بنوكنا.. واليوم الوطني!!



ماجد الحربي

بدايةً، الوطنية ليست شعارات تتردد، ولا رَقصات على الشوارع تتمدد، بل هي أخلاق وأفعال، تشرّف الوطن، وتتحدى الزيف في حب الوطن المزعوم في أذية خلق الله في الشوارع والميادين، أو حتى ادعاء حب الوطن من غير ما نلمس من أفعال على أرض الواقع تفيد الوطن والمواطنين!

قطاعات كبيرة تغيب في يوم الوطن كل عام، في 23 سبتمبر منه، ولا نرى لها وجوداً فعالاً ومجداً في يوم كبير كهذا، تتعاطى معه مرافق الدولة كافة، أقلها بوضع حوافز لموظفيها أو تسهيلات لعملائها تصب في مصلحة المواطنين، أو بعمل وحدات سكنية تساهم جَنباً إلى جنب مع قطاعات الدولة، كوزارة الإسكان، في إدخال الفرح والسرور للمحتاجين ولذوي الدخل المحدود، الذين لا يملكون مساكن، والذين وصلت نسبتهم لـ70 %؛ فلماذا تغيب تلك القطاعات عن المساهمة في إدخال الفرح في نفوسهم في يوم بلادهم الوطني؟!

بنوكنا.. تجد تسهيلات من الدولة لا تجدها في دول أخرى في العالم، ومع ذلك فهي تغيب عن المشهد الوطني حتى في يوم بلادها الوطني، يوم الفرح، يوم الإجازة، يوم الفرح بتوحيد شَتات هذه البلاد على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى.. فلماذا تتعمد بنوكنا غيابها دون استثناء عن مناسباتنا الوطنية وأفراح الوطن؟! هل هو عدم اكتراث بإدخال الفرح في نفوس الناس البسطاء من هذا البلد المعطاء؟! أم هي اعتادت على الغياب عن حاجات الوطن والمواطنين حتى وهم في حاجة ماسة إليها، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا بنوكنا العزيزة؟!

وختاماً.. اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة يكشف لنا زيف كثير من المحبة الوطنية المزعومة لدى فئام من الناس، أفراداً وقطاعات، فبعضهم تعوّد على إرسال مقال للصحف، تعودوا على نشره كل عام كلما حل موعد اليوم الوطني حتى وهم خارج الوطن، فالمسألة لا تعدو أكثر من نسخ ولصق؛ لذا تجده مفروغاً من مضمونه حتى لو قرأته عشرات المرات!! والقاسم المشترك بين ادعاء محبة الوطن في يومه الوطني بين كل أولئك أنهم كلهم يرقصون في يوم الوطن، بالرقص وأذية الناس في الشوارع وإغلاق الطرقات، وتعطيل مصالح الناس!! والفئة الأخرى تتمثل في عزفها الدائم حتى في أفراح الوطن، ولا نجدها تساهم في تقديم شيء يعبر عن فرحها باليوم الوطني المجيد للبلاد، كالبنوك، بعمل وحدات سكنية، دور رعاية اجتماعية، مستشفيات بأسعار رمزية، مدارس نموذجية، كرد جميل للوطن في يومه الوطني كما تفعل كل بنوك العالم الغربي، انطلاقاً من أهمية المشاركة المجتمعية لمجتمعاتها.. تلك هي الوطنية الحقيقية، فأين أنتم يا بنوكنا من يوم بلادكم الوطني؟!! كل عام ووطني بخير، وكل عام ووطني الحب، حتى لو غاب عن مَشهده مدَّعو مَحبته!!

http://sabq.org/Np1aCd