الغلاء الفاحش في رمضان!
صالح مطر الغامدي
رمضان كريم.. جملة نرددها عند دخول الشهر المبارك فهو شهر الخير والبركة، لكننا في السنوات الأخيرة نشعر أن هناك من يحاول أن يلغي هذه الصفة، فرمضان أصبح يثقل كاهل كثير من الأسر التي لا تستطيع أن تجاري الغلاء الفاحش في هذا الشهر؛ مما يجعل البعض يكتفي بصحن الفول مع التميس، فالبطون لا ترفض الأكل مهما كان نوعه، صحيح أن البعض يزيد في الصرف ويشتري ما يفوق احتياجه، وكأن الأسواق ستقفل أبوابها؛ مما يتسبب في أن يكون الطلب أكثر من العرض.
إن ارتفاع أسعار الأغذية في رمضان ليس له ما يبرره؛ فالناس كأنهم طوال العام ممنوعون من شراء المواد الغذائية ولم يُسمح لهم إلا في رمضان، حتى زادت الأسعار ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل رمضان، ووصلت في بعض السلع إلى أكثر من ذلك، فصندوق الطماطم مثلاً ارتفع سعره من 15 ريالاً ليصل في بعض المناطق إلى 60 ريالاً وربما إلى أكثر، وارتفعت أسعر الخضروات أيضاً رغم توفرها، وكذلك الزيادة المستمرة في أسعار اللحوم بشتى أنواعها؛ مما أدى إلى ارتفاع المأكولات التي تعتمد على اللحوم. والمشكلة التي تواجه المستهلك أن هذه الأسعار كأنها تعمم على جميع المحلات، فلا يوجد تفاوت فيها كباقي أيام العام، بل إن الغش والتحايل بلغ مداه، فالكميات نقصت عما كانت عليه أيضاً.
ومن المؤسف أن تكون وزارة التجارة في غياب تام عما يحدث فلا رقابة على المحلات، ولا اهتمام بالمواطن الذي أصبح فريسة ينهشه الغلاء من جانب؛ والقروض والخدمات من جانب آخر، فلم تصدر الوزارة أي بيان أو قرار للتصدي لزيادة الأسعار التي نشهدها كل عام في رمضان، وكذلك الحال ينطبق على جمعية حماية المستهلك، والتي كان المواطن عند إنشائها يعول عليها كثيراً، ولكن ومع الأسف لم نرَ منها ما يجعلنا نتفاءل بوجودها.
إن مشكلة ارتفاع الأسعار مع اقتراب شهر رمضان وتكرار ذلك في السنوات الماضية وهذا العام يجعلنا نطالب الجهات ذات العلاقة من تجارة وحماية المستهلك والأمانات والبلديات وغيرها إلى أخذ الحيطة في الأعوام القادمة، والمبادرة فيما تبقى من هذا الشهر، فالسلع متوفرة ولكن جشع التجار هو السبب الرئيسي فيما يحدث.
http://sabq.org/xm1aCd