حجبت الرؤية وتحذيرات من حالات ربو جدة.. أدخنة النفايات تغطي 18 حياً

شارع الأربعين بجدة الذي يبعد 10 كلم عن مردم النفايات كما بدا صباح أمس.
تصوير: حسن السلمي
الوطن
غطت سحب كثيفة من الدخان الناتج عن حرائق مردم النفايات مساحات واسعة من مدينة جدة فجر أمس، حيث دفعتها الرياح القادمة من الشرق للتوغل في عمق المدينة بمسافة 20 كيلو مترا حتى وصلت إلى شارع الأمير سلطان غربا، وبعد تحولها إلى شمالية امتدت الأدخنة بشكل طولي على مسافة 30 كيلو مترا جنوبا حيث تجاوزت حي إسكان الأمير فواز والمناطق السكنية المجاورة له.
واستيقظ سكان 18 حيا بالمدينة على صباح يلفه الظلام نتيجة كثافة الأدخنة في الأجواء بسبب الرياح التي كانت قادمة من جهتي الشرق والشمال، حيث غطت سحب الدخان أحياء الأجواد والربيع والسامر وبريمان والنخيل والسالمية والصفا والرحاب والعزيزية والحرمين والربوة والنزهة وأبرق الرغامة وقويزة والسليمانية والروابي والعدل والأمير فواز، إضافة إلى عدة أحياء أخرى وصلت إليها روائح المردم دون تأثير للأدخنة في أجوائها نظرا لبعدها عن موقع المردم وهي الجامعة والنسيم وبني مالك والأحياء الواقعة بين طريق المدينة وطريق الأمير سلطان غرب جدة.
إلى ذلك، حجبت الأدخنة المتصاعدة من مردم النفايات شرق جدة الرؤية الأفقية في طريق الحرمين، وشوارع حراء والأمير ماجد والمكرونة والتحلية في ساعات الصباح الأولى نتيجة قدوم رياح شرقية شمالية أتت على المردم، واتجهت نحو هذه الشوارع تحمل كميات هائلة من الأدخنة التي اختلطت برطوبة الصباح، وأحدثت كتلا بيضاء على هذه الطرق.
من جهتها، أوضحت المدير الفني لمركز صحي السامر الواقع شرق الخط السريع الدكتورة محسنة الحظاء أن المركز استقبل 75 حالة ربو مزمن في شهر ذي القعدة المنصرم، وسجل خلال الشهر نفسه أكثر من 1300 حالة لأمراض مختلفة في الجهاز التنفسي العلوي. وأشارت إلى ارتفاع أعداد مراجعي المركز في اليومين الماضيين إلى 20% ، مؤكدة أن غالبية المراجعين يعانون مشكلات تنفسية مختلفة. وعزت السبب في ارتفاع عدد المراجعين إلى تزايد روائح وأدخنة مردم النفايات خلال اليومين الماضيين.
وأكدت الدكتورة الحظاء أن أعداد المراجعين للمركز ارتفعت إلى ما بين 250 و 300 حالة يوميا منذ مطلع هذا الأسبوع، وأن غالبية المراجعين يعانون من حساسية في الجيوب الأنفية، واحمرار في العينين، والتهابات جلدية، إضافة إلى حالات الربو المزمنة.
إلى ذلك، أكد مدير مركز الإشراف التربوي بحي الصفا سعود بن حميد السلمي أنه بعد تلقي المركز لعدة بلاغات من مديري المدارس بشأن تأثير أدخنة المردم على سلامة الطلاب وآلية التعامل معها، فقد تم منح مديري المدارس منذ ساعة مبكرة من صباح أمس حرية تقدير الموقف في إجراء البرنامج الصباحي في المدارس القريبة من المردم من عدمه ، وخصوصا المدارس ذات الأفنية المكشوفة حفاظا على سلامة الطلاب من استنشاق الأدخنة الملوثة التي قد تعرضهم للخطر. وأوضح أنه من خلال تقارير المشرفين التربويين الزائرين للمدارس أمس فإن العديد من المدارس، وخصوصا الواقعة شرق الخط السريع لم تجر الطابور الصباحي، وأوقفت مؤقتا حصص التربية البدنية. وأضاف أن جميع مدارس مركز إشراف الصفا التي يتجاوز عددها 100 مدرسة تقع في الأحياء المجاورة للمردم وأنها تأثرت أمس تأثرا مباشرا بهذه الأدخنة.
وأوضح مدير مركز إشراف شمال جدة خالد بن دخيل الله الحارثي أنه عند ملاحظة وجود كثافة عالية للأدخنة في بعض الأحياء فقد تم توجيه مديري المدارس بأن الأمر يعود لمدير المدرسة بشأن تنفيذ الطابور الصباحي من عدمه، وذلك حسب كثافة الأدخنة في أجواء الحي الذي تقع به المدرسة تلافيا لتعريض الطلاب لخطر هذه الأدخنة الملوثة، وأن ذلك جاء بعد تلقي المركز اتصالات تفيد بوجود أدخنة كثيفة قادمة من جهة مردم النفايات قد تعرض الطلاب للخطر في حال تنفيذ الطابور الصباحي.
وأشار مدير إدارة الإشراف الطبي بتعليم جدة الدكتور محمود السيد إلى تزايد الحالات المراجعة للوحدات الصحية خلال اليومين الماضيين، وتراوحت معظمها بين حالات الربو، والمشكلات التنفسية والأنفلونزا وأعراض البرد.
ووجه مدير الصحة المدرسية بجدة الدكتور محمود السيد مديري المدارس إلى المحافظة على سلامة الطلاب وذلك بإغلاق منافذ التهوية والشبابيك في حالة ملاحظة أي أدخنة ناتجة عن المردم كي لا تؤثر على الأجهزة التنفسية للطلاب، وتوعية الطلاب بأهمية الابتعاد عن أمكان الأدخنة الكثيفة والملوثة