هناك "تهجير" منظم لسكان الأحيار القديمة في وسط جده (بحجج كالتطوير و التنظيم) للمناطق الأخرى و الأحياء الجديدة التي يقع الكثير منها في الشمال (بحكم رغبة غالبية الناس في التملك في تلك المناطق).

و هوامير العقار اللي بيتواطئوا مع البلديات في هذا التهجير بيطلقوا في نفس الوقت الإشاعات عن مستقبل الأحياء الجديدة و المخططات التي يقع بعضها على بعد عشرات الكيلومترات خارج جده و هات يا ضحك على الناس و تعليقهم في أراضي و عقارات مايحلموا بوصول الخدمات لها و لا بعد 20 سنة.

أحد العقاريين قبل فترة أجابني على تساؤلي عن سبب ارتفاع الأسعار بأن الكثيرين في منطقة خزام سيتم نزع ملكياتهم لتطوير المنطقة و سيتم تعويضهم عن تلك الأملاك و طبيعي أنهم سيتجهون للمخططات الجديدة للتملك فيها .. تعجبت من منطقه و أجبته .. أغلب بيت تلك المنطقة شعبية متزاحمة و مساحاتها لا تتجاوز 400 متر مربع و كل عقار هناك تجده مقسم لعدة مساكن يسكن فيها الأب و أبنائه .. بمعنى كل بيت يسكن فيه ما لا يقل عن أربع عوائل.

إن تم تعويض صاحب الأرض بألف ريال عن المتر (و هو المتوقع) فمعناه أنه سيستلم 400 ألف ريال تكفيه بالكاد لشراء أرض في أخر ملكوت الله و ما راح يقدر يبنيها أو شراء شقة يسكن فيها وحده و بقية سكان العقار المنزوع سيكونون في مهب الريح ..

قاطعني العقاري و قال لكن المنطقة فيها الكثير من التجار .. أجبته و هل هؤلاء التجار (الذين لاتتجاوز نسبتهم 5% من سكان المنطقة) لا يملكون إلا عقاراتهم في تلك المنطقة؟ .. أكثرهم ليسوا في حاجة لشراء أي عقارات جديدة لأنهم بكل تأكيد يملكون عقارات متعددة في أنحاء جده.

المختصر المفيد .. كثير من عقاريين جده يوهمون أنفسهم قبل غيرهم أنه سيكون هناك تهافت على الشراء و أن أسعار العقارات ستحلق أعلى بكثير مما هي عليه الآن .. متناسين أو متجاهلين حقيقة أن 90% من الزبائن المستهدفين ليس لديهم حتى القدرة على تملك شقة بالتقسيط ناهيك عن شراء أرض بمبلغ و قدرة و السعي لبنائها.