عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2014, 09:39 AM   #2
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مجموعة مقالات تندرج تحت "متلازمة الهياط اللاإرادي" لجمعية حماية المستهلك.

تسفيه » المستهلك!
محمد اليامي
الأربعاء، ١١ يونيو/ حزيران ٢٠١٤



كنت أعتقد أنني لن أستخدم يوماً، «وما آفة الأخبار إلا رواتها»، كونها من المكررات الصحافية منذ عقود من الزمن، شأنها شأن «عيد بأية حال عدت يا عيد»، و«هذه التصرفات دخيلة على مجتمعنا»، لكنني سأستخدمها اليوم تعليقاً على معلومة ساقتها جمعية حماية المستهلك، تُعد بالفعل مشكلة اتصالية، وتشويشاً على صانع القرار الاقتصادي.

يقول الخبر: «كشفت جمعية حماية المستهلك أن المواطن السعودي ينفق نحو 30 في المئة من دخله الشهري على الاتصالات بأنواعها كافة، وقال رئيس الجمعية ناصر آل تويم: أطلقت الجمعية مطلع آذار (مارس) الماضي حملة بعنوان: «حقوق هاتفية عادلة»، تمخضت عن عدد من النتائج، من أبرزها أن 30 في المئة من دخل الفرد السعودي الشهري يتم استهلاكه في الاتصالات الهاتفية والخدمات المساندة، وفي مقدمها الإنترنت».

تخيل أنه يوجد إنسان سوي ينفق ثلث دخله على الاتصالات و«الإنترنت»! ثم تخيل أن يرفع بعض المسؤولين بمطالب لتحسين معيشة هذا المواطن، فيحتج مسؤولون آخرون بأن هذا «المواطن» لا يستحق ذلك، كونه فاقداً للأهلية الاقتصادية، ويتصرف بطريقة تجيز الحجر عليه، كونه ينفق ثلث دخله تقريباً على الاتصالات و«الإنترنت»!

هذه التصاريح مضللة جداً وغير منطقية، وتضر المواطن أكثر مما تنفعه، وتنضم إلى فوضى إطلاق التصاريح الانطباعية، مثل أن جميع المواطنين أغنياء، وأقول الانطباعية لأن رئيس حماية المستهلك لم يورد أية معلومات عن الدراسة أو البحث الذي خلص منه إلى هذه النتيجة.

كلفة الاتصالات و«الإنترنت» بحسب جهات دولية تعتبر في وضع معقول، فبحسب تصنيف الاتحاد الدولي للاتصالات فإن متوسط إنفاق الفرد السعودي من دخله المتاح على الاتصالات في حدود 1.4 في المئة، والبنك الدولي في دراسته لهذا الشأن يقول إنه في ما يتعلق بالبيانات المتنقلة «برودباند»، فإن السعودية في المرتبة الخامسة من حيث أقل الأسعار، ونحن دوماً نريد خفضها أكثر، لنصبح الأقل في العالم، لكن لا يعني ذلك أن نخفض من قيمة عقلية المواطن وطريقته في الإنفاق. وحتى لو كان هناك مراهقون أو مواطنون من الجنسين غير مسؤولين عن أحد، وينفقون ثلث دخلهم على الترفيه عن أنفسهم بـ«الإنترنت» فهذا شأنهم، ولكن لا يمكن تعميم الرقم على الجميع.

الرئيس يقول في سياق تبرير ذلك إن من الأسباب «عدم وجود معلومات عن كلفة الاتصالات وخدماتها المختلفة عند السفر، وذلك في ما يتعلق بمكالمات واستهلاك الإنترنت»، منوهاً إلى أن هذا الجهل يؤدي إلى «تكبد خسائر طائلة». وهذا غير صحيح فأول رسالتين تتسلمهما على هاتفك عند الوصول إلى الخارج هما كلفة الاتصالات و«الإنترنت»، وعروض تتيح لك التحكم في فاتورتك لـ«الإنترنت» بحسب حاجتك ودخلك.

ليس دفاعاً عن شركات الاتصالات ومثالبها كثيرة، لكنه رداً على من يهاجمنا في عقلياتنا، وأساليب إدارة حياتنا، يبتغي عرض الإعلام والشهرة على حساب سمعتنا، وعبر تنميط صورتنا الاستهلاكية للأبد.


http://alhayat.com/Opinion/Mohammed-Al-Yami/2897643/
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس