الوطن في ذكرى التوحيد
د. عبد الله العُمري
يحتفي أبناء السعودية هذه الأيام بذكرى توحيد وطننا المبارك على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. نحتفي بوطننا في يومه الوطني الثالث والثمانين، وفي ذكرى توحيده نستعيد أمجاد المؤسس الباني موحد هذا الكيان الكبير، تحت راية التوحيد، بعد ملحمة بطولية امتدت لأكثر من اثنين وثلاثين عاماً، بدأها بفتح الرياض في الخامس من شوال عام 1319هـ، الموافق الخامس عشر من يناير عام 1902م، وفي مثل هذا اليوم في السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية؛ إذ صدر المرسوم الملكي الكريم بتوحيد أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت راية التوحيد، وبدأت البلاد تدخل مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء بعد أن توحدت أجزاؤها وعمّ ربوعها الأمن والرخاء، فقد قيض الله تعالى لهذه البلاد قيادة جعلت القرآن الكريم وسنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم دستورها ومنهجها؛ فعم الأمن، وانتشر الخير بفضل الله ثم بفضل قادتنا الأوفياء الذين حكَّموا شرع الله القويم.
نحتفي بالوطن في ذكرى توحيده.. بالوطن نشدو، وله نغني، ولترابه نشيّد سياجاً من أرواحنا، نحتفي به تمجيداً وتعظيماً وعرفاناً، نتنفسه نقاء وصفاء، نصعد به ويصعد بنا سلّم المجد، نحتفي به وقد أغدق علينا من خيراته، ووهبنا من بركاته، نحتفي به في ذكرى يوم توحيده، يوم العزة والنصر والسؤدد، نحتفي به وطناً يسامق السماء، ويعتلي هامة المجد، نحتفي به وطناً هو مهد الحضارات وحاضن الحرمين الشريفين، نحتفي به وطناً اختاره رب الأرض والسماوات لتنطلق على ترابه الرسالة الخالدة، وعلى ثراه سار خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، نحتفي به وطناً هو مقصد آمّين البيت والمشاعر من أصقاع الأرض، نحتفي به وطناً هو فخر الأوطان، على تعاقب الأيام ومدار الزمان، نحتفي به وطناً من جبين الشمس ووجه القمر، نحتفي به وطناً جاوز الجوزاء، وتربع على هامة الرفعة والسؤدد، في ظل قيادة حكيمة جعلت بناءه وتطوره ورفاهية شعبه همها الكبير، ومشروعها الطويل.
نحتفي بيومنا الوطني والوطن يشهد في كل عام بل في كل يوم منجزاً جديداً حتى وصل إلى ما وصل إليه من النمو والتقدم والازدهار.. نعم، لقد تعددت المنجزات واتحدت القلوب على حب الوطن والولاء والطاعة لقيادته الرشيدة المباركة.
فهنيئاً للوطن على أفراحه وقيادته الرشيدة وأبنائه المخلصين، وهنيئاً لأبناء السعودية على وطن المجد والسؤدد وقيادة الخير والبناء.. ودم وطني في أمن وأمان وعز ورفعة ورقي.
تأمل:
ولاء بعد معبود العباد
لديني والمليك وللبلاد
ولاء لا تزعزعه شكوك
وحب قد تغلغل في فؤادي
لموطن عفة ومكان عز
ومهبط ديننا دين الرشاد
سعودي على هام الثريا
تربع منزلي ومضى قيادي
تليد المجد منبعه بأرضي
وصرح العز ذروته بلادي
إذا افتخرت بماض كان حقا
لقد عزت بمركزها الريادي
وأما حاضر يغنيك مرأى
سيادتها على رغم الأعادي
بلاد شرعها من وحي ربي
على خير البرية والعباد
ورمز علوها علم تسامى
به التوحيد رفرف في البلاد
http://sabq.org/Fp1aCd