عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2011, 01:32 PM   #1
ابوحاكم
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 16245
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشـــاركـات: 7

افتراضي وحش يلاحقني - قصيدة الشاعر عبدالرحمن العشماوي عن الغلاء‎





وحشٌ يلاحقني ، فَكيفَ المَخرَجُ ومتى قَناديلُ السَّعادة تُسْرَجُ ؟


وحْشٌ مُخيفٌ ، حينَ أدخُلُ منزلي أَلْقاهُ مُرْتَقِباً ، ولمَّا أخرُجُ


أَنَّى اتجهْتُ رأيتُهُ مُترصِّداً يرنو إليَّ بمقلةٍ تتوهَّجُ


في السوقِ يلْقاني بنظرة ِ فاتِكِ فيصُدُّ عني كُلَّ ما هو مُبْهِجُ


فإذا وقفتُ ، بدا أمامي واقفاً و إذا درَجْتُ بدَا أمامي يدْرُجُ


يغْتالُ أحلامي ويقتُلُ فرحتي و إليَّ من جبلِ الأسى يَتَدَحْرَجُ


يهذي فأسكُتُ خائفاً مُتوجِّساً ويظلُّ في هذيانِهِ يتَلَجْلَجُ


وحشٌ يلاحقني ، وفي نظراتِهِ ما يقتُلُ الحُلمَ الجميلَ ويُزْعِجُ


ويظَلُّ ينهَشُ كُلَّ شهرٍ رَاتبي و الرَّاتب المسكين " قرصٌ مُدْمَجُ "


وحشٌ يُشاركني الطَّعامَ فَلُقمَتي بلُعَابهِ من قبل أكلي تُمْزَجُ


حتَى الثِّيابُ ، إذا اكتَسَيْتُ ، اَظُنُّها بيديه في دُور الخِياطَةِ تُنسجُ


وحشٌ يُقاسمني الحياةَ ، وما لهُ من رادعٍ وهو العنيف الأهوجُ


كم حاجَةٍ لي في حياتي صَدَّها مُتعمِّداً ، وأنا إِليْها أحْوَجُ


الكُلُّ يعرفه ويعرفُ أنَّهُ قاسٍ ، لهُ طبعٌ قبيحٌ أعوجُ


" وحشُ الغَلاءِ " أَما رأيتُم أنَّهُ ما زالَ في ليلِ التَّهاوُنِ يُدْلِجُ


يترنَّحُ الفقراءُ منهُ ، وما لهم من حَملَةِ الإعلامِ إلاَّ البهرجُ


أُسَرٌّ تئِنُّ منَ الغلاءِ وتشتكي لكنَّ بابَ العطف عنها مُرْتَجُ


أُسرٌ يُلاحقها عناء معيشةٍ فالبؤسُ فيها و العناءُ مُبَرْمَجُ


تبكي ، وتكتمُ صوتها ، لكنَّهُ ما زالَ صوتاً باكياً يتهدَّجُ


أُسَرٌ تُلاحِقُها الهُمومُ ودرْبُها نحوَ الخلاصِ منَ الأسى ،مُتَعَرِّجُ


إِنِّي أقولُ ، وقد يئستُ منَ الذي عند العباد ، وإِنْ أَجَادَ المُخْرِجُ


يا مَن تعيشونَ الهمومَ ثقيلةً مُدُّوا أكُفًّا للضَّراعَةِ ، والْهَجُوا


خَلُّوا وُجُوهَ الغافلينَ وراءَكُم فالغافلونَ ، خيولهم لا تُسْرَجُ


وتعلَّقوا بالله ، فهوَ ملاذُكم وبعَونِهِ ، كُلُّ الشَّدائدِ تُفرجُ

عبدالرحمن صالح العشماوي
الرياض 4 / 10 / 1432 هـ


صفحة الشاعر على الفيس بوك
ابوحاكم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس