ان الله يمهــل ولا يهمـــــل
قال الله تعالى
( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى : يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول، جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين ، الذين لا يريدون علوًّا في الأرض ، أي : ترفعًا على خلق الله وتعاظمًا عليهم وتجبرًا بهم، ولا فسادًا فيهم. كما قال عكرمة: العلو: التجبر .
وقال سعيد بن جبير : العلو: البغي. وقال سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور، عن مسلم البطين: العلو في الأرض : التكبر بغير حق. والفساد: أخذ المال بغير حق. وقال ابن جُرَيْج ( لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ ) تعظمًـا وتجـبرًا ، ( وَلا فَسَادًا ) : عملا بالمعاصي .
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا أبي، عن أشعث السمان ، عن أبى سلام الأعرج، عن علي قال : إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك صاحبه، فيدخل في قوله ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .