البلد، الطيب أهله، والمعتادون على كريم الأخلاق في الإيجاب والسلب، والمنع والعطاء. الموضوع الوحيد الذي يناقش الجميع سوأه دون استثناء: هو موضوع الخطوط السعودية، ولهذا يكتب المرء عنها مقالا ليس تحت عنوان: الخطوط السعودية مرة أخرى، لأنه لا بد أن يكون كتب عنها من قبل مرات ومرات، وإنما تحت عنوان: الخطوط السعودية.. دائماً!
قضية «يوسف القاسم» الأخيرة، وأن تهين عائلة سعودية بأكملها أمام الغرباء. أن تترك عائلة في منفى بعيد من الغربة والشفقة بأي حجة كانت، كيف إن تكن بتفاهة التأخير، وأن تعرف أن حجز هؤلاء مؤكد من ثلاثة أشهر سابقة، بعيدا عن خلفية القصة التي تخبر بإركاب فتاتين من قبل موظف الشهامة والإباء في مكتب باريس الحلوة.
قضية موظف رحلة (جدة ــ القريات)، ووجبة «كل تبن». حين قالها لمن يراجعونه. قضية إلغاء الرحلة نفسها بعد قطع تذكرة الصعود للراكبين، بحجة سوء الأحوال الجوية، بينما يقول المنتظرون في مطار القريات هنالك وصول أبنائهم وذويهم وعوائلهم أن الجو في أصفى وأحلى حالاته، ليتغير التبرير إلى عطل فني في الطائرة. هذه القضايا الأخيرة، الطازجة في كل منها، تكشف هذا السوء المتغلغل والمتخصص في «قروب» الخصخصة: الخطوط السعودية.
ما حدث ويحدث من بؤس لا تشاهده ولا في محطة «موقف» ركوب سيارات أي بلدة نائية، كل إجازة عابرة، تخلخل هذا النظام الجبار لشركة «أهلا وسهلا»، و«نعتز بخدمتكم». القصص التي جاءت مؤخراً بتأخير مواعيد مسؤولين كبار في الدولة، إلغاء ركوب عالم مسن وكبير مثل العلامة «العبيد»، لأجل أنه على رحلة بعد هذه، والشيخ الكبير لا يعرف هذا، وينزل أمام الركاب، رغم أن الطائرة أقلعت بمقاعد شاغرة، وهو ما كتب عنه أحد الكتاب هنا، وكتب عنه آخرون هناك. أي أننا أمام نماذج صارخة وطازجة في نفس الآن لإلغاء أخلاق كاملة في التعامل مع المسن والعائلة والغريب والبعيد.
بعض القطاعات تتفنن في كيفية إظهار بؤس المتعامل معها، لا أنسى أكثر من مرة ذهبت إلى مكتب مدير الخطوط المناوب لتسجيل شكوى على موظف يحترف إذلال المتعاملين معه عبر رد التذكرة لأي سبب دون أخذ ولا مفاهمة، أو عبر إرساله إلى موظف آخر، هو العميل الذي انتظر لساعة ونصف وصول دوره إلى حضرة الموظف الذي تحول إلى موزع عملاء إلى موظفين آخرين كانت إجابة أحدهم «ارجع له ويسويها لك». ليسافر المواطن المهموم 30 سفراً داخل المطار، قبل أن «يسمح» له سعادة موظف الخطوط هذه المرة بالسفر خارج المطار. ثم تنهي القضية بالبحث عن موظف يجيد الأخلاق أكثر من غيره، وكثير من «الطبطبة»، و«ابشر»، و«إن شاء الله ما يصير إلا خير».
على الخطوط السعودية، كفريق كبير وقادر و«بطران» ولديه ما لدى كل مؤسسة من كوادر مؤهلة، ولكي تكون نموذجا ضمن مجموعة النماذج التي طلقت الفساد، وسارت تحت رغبة شعب كامل يريد الانعتاق من كامل مظاهره، وتلبية للرغبة الملحة من المسؤول الأول في هذا البلد «الملك» وأمام المستفيد الأول «المواطن»، أن تبدأ خطة مراجعة كبرى لكل مظاهر السوء، وخطوط الفساد على متن أساطيلها الأرضية قبل الفضائية. لا يمكن أن يقلع إنسان سعيداً إلى السماء، بينما آخر وجه قابله في الأرض، عبوس موظف الخطوط السعودية. وفرق كبير بين اقلع وانقلع.
على الخطوط السعودية قبل أن تعلن عن 15 مليون راكب ركبوا أجواء السماء على متنها، أن تعلن عن كم راكب لم يكونوا ضمن أساطيلها لسوء خدماتها، وأن تعلن عن كم رحلة ألغيت فجأة، وأخرى أخرت ليومين، وكم مواطن أهين من قبل موظفيها، وكم أموال أخذت كغرامات لا حق لها فيها ــ عائلة سعودية بأكملها أخذت عليهم 1500 ريال كبدل تأخير عن رحلة جدة الرياض في إجازة الربيع الأخيرة، مع أن العائلة قد قطعت تذاكر الصعود قبل هذه الغرامة بثلاث ساعات ــ. وكل هذا لئلا تصبح حقيقة أن الشعب السعودي اليوم لا يكاد يجمع كل أطيافه، كباره وصغاره، ليبراليته ومطاوعته على شيء، كما يجمعون على سوء الخطوط السعودية. شكرا للخطوط السعودية كل هذه الكفاءة.

___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس