عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2011, 08:29 AM   #7
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

وطن ثري .. مواطن غلبان

09-11-2011 01:47 PM


في ديننا الحنيف هناك فروض وأركان على المسلم أن يؤديها في سبيل طلب الجنة والنجاة من النار،وهذه معادلة إلهية فلو لم يكن هناك جنة ونار؟ فبالطبع لن تجد من يصلي ويصوم ويزكي ويحج،من دون مقابل دنيوي!.

لذلك هل يصح أن ننعت المسلم الذي يؤدي أركان وواجبات الدين ويتجنب موبقاته طمعاً في الجنة وخشية من النار،هل يصح عندئذ أن نقول أن الإنسان المسلم إنسان"وصولي" مثلاً! وذلك لأنه لا يؤدي تلك العبادات إلا طمعاً في المقابل!.

أروم من هذه المقدمة جعلها مدخلاً لموضوعنا الرئيس في هذه السطور وهو "لماذا يلزم المواطن بالإخلاص للوطن لمجرد أن الأخير وطن لاغير؟!".

في علاقة المسلم مع خالقه شريعة شرعها الخالق سبحانه لمخلوقه يُطلب من المخلوق عبادات بعينها وأخلاق حميدة ليجازيه الخالق سبحانه بعد ذلك بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين,مع تحذيره إن هو قصر في عباداته وتجبر وتكبر بجهنم وبئس المصير، ونحن كمسلمون نحذوا حذو هذا الدين العظيم في جل مناحي الحياة التي لم يرد لها نصوص شرعية وذلك عن طريق أحد مصادر التشريع الاسلامي وهو القياس.


في ثنائية الوطن والمواطن مثلاً وهو محور سطورنا، يلزم المواطن بحب الوطن حتى لو كان يعيش في رحابه رازحا تحت وطأة الفقر المذل ، ومحروما من بعض الخدمات الأساسية لأسباب هو بريء منها بالتأكيد.

· يُطلب من المواطن أن يحب الوطن ويخلص له وهو يحلم بقطعة أرض يقيم عليها مسكناً له وأبنائه، والحقيقة أن وطنه لم يقصر وسيحقق للمواطن حلمه عبر صندوق تنمية عقاري،ولكن ما على المواطن إلا أن يخبر أبنائه أو حتى أحفاده برقمه فلعلهم هم من سيشيدون المسكن المناسب في تلك الأرض الموعودة.

· يُطلب من المواطن أن يحب وطنه وهو يرى خيراته وفيرة ومع ذلك هو وضنك العيش خليلان لا يفترقان!

· يُطلب من المواطن أن ينسى مصلحته في سبيل الوطن! ويكتشف بعد برهة،أن وطن من يطلب منه ذلك هي مصلحته الشخصية فقط!

· يُطلب من المواطن أن يحب وطنه وهو يحتاج "شفاعة" لتوقيع معاملته النظامية! لدى من يأخذ فقط من وطنه دون أن يعطيه.

· يُطلب من المواطن أن يخلص لوطنه وهو يستطيع بنصف ميزانيته إن كان من هواة السفر أن يسيح بأسرته خارج وطنه،الذي لو أختاره لهذا الغرض لاحتاج لقرضين يسندان ميزانيته كي ينال شرف هذه السياحة الداخلية.

أدرك تماما أن المواطنة في المقام الأول هي ( ممارسة ) ممارسة للواجبات هذه الواجبات التي تمثل في وجهها الآخر حقوقا ، بمعنى أن كل من يخل بواجب فهو بالضرورة يخل بحق سواء للوطن بوصفه الجغرافي أو المواطن بوصفه المكون البشري والرقم الأبرز فيه . وبالتالي فإن النتيجة المنطقية لتمثُل الجميع شرف المواطنة الحقة هي انحصار الإخفاقات في جميع المناحي الحياتية في أضيق نطاقاتها ، ومن ثم تحقق التنمية التي يستشرفها كل مواطن غيور على هذا البلد الاستثناء .

· في الأخير نطلب من المواطن القارئ لهذه السطور أن يحب وطنه وأن لا يفكر ملياً بتلك السطور المارقة من هذا المقال!،وإلا تفاجأ بأبشع التهم التخوينية تتساقط عليه،لأنه ظن الوطنية مجرد خزنة مليئة بالذهب! .



وقفة:
" الغِنى في الغُربة وطن،والفقر في الوطن غُربة "
الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه


http://www.burnews.com/articles-action-show-id-5212.htm
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس