لأن الشرطة عندنا لها أرقام قياسية :
http://sabq.org/3S0aCd
بندر الشهري
نشرت صحيفة
"سبق" الأحد الماضي 17 رمضان 1433 خبراً كالتالي:
"فوجئ مواطنٌ من منطقة جازان بوجود سيارته التي تعرّضت للسرقة منذ إحدى عشرة سنة في قسم شرطة الدرب، حيث اتضح أن الجهات الأمنية عثرت عليها بعد سرقتها بيوميْن
وقال المواطن علي حمزي: تلقيت اتصالاً من قريبٍ لي يعمل بقسم شرطة الدرب، يفيد فيه بوجود سيارتي التي سُرقت عام 1422هـ بالقسم، مشيراً إلى ذهابه للقسم وتقديمه الأوراق الخاصّة بالسيارة وتسلُّمها.
وقبلها كانت صحيفة عكاظ قد نشرت وتحديداً في 10 محرم 1432 خبراً مشابهاً كالتالي: "تفاجأ مواطن في الطائف بأن سيارته التي أبلغ عن سرقتها قبل سبعة أعوام من أمام منزله، ولا يعرف مصيرها منذ ذلك الوقت، موجودة في حجز السيارات التابع لشرطة الطائف، دون أن يبلغ بذلك طوال هذه المدة.
وقال مالك السيارة نايف السميري إنه كان قبل أيام يمر بجوار الحجز الواقع على الطريق السريع، وإذا به يشاهد سيارته المسروقة متوقفة داخل الحجز، وحين سأل المسؤولين في الحجز عن السيارة، أخبروه أنها دخلت الحجز في تاريخ 28/ 10/ 1424هـ، وهو اليوم الذي بلغ فيه الشرطة بسرقة السيارة".
حقيقة يعجز اللسان عن وصف القصتين المأساويتين السابقتين، ولكن هذا هو الواقع، إلا أن الجديد هذه المرة هو أن مرور وشرطة جازان كسرا الرقم القياسي المسجل باسم شرطة ومرور الطائف!
ويبدو أن تحطيم الرقم القياسي الذي حدث مطلع الأسبوع الحالي قد جاء نتيجة للتفاعل مع أوليمبياد لندن الذي يجري هذه الأيام في بريطانيا!
ولا نستبعد أن يضرب الرقم مرة أخرى في الأيام القادمة، ولكن من أي شرطة أو مرور منطقة هذه المرة؟!
كلنا مر بتجربة سرقة لسيارته أو سيارة قريب له أو نحو ذلك، وكلنا بات يؤمن بأن الأمر لا يقتصر على التبليغ فقط بمركز الشرطة أو المرور، لأن الجميع أصبح يعلم بأنه يجب على من تعرض لسرقة سيارته أن يبحث عنها بنفسه ويستعين بإخوته وجيرانه وأصدقائه وأفراد قبيلته للعثور على السيارة لأن سرقات السيارات باتت كثيرة جداً وأشبه بالظاهرة، كما أن آلية الشرطة والمرور في البحث أصبحت بطيئة ومعقدة جداً وغير واضحة على الإطلاق. ولا أدل على حالة اليأس والإحباط التي أصابت الكثير من المواطنين عند سرقة سياراتهم إلى لجوئهم مؤخراً للصحف للإعلان عن مكافآت مالية لمن يدلهم على مكان وجود سياراتهم، ويمكن العودة إلى تحقيق منشور بصحيفة الرياض تحت عنوان "مواطنون يقدمون مكافآت مالية لإعادة سياراتهم المسروقة"، الأربعاء 10 صفر 1433.
كل ذلك قد يمرر ويقبل على مضض غير أن الكارثة أن تكون السيارة قد وجدت ولم يتم إبلاغ صاحبها عنها، والأشد قسوة وما يدعو للحيرة والقهر أن تكون السيارة قد تم العثور عليها وتم إيداعها حجز المرور أو الشرطة دون إشعار مالكها!.
هذا والله يدعو للألم والحسرة والغبن، فمن يعوض الشخص فقدانه لسيارته طوال هذه السنين وهي في النهاية موجودة في حجز المرور أو الشرط.
أسئلة عديدة تطرح نفسها هنا:
يا ترى أين التنسيق بين هذه الجهات الأمنية الرسمية الحساسة جداً؟ وكيف تقبل مثل هذه الأخطاء والتخبطات البدائية؟
فالسيارتان اللتان وردتا في خبري صحيفتي سبق وعكاظ مثلاً لم يتم العثور عليهما بعد 11 و 7 سنوات في أحد الشوارع أو الأحياء أو الأزقة أو الأحواش المهجورة، بل عثر عليهما في حجز الشرطة نعم في حجز الشرطة بل والأفظع أن بلاغ العثور على السيارتين حدث في نفس يوم البلاغ أو في اليوم التالي!
وهنا يطرح سؤال عريض آخر: هل توجد حالات مشابهة في حجوزات المرور والشرطة التي تكتظ بالسيارات في جميع مناطق المملكة وبالسنوات في ظل هذه العشوائية وهذه التخبطات غير المحسوبة بالإضافة إلى عدم وجود آلية واضحة في استلام وتسليم البلاغات؟! أترك الإجابة لكم..
رغم كوني لست قانونياً إلا أنه وبحسبة بسيطة فالمواطن الأول علي الحمزي الذي فقد سيارته في جازان واستمر ذلك 11 عاماً يفترض ألا يقل تعويضه المادي عن 300 ألف ريال،
كيف؟
11 عاماً فيها نحو 4000 يوم، ولو اعتبرنا السيارة ذهبت للإيجار مثلاً فلن يقل ذلك عن 75 ريالاً في اليوم ليصبح المجموع نحو 300 ألف ريال، وفي حالة المواطن صاحب السيارة الأخرى نايف السميري التي فقدها لمدة 7 سنوات في الطائف، فتعويضه بالطبع أقل، وبنفس الحسبة السابقة نحو 200 ألف ريال!
فمن يا ترى يعوض هذين المواطنين عن خسارتهما المادية المهولة!
أما الخسارة البدنية والنفسية، فالله وحده يعوضهما فيها خيراً.. فهي بالطبع خسارة لا تقدر بثمن.
أخيراً المواطن السميري قضيته موجودة في المحكمة بحسب صحيفة عكاظ: "خطأ 7 سنوات يحيل المرور إلى المحكمة"، الأربعاء 22 صفر 1432هـ، ولا نعلم أين وصلت الآن، أما المواطن حمزي فأدعوه أيضاً لعدم السكوت عن حقه القانوني في هذا الموضوع حتى يأخذ المهمل جزاءه، وحتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء البدائية الساذجة جداً!
=====================================
شكله الحرامي قري المقال .... وقرر يستفيد