خادم الحرمين ونائبيه حفظهم الله أجمعين وأيدهم وأعانهم مع شعبهم قلبآ وقالبآ، وصرحوا بهذا مرارآ وتكرارآ، بل إنهم يطلبون منا أن نكون عونآ لهم ونقوم بواجباتنا كمواطنين كل حسب استطاعته ومن مكانه، فنكون مواطنين ورجال أمن ومحاربين للفساد والمفسدين.

وأود أن أضيف كلمة من باب النصح والتذكير لكل من يعتقد أن القضاء على الفساد والمفسدين، كبارآ كانوا أو صغارآ يعد مستحيلآ أو غير منطقي، أو صعب المنال... فعليه فورآ أن يراجع إيمانه ويجلس مع نفسه التي بدأت تفقد الأمل بالله سبحانه، ويتأمل بكل ما أوتي من عقل وعلم وفهم قول الله تعالى:
((وأملي لهم، إن كيدي متين))الآية. وأن يتدبر سورة العصر، ويتأمل في قصص القرآن الكريم، كلام رب الأرباب وجبار الجبابرة، من فرعون وهامان وقارون وشياطين الجن والإنس، وما حل ويحل بالسابقين منهم واللاحقين، فلنرفع درجة إيماننا بالله ووعده الصادق سبحانه، فما ظلم أو تجبر أو فسق أو طغى خلق من خلق الله، إلا سلط الله عليه جنوده ((ولله جنود السموات والأرض)) سبحانه, ولنا في كتاب ربنا جل وعلا عظة وعبرة، والتأريخ مليئ بالعظات والعبر.

فالله الله بإيماننا بربنا وقدرته وجبروته وحكمته أيضآ فيما حصل ويحصل، فكل مايحدث إمهال واستدراج وتخويف وعقوبة وحكم لا نعلم أكثرها، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

والله الله بالتواصي بالحق من الحرص على الحلال والبعد عن الحرام في معاملاتنا والنصح والمناصحة بالرفق والبعد عن ضده، ولنكن مفاتيح للخير مغاليق للشر، نوحد الصفوف لنقف ضد كل مخرب ومفسد ومجرم بحق نفسه أو غيره.

وأخيرآ.. الصبر الصبر يا أمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، يقول ربي وربكم سبحانه:
((وبشر الصابرين)) فهل من متأمل وصابر ؟!! فالصبر مفتاح الفرج.

وشعبنا فيه من أهل العقول والألباب من أحفاد الصحابة، وهم كثر بحمد الله أمثالكم، فهل نعجز عن الوقوف جنبـآ إلى جنب مع قيادتنا التي تثلج الصدر بأقوالها وأفعالها من خدمة للإسلام والمسلمين، بداية من شعبنا ونهاية بشعوب الدنيا، ولكن هو الفساد وأهله من شياطين الإنس والجن، فإبليس لم يمت، وأعوانه كثيرون نعوذ بالله منهم أجمعين.

فالأمر ليس بهين، ويحتاج لبذل الجهود وتوحيد الصفوف والصبر والمصابرة، وأولآ وأخيرآ التوكل على الله مع اليقين بالنصر على الفساد، والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

معذرة على الإطالة، وشدوا الحيل والهمة وواصلوا بارك الله جهودكم، فالوطن بحاجة الجميع.