في ظل استمرار التقلبات.. البورصة السويسرية تُـراهـن على الذهب!
بقلم : صوفي دويز- swissinfo.ch
من المنتظر أن تعرض البورصة السويسرية قريبا على زُبائنها، إمكانية الحصول على أرباح ما بعد التّـداول، مدفوعة بالذهب. فهل سيعني ذلك أن هذا المَـعدن الثمين سيتحول إلى عملة التّـداول الجديدة؟
في مَعرض تقديمهم لهذه الخدمة الجديدة، قال أخصائيون يعملون في مؤسسة Six Securities Service وهي مؤسسة فرعِـية تابعة لمجموعة سِـيكس Six Group المالكة للبورصة السويسرية، ويشتغلون في هذه البورصة لخدمات مرحلة ما بعد المتاجرة، (التي تشمل التسوية والمقاصة والحفظ)، بأن "طريقة الدَفع الجديدة باستخدام الذهب مُقابل الخدمات المُقَدَّمة، هي الأولى من نوعها في العالم، وبأنها سوف تشتغل كالعُـملة الجديدة تماماً".
وتخطط كل من البورصة السويسرية وبورصة Scoach للمنتجات المُهيكلة، لتقديم جَدول وأسعار تداول المُنتجات بوحدات الذهب XAU (ما يعادل أونصة واحدة من الذهب) في شهر أكتوبر 2011.
وفي توضيح حول هذا الموضوع، قال آلان بيخسل، المُتحدث باسم خدمات "أس آي أكس سيكوريتيز" لـ swissinfo.ch، بأنه سيتعيَّـن على العُملاء الراغبين في الإستفادة من طريقة الدفع الجديدة مُقابل خدمة التسليم، امتلاك حساب مقـوَّم بالذهب مع مؤسسة "أس آي أكس سيكوريتيز"، كما لو كان لديهم حساب مقـوَّم باليورو أو الدولار أو الفرنك السويسري.
وتقول المؤسسة، بأنه، وعلى الرغم من عَـدَم وجود حدٍّ أدنى من المُتطلبات على كمية ما يملكه العميل في حسابه من الذهب، إلّا أنَّ هذا الحساب يجب أن يكون كافياً لتَغطية العملية التجارية المُقتَرَحة، كما هو الحال مع أيّ عُملة أخرى.
وسيتم تخزين هذا الذهب بعد تقييمه بالدولار في مستودعات خَـزْن الذهب، التابعة للمؤسسة في مدينة أولتن (كانتون سولوتورن)، شمال سويسرا. ولم تحَدَّد بعدُ قيمة الرسوم الواجب دفعها لِحِفظ هذا المعدن الثمين.
ويشرح بيخسل قائِلاً: "الذهب كالعُـملة الجديدة"، مضيفا أنه "يُمكنك التّـداول بنحو 23 عملة في البورصة السويسرية، وهو يسلك سلوك العملة الجديدة بالضبط".
"أمان" الذهب
ووِفقا للمتحدث باسم خدمات "أس آي أكس سيكوريتيز"، فإن هذه الخِـدمة هي الأولى من نوعها في العالم. وقد تم إدخالها بسبب المناخ الاقتصادي السائِـد حالياً والذي يشهد ارتفاعاً في الطلب على "الذهب الآمن".
وكان سِـعر الذهب قد قفز من نحو 1.400 دولار (1.260 فرنك سويسري) للأونصة الواحدة في شهر يناير من هذه السنة، إلى ذِروته التي قاربت نحو 1.900 دولار في شهر أغسطس، وهو يُتداول الآن (6 أكتوبر 2011) عند حوالي 1640 دولار للأونصة.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال مانويل أمّان، أستاذ العلوم المالية في جامعة سانت - غالن ومدير المعهد السويسري للدراسات المصرفية، بأن حَجم مُنتجات الذهب التي تَـمَّ تداوُلها في الآونة الأخيرة، قد زاد بشكلٍ ملحوظ. ويُرجِع السيد أمّـان أحد الأسباب في ذلك، إلى تضاؤل الثقة بالعملات التقليدية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية، التي تُجبِر المزيد من البنوك المركزية - وضِمنها البنك الوطني السويسري - على انتهاج سياسات تهدِف إلى إضعاف عملاتها.
ويقول الخبير المالي: "لقد ارتفع سِـعر الذهب بشدّة، وليس هناك الكثير من الثقة بالعملات الورقية". وكما أضاف أمام swissinfo.ch، "هذا يعني بِدء المَزيد من الناس بالتفكير بوسائل جديدة تمكِّـنهم من الحفاظ على قوتهم الشرائية".
ووفقا للمتحدث باسم خدمات "أس آي أكس سيكوريتيز"، فقد تَـمَّ استحداث هذه الخدمة بعدَ التشاوُر مع عملاء البورصة، الذين طالبوا بإمكانية المتاجرة بالذهب. كما قال بأن هذه الخِـدمة ستكون مُتاحة أمام أي شخص يحمل ترخيصاً بالمتاجرة في البورصة، بِغَضّ النظر عن حَجم هذا العميل.
"كوة محتملة"
ولكن علامة السؤال الكبيرة، تبقى حول هوية هؤلاء العملاء بالضبط. وحَسبَ بيخسل، فإنَّ على المراقبين الانتظار حتى البداية الرسمية لهذه الخدمة، لرُؤية ما سيحدُث بالضبط. كما قال، بأنه في حين وُضِعَت هذه الخِـدمة لتبقى، لا توجد هناك مخطّـطات لتقديمها في بورصات أخرى.
وأستطرد في نفس السياق: "الخدمة مفتوحة للجميع من الناحية النظرية، لذا، فهي غيْـر محصورة على الأثرياء أو المصارف الكبيرة فقط". وأكمل قائلاً: "سوف يُظهر لنا السوق مدى الحاجة لهذه الخدمة أو فاعليتها".
من جهته، قال مدير المعهد السويسري للدراسات المصرفية، بأنَّه، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يرى "كوّة محتَمَلة" لسوق مُتخصصة في استخدام الذهب كعُـملة للتسوية، إلّا أنَّ رُؤية تطبيقات أوسع لهذا العرض، هو أمرٌ صعب.
وعلى حدِّ قوله: "أستطيع أن أرى تطبيقاً مُعيّـناً في نطاق مُنتجات الذهب أو المنتجات المُهيكلة على الذهب أو صناديق الاستثمار المُقَـوّمة بالذهب أو ما شابه، حيث يمكن أن تسَهِّل عُـملة تسوية بالذهب في تكوين مثل هذه المنتجات".
ومع ذلك، يرى السيد أمّان بأنه، في الوقت الذي تملك فيه هذه الخدمة إمكانية محتملة، فإنَّ "تقديم الذهب كعُـملة ظِـلٍّ جديدة أو عُملة مُـوازية، يذهب بعيداً جداً على الأرجح". ويختتم معلَّقاً: "قد تكون البورصة السويسرية بالفعل مُحرِّكاً مبكراً في هذا الاتجاه، وقد يكون لديها الكثير من التَبَصُّـر في هذا الصّدَد، ولكنني لا أرى حالياً أي تَهديد فوري يجعلنا جميعاً نفكِّـر قريباً بحسابات الذهب حين قيامنا بالتسوق!"
صوفي دويز- swissinfo.ch
http://www.swissinfo.ch/ara/detail/c...l?cid=31233576