شركة الكهرباء..وصلت الرسالة وشكراً!

فهيد العديم
٢٠١٣/٥/١٤


حبيبتنا شركة الكهرباء استغلت الجو اللطيف هذه الأيام لتنبيهنا برسالة لطيفة، وكأنها تعتب علينا انشغالنا مع مشكلات البنية وتناسينا لها، فعادت الأيام السابقة لعادتها الأليمة، والحقيقة أن ما فعلته شيء لا يذكر، فقط قطعت الكهرباء لأقل من دقيقة مرتين في اليوم، ولم يحدث سوى تلف ببعض أجهزة التكييف، وأجهزة أُخرى لا تتعدى تكلفتها راتب شهرين للمواطنين المتذمرين أمثالي..

والحقيقة أننا قسونا كثيراً عليها ونعلم أن ذلك (خارج عن إرادتها) فهي (فوجئت) أن المدن اتسعت أكثر مما يجب، وأن من يبني بيتاً جديداً يحتاج للكهرباء، هذه مبررات جيدة لو قالتها الشركة الموقرة، سنصفق للشركة لو قالتها، ليس لوجاهتها، بل لأننا نريد عذراً حتى لو كان غير منطقي على الأقل نشعر أن هناك من يهمه أمرنا، وإن غلظتهم بطريقة قطع التيار في حال عدم التسديد لها ما يبررها، لكن أن يتم طمأنتنا بأن الموضوع تم حلّه ثم نفاجأ بقطع التيار ونبدأ بالتخمين أي الأحياء سيناله العقاب أولاً، على الأقل تبلغنا بخطّتها «السريّة« في جدولة تبادل قطع التيار، في هذه الحالة صدقوني لن نقول لماذا «الجدولة» يتم تدويرها بين أحياء معينة، فقط نريد أن يعرف من لديه حالات إنسانية كالمرضى والأطفال أن يذهب للحي المحظوظ ذلك اليوم، أما البقية فيستطيعون التأقلم مع «حالة الشركة المرضية»، وأيضاً في حالة شفافية الشركة سنتعاطف مع عجزها، ولن يضرنا ذلك أن نصبر عليها سنوات قادمة!

الشركة تتحدث عن أهمية العزل الحراري للجدران وزجاج النوافذ من النوع المزدوج، وعن ملصقات وبروشورات، وعن إيمانها بالدور «الاجتماعي» وأن هدفها كما يقول رئيسها ليس هو تحقيق الكسب المادي فقط.. إلى غير ذلك من الكلام الجميل الذي يقوله حتى تجّار العقار، المواطن الآن لا يعوّل على الشركة أدواراً أُخرى كالشراكة الاجتماعية، المواطن ينظر للأمر بأنه اتفاقية بينه وبين (شركة) باعت عليه (عداد الكهرباء) وتكفلت إيصال الطاقة لمنزله بمقابل مادي إذا تأخر المستهلك عند السداد تفصل عنه الخدمة، لكن إذا الشركة لم تستطع الإيفاء بالتزامها (توقعوا أنني سأقول يرفع عليها قضية يطالبها بالتعويض!) الحقيقة لا..ليس أمامه أن يمارس الثرثرة كما أفعل الآن!

http://www.alsharq.net.sa/2013/05/14/834261