عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2011, 04:32 PM   #12
سليمان الذويخ
عضو اللجنة الإستشارية لمقاطعة
 
الصورة الرمزية سليمان الذويخ
 
رقـم العضويــة: 16299
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشـــاركـات: 1,177

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abu Hmaid مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافية يا ابو هشام
احب ان انقل لكم قصة اسمها (أسمع جعجعة ولا أرا طحنا) وتفاصيلها :



في قرية صغيرة ريفية عاش تاجر قصير القامة جاف الملامح اشتهر بين قومه بالفساد و المجون حتى انه كان ينهب علناً في كبد النهار على مسمع و مرأى الناس كلها غير مبالي وغير مهتم بنظرات الكره و كلمات الغضب و التي تلقى عليه يوما بعد يوم.
أما عائلته فذاقت ويلات الألم و أنواع الذل و المهانة صنوفاً صنوفاً صابرين على بخله وشح يده فاقدين أي أمل في إصلاح مسيرته .ذات يوم اجتمع الأخوة الخمسة أبنائه , بعد أن بطش بأكبرهم بطشة أطاحت بعينه اليمنى تماما . بدءوا يفكرون في طريقة تخلصهم من ما هم فيه , من هذه المعاناة الحية.. أو حتى سبيل يجعلهم يحصلون على ابسط حقوقهم في الحياة .

قال أكبرهم بعد ما وضع عصابة سوداء على عينه المفقوعة
" نحن لن نرضى بالذل بعد اليوم.. سوف نجد طريقة تخلصنا من بؤسنا " .
وقال اخر " لا لا أتذكر عندما طلبت منه حذاء جديد ماذا فعل بك " .
كانت أوسطهم سناً صبية ظهرت عليها ملامح الذكاء المبكر – او هكذا كانوا يعتقدون - وكانت هي الوحيدة البنت بين أربعة أخوة .
قالت لهم " لقد جاءتني فكرة جيدة .. كل واحد منا سوف يأخذ ورقة و يكتب بها كل ما يريد ...كل ما يطلبه ليعيش سعيداً كل شيء يراه كئيب او يجعل حياته مريرة .. كل شيء كل شيء
و سوف نعلن عصياننا لن نأكل و لن نشرب و لن ننظف البيت لن نحضر الحليب له ابدأ لن نجهز الطعام له ابداً ابداً .و عندما يجد انه لا مفر من مواجهة متطلباتنا سوف يستجيب و يرضى بها .
صاح الأبناء في فرح فقد بدت لهم هذه الفكرة على أنها حبل الخلاص الذي سينقلهم إلى الجبهة الأخرى و يعيشون مثل باقي سكان البلدة .
انطلق كل منهم يبحث عن ورقة و قلم ليكتب قائمة ما يطلبه في هذه الحياة ليجعل حياته سعيدة.. أيضاً ما يجعلها تعيسة و لا يرغب فيه .
أما الكبير، فملأ العديد من الصفحات، عنه وعن اخوته، حتى ان الحبر الاسود، طغى على بياض الورقة، وكان مزهوا بقائمة المطالب ويعد اخوته بالعيش الرغيد والنضال لاجلهم
وأما أصغرهم، فقد نظر الى القوائم المكتظة وقال بيأس
" هل تعتقدون انه حقاً سوف يفكر حتى في قراءة هذه القوائم المنتفخة بالمتطلبات ؟؟ إن الحبر الأسود يكاد يغطي كل الأبيض في الورقة " .
في حين انه كتب سطر واحد فقط في قائمته .
جاءت ساعة وصول الرجل إلى المنزل و قد اتفقوا على كل شيء .علقوا قوائمهم على جدران المنزل في مدخل الحجرة الأمامية ووقفوا ينتظرون قدومه الذي دقت خطواته عتبة المنزل بعد دقائق .
عندما دخل الرجل المنزل نظر إلى منضدة طعامه فلم يجد عليها شيء ووجدهم واقفين متأهبين ليهتفون كأنهم في مظاهرة .اقترب من الورق المعلق على الحائط ببطء وقرأ أول سطر في اكبر ورقة عندها عرف ماذا يحدث .مرت الساعات التالية على الاخوة في رعب قاتل و رهيب ..فقد خاف كل منهم أن يلاقي مصير الأخت التي وضعها ذاك الظالم في (الفلكة) بمجرد أن علم أنها سبب كل ما حدث واخذ يضرب و يضرب في بطش و قوة حتى سال الدم من قدمها .
(وهذه البنت مختفية الان)
و بالطبع لم يتدخل احد من أهل القرية التي اجتمع معظمهم ليعرف سبب الصراخ و البكاء المنبعث من منزل الرجل . في منتصف الليل كان كل شيء هادئ و صامت . نام الأخوة متحسرين على ضياع فكرة خلاصهم هباءا . اما القوائم فقد ظلت معلقة على جدران المنزل المظلم لا يحركها ساكن ولا يداعبها أمل إلا هذه الورقة الصغيرة ذات السطر الواحد التي لم يثبتها الصغير جيداً فطارت في الهواء متحررة وقد بدت حروفها واضحة من كل جوانبها
" أنا عاوز بابا غير ده"


____


اسمع جعجعة ولا أرى طحنا : مثل جاهلي يضرب لكثير الصخب بلا فائدة



أبطال القصة بنظري :
الابناء : نحن، ومنا الصغيرة المسكينة التي جلدها ذاك التاجر، والصغير الفهمان الذي قرر النضال على طريقتها ---- بالمقاطعة -----
الاخ الاكبر الذي ملأ الورقة كلام وفلسفة واخيرا سكت : حماية المستهلك
التاجر : التجار الذين لا يخافون الله
اهل القرية : وزارة التجارة ورقابة الاسواق ومن لف لفيفهم

يعطيك الف عافيه على القصة

___________________________


--

سليمان الذويخ غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس